لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
في كثير من الأحيان، تمر، بعض الأحداث، مرور الكرام، على المواطن المصري، ويطالعها كمجرد خبر في نشرات الأخبار، أو الصحف ووسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، دون الانتباه، أو الالتفات إليها، لتحليل مغزاها، أو نتائجها، أو انعكاساتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي المصري. ولعل من أبسط الأمثلة على ذلك، كان خبر، منشور في الشهور الماضية، عن زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى دولة جيبوتي، والتي أعتبرها واحدة من أهم زيارات السيد الرئيس، خلال السنوات الأربع الماضية.
أما في الأسبوع الجاري، فقد حظيت مصر بزيارتين أمريكيتين، إليها، لهما ثقل كبيرة للغاية؛ الأولى هي زيارة الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، الذي تسيطر القوات التابعة له، على المنطقة بدءاً من المملكة المغربية غرباً وحتى باكستان شرقاً، ويحدها شمالاً تركيا، المستضيفة قاعدة أنجرليك العسكرية الأمريكية، التي تحتوي على 50 رأس نووي، وحدودها الجنوبية حتى الصومال ومنطقة القرن الأفريقي. بما فيها قوات الأسطولين السادس والخامس، المتمركزة في المحيط الهندي، بالإضافة لجميع القواعد الأمريكية، وغيرها من القوات المتواجدة في المنطقة.
تنبع أهمية ذلك الجنرال الأمريكي، رفيع المستوى، من تبعيته المباشرة لوزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، التي تدرك مكانة مصر في المنطقة، وللتدليل على رفعة شأن ذلك المنصب، دعوني أخبركم بأن الجنرال لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي الحالي، في إدارة جو بايدن، قد شغل منصب رئيس تلك القيادة المركزية الأمريكية، من قيل.
أما الزيارة الثانية، فكانت للسيد جيك سوليفان، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، ذلك المنصب الذي صار أهم الوظائف في مطبخ السياسة الأمريكية، منذ أن تولاه هنري كسينجر، خلال حكم الرئيس، الأسبق، ريتشارد نيكسون. ودائماً ما يُختار لذلك المنصب، من يمتلك القدرة على تقديم الآراء والأفكار، المؤثرة في عملية اتخاذ القرار، داخل البيت الأبيض. تُعد زيارة السيد سوليفان، الأولى إلى مصر، والتي التقى خلالها بالسيد الرئيس، واستمع إلى وجهة نظر سيادته في القضايا المتعلقة بالأمن القومي، ومنها أزمة سد النهضة، وضرورة استقرار ليبيا والسودان، مع استعراض لتطورات القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، وهو ما لا ينعكس على الأمن القومي المصري، فحسب، وإنما على الأمن القومي للمنطقة كلها.
وقد أكد سوليفان عن تقدير الولايات المتحدة لدور مصر الريادي، والمحوري، في المنطقة، باعتبارها الداعم الأساسي للاستقرار، كما ثمّن على الشراكة الاستراتيجية بين مصر وبلاده، مؤكداً على استمرار دعم واشنطن، لاحتياجات مصر، خاصة في ظل العواقب الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية، فيما يعتبر رسالة جلية عن قوة مصر وعظمتها بالنسبة للمنطقة.