متابعه / محمد مختار ظاهرة فلكية مرتقبة ينتظرها عشاق الفلك يوم السبت المقبل، وعادة ما تحدث نادرًا، إذ ترتبط بتعامد الشمس على الكعبة المشرفة وقت الظُهر بالمسجد الحرام عند الساعة 11:18 صباحًا؛ ليكون ذلك هو التعامد الأول للشمس هذا العام على أطهر بقاع الأرض. وبحسب ما ذكرته الجمعية الفلكية عبر صفحتها الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فإن الشمس ستكون بأقصى ارتفاع لها عند 90 درجة في لحظة التعامد، وسيختفي ظل الكعبة وجميع الأجسام في مكة المكرمة، ويصبح ظل الزوال صفر، بينما ستكون الشمس مائلة بسماء المناطق البعيدة في هذا التوقيت. وتحدث ظاهرة تعامد الشمس نتيجة لموقع الكعبة المشرفة بين خط الاستواء ومدار السرطان، فأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر السماء تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، وفي شهر يوليو، ستعود الشمس باتجاه الجنوب إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان وبناء عليه، فالمناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوباً كلها تشهد هذه الظاهرة مرتين في العام ولكن بأوقات مختلفة، ويعتمد ذلك على خط عرض ذلك المكان، وهناك أماكن قليلة تتميز بتلك الظاهرة وهي الواقعة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي. وتعتبر ظاهرة التعامد من الطرق التي استخدمها القدماء لتحديد اتجاه القبلة عن طريق استخدام قطعة من «الخشب» بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد، والاتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة المشرفة لكافة القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا. وأيضًا تستخدم ظاهرة تعامد الشمس في حساب محيط الكرة الأرضية دون الحاجة للتقنيات الحديثة، وذلك بالاعتماد على بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة.