في عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- في شاب اتقبض عليه وهو بيسرق، وهمّ واخدينه عشان يطبقوا فيه حد السرقة فضل يقول: يا ويله ما سرقت قط قبلها! عمر رد عليه: كذبت ورب عمر، ما أسلم الله عبدا عند أول ذنب.
ربنا سَّتِّير بيحب السِّتر كون ربنا شاء إنه يفضح عبد من عباده يبقى هو طغى! دا حد سحب من رصيد ستره عند ربنا لحد ما خلص! ربنا أصلا بيحب يستر علينا بيحب رجوعنا إليه وبيفرح بيه زي ما رسول الله قال: إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر.
لما كنت بقرأ الأية بتاعة {إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} كنت بتخيل معناها إن خلاص الفاسد ده هيفضل طول عمره في فساده وربنا مش هيصلَّحه (وخصوصا أن ساعتها كان الكلام على فرعون وفعلا هو أُهلك بظلمه لنفسه) بس كنت بستغرب الأية جدا لأنها بتعاكس معرفتي عن ربنا ورحمته لحد ما قرأت تفسيرها الصحيح.
التفسير: أي إن الله لا يجعل عمل المفسدين صالحا للبقاء فيقوّيه بالتأييد الإلهى ويديمه بل يزيله ويمحقه ويثبِّت الحق الذي فيه صلاح الخلق، وينصره على ما يعارضه من الباطل بكلماته التكوينية، وهى مقتضى إرادته التشريعية التي يوحيها إلى رسله ومن ثم سيُنصَر موسى على فرعون وينقِذُ قومه من عبوديته.
يعني أيه؟ يعني {إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} معناها أن الله لا يصلح عمل اللي بيسعى في أرضه بما يكره الله وعمل فيها بمعصيته فا ربنا مش بيؤيِّده. يعني مش المقصود بالأية عدم إصلاح عملهم و عدم جعل فسادهم صلاح! المقصود عدم إتمامه! يعني ربنا مابيسبش العاصي على معصيته كتير بيفضحه أو بيمحق بركة عمله الغلط ده أو بيحطه في أبتلاء شديد، أو بيسلِّط عليه المصايب والمشاكل… (ولو قرأنا الأية اللي قبلها هنلاقي موسى بيقول على عمل سحرة فرعون {إِنَّ الله سَيُبْطِلُهُ}) بعدها بيكون قدامك خيارين: يا تكمل في معصيتك وبرضه ربنا مش هيسيبك، كل شوية هيديك بلاء يفكرك بيه. (وده اللي حصل مع فرعون لحد ما ربنا أهلكه بظلم فرعون لنفسه)، يا تتوب وتصلح نفسك (زي سحرة فرعون اللي خروا سجدا).
حياتك وأختيارك، بس اوعى للحظة تكون فاكر ان معصيتك اللي ربنا ساترها عليك دي بشطارتك وذكاءك. انت بس لسه عندك رصيد من ستر ربنا ..و هو ده اللى منع عنك الفضيحة أو الإبتلاء!