لواء دكتور/ سمير فرج متابعة عادل شلبى وسط مجريات الحرب الروسية الأوكرانية، ظهر الرئيس الروسي، بوتين، يوم الثلاثاء 21 يونيو، ليعلن نبأ تصنيع روسيا للصاروخ الجديد “سرمات 2″، أو ما يطلق عليه اسم “الشيطان الثاني”، ومصرحاً بأن هذا الصاروخ سيدخل الخدمة في الخريف القادم، واسمه العلمي “اراس – 28 سارمات”. كانت روسيا قد دخلت الحرب مع أوكرانيا، بفكر جديد، يختلف عما هو متبع أو متعارف عليه، إذ اعتمدت، في البداية، على الضربات الصاروخية، ضد الأهداف الأوكرانية العسكرية الرئيسية، بدلاً من أسلوب الضربات الجوية، الذي يستخدم في مثل تلك الحالات. ويرجع ذلك التغيير التكتيكي، بالأساس، إلى أسباب اقتصادية، حيث تعتمد الضربات الجوية على استخدام الطائرات المقاتلة، مثل الطائرة F16، التي يتخطى سعرها، اليوم، 100 مليون دولار، ويمثل سقوط أي منها خسارة مالية كبيرة، تضاف إلى الخسائر في أرواح الطيارين، على عكس الصاروخ الذي يتكلف بضعة آلاف من الدولارات، فقط. لذلك اتجهت روسيا إلى تطوير أنظمة الصواريخ الخاصة بها، ومنها “سرمات 2″، الذي يعتبر الأبعد مدى، بين فئة الصواريخ العابرة للقارات، بقدرته على ضرب أهداف تبعد لأكثر من 11 ألف ميل، أي يمكنه الوصول إلى قلب أوروبا من منصة إطلاقه في روسيا، فضلاً عن قدرته على حمل 10 رؤوس نووية، أي 2000 ضعف قنبلة هيروشيما النووية. وبحسب وصف صحيفة التلجراف البريطانية، لذلك الصاروخ، المنتمي للجيل الخامس، فإن واحداً منه، فقط، يمكنه تدمير دولة كاملة بحجم بريطانيا أو فرنسا! يبلغ طول ذلك الصاروخ نحو 35 متر، وقطره 3 أمتار، مع تميزه بمرونة الحركة، وقدرته الفائقة على اتخاذ مسارات شبه دائرية، كما يتميز بقدرته على تفادي شبكات الرادار، وبالتالي الإفلات من معظم أنظمة الدفاع الجوي المعروفة. وطبقاً لتحليلات الخبراء، فإن إعلان الرئيس بوتين، بنفسه، عن إنتاج الصاروخ الجديد، كان بمثابة رسالة ردع للولايات المتحدة الأمريكية، ودول حلف الناتو، عن مجرد التفكير في القيام بأي عمل عسكري، ضد روسيا، في أوكرانيا، أو حتى تدعيم الجيش الأوكراني بأسلحة هجومية، إذا سيكون الرد العسكري الروسي قوياً ومؤثراً ومدمراً، خاصة وأن العالم قد شهد نتائج ما قامت به روسيا، خلال العقدين الماضيين، من تطوير قواتها الصاروخية، بإنتاج صواريخ كينجال وإسكندر، من طراز الصواريخ كروز، التي اعتمدت عليها بقوة في عملياتها في أوكرانيا. واليوم، أظن هذا السلاح الجديد يضع الولايات المتحدة وحلف الأطلنطي أمام مشكلة معقدة … فماذا سيفعل الجميع أمام ذلك الشيطان الثاني؟