لم يهتم احد بخروجنا من التصنيف العالمي أو حصولنا على مركز متأخر وكأن ذلك شيئا عاديا علي الرغم من ان المصريين هم اصحاب فضل علي جميع البلاد العربية بما قدموه من علم ومعرفة وثقافة عالية لهذه البلاد كيف تقهقرنا في مستوي التعليم لدرجة الخروج من التصنيف أو الحصول على مركز متأخر وبلاد اقل منا فى كل شيء لها ترتيب ومكان في التصنيف ألا كان من الأحري بنا ان ندرس الاسباب التي ادت لذلك ونبحث في الحلول والعلاجات لناخذ من الفشل خطوة للنجاح ونعاود النظر في التجارب التي يتم استيرادها من دول اجنبية هل اتت بنتائج ام لا!! ونحاول تغيير النظرة لوزارة التربية والتعليم وفى رؤيتى للمشهد هناك أسباب كثيرة تكمن فى الآتى: نظرة المسؤولين لوزارة التعليم علي انها وزارة خدمات بمعني انها تقدم خدمة ولا تدر ربحا اي ليست مثل وزارة البترول او اي وزارة تقدم الربح المادي لابد من تغيير هذه الرؤية ليحل محلها رؤية جديدة مفادها ان الاستثمار في الموارد البشرية في التعليم وتوجيه الأموال سواء وطنية او أجنبية له وزيادة الانفاق علي التعليم سيؤدي هذا لخلق نهضة تعليمية كسابقتها في عهد محمد علي باشا الذي اهتم بالبعثات التعليمية والعلمية والثقافية واهتم بجميع أنواع المدارس وحقق نهضة تعليمية هائلة يجب على مسؤولي التعليم دراسة تاريخ محمد علي رائد نهضة مصر فى القرن التاسع عشر لاخذه كنموذج يحتذي به فى التعليم علي الرغم من بعض تحفظاتي علي عصره ولا يسعنا المجال هنا للخوض فيها فى هذا المقال ان الاهتمام بالتعليم يضفي باثاره علي المجتمع بزيادة الذوق والرقي والتحضر العام وقدرات المجتمع الانتاجية بل ان الحياه تفقد رونقها بدون العلم او التعليم والثقافة لذلك كان لزاما علينا معاودة التفكير في التعليم ومحاولة الخروج من نظام تعليم عفا عليه الزمن الي نظام تعليمي يساير عصر المعرفة والتكنولوجيا المقتحمة التي غيرت كل المفاهيم والقيم نحتاج تعليم قائم علي التفكير الناقدوالابداع والحرية والابتكار وربط المنهج بسوق العمل نحتاج لخطط وحلول ابتكارية وليست تقليدية خطط تحلل الوضع الراهن بمنتهي الشفافية ودون مجاملات نحتاج دراسة شاملة
وتحليل متمعن لتقارير التنمية البشرية واليونسكو عن التعليم في مصر لتحديد اين نحن الان وكيف السبيل للخروج من الازمة
ثم نتجه بعد ذلك للجودة والابداع وتقديم الخدمة التعليمية المتميزة
نحتاج لبرامج اصلاحية شاملة من تطوير تكنولوجي وتحديث موارد بشرية وتاصيل اللا مركزية وتطوير بناء المدارس مع الاهتمام
بالتعلم النشط القائم علي الطالب وتطوير اساليب التقويم وربط التعليم بسوق العمل والمهارات الحياتية واتمني ان نرجع مرة اخري
الي سابق عهدنا التقدمي واتمني ان ينجح التابلت في ان يكون لدينا تعليم متميز قائم علي التكنولوجيا ويؤكد اهمية المدرسة وتعود اهمية المدرسة للطالب وتقل ايام الغياب
ان الكلام عن التعليم لن يكفيه مقال او حتي عشرة مقالات ولكن اتوجه بكلامي لكل مسؤول عن التعليم في مصر سواء وزير
او معلم او مدير ان يتق الله في عمله ويعلي المصلحة العامة علي المصلحة الشخصية وان يكون انتماؤه لهذا البلد من خلال العمل
لرفع مستوي التعليم للوصول لركب الدول المتقدمة مع تحياتي نجوي نصر الدين