داليا فوزى
تسبب وجود رئيسين للحكومة يتنازعان على الشرعية، في إغلاق عدد من الحقول النفطية الرئيسية في ليبيا وانهيار الإنتاج، إلى جانب انقسام البلاد بين أطراف مؤيدة لبقاء رئيس حكومة الوحدة الوطنبية، عبدالحميد الدبيبة، إلى حين إجراء انتخابات وأخرى رافضة لذلك وداعمة لتسلم حكومة فتحي باشاغا السلطة، وهو مشهد يثير مخاوف متنامية من انزلاق البلاد مرة أخرى نحو الفوضى والاقتتال.
وفي غضون ذلك أجري الدبيبة زيارة إلى الجزائر في محاولة للحصول على دعم وكسر العزلة السياسية لحكومته، وإدخالها كوسيط لحل الأزمة الحالية.
في المقابل، دعا رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، عددا من مؤسسات الدولة السيادية لوقف التعامل مع حكومة الدبيبة، أو التخاطب باسمها، بسبب انتهاء ولايتها.
وتتواصل تداعيات الانقسام الليبي بين حكومتي باشاغا المكلفة من البرلمان وحكومة الدبيبة المنتهية ولايتها.
وفيما اعتبره مراقبون خروجا نادرا من طرابلس أجري الدبيبة زيارة إلى الجزائر محاولا العثور على دعم جديد، وكسر العزلة السياسية لحكومته.
وبحسب متابيعن للشأن الليبي فإن هذه الخطوة هي الورقة الأخيرة لدى الدبيبة، خاصة بعد التحشيدات المسلحة في طرابلس خلال اليومين الماضيين، وما تلاها من إغلاقات في حقول النفط، أملاً أن توليه الجزائر بعض الاهتمام، وأن تعلب دور الوسيط في الأزمة الحالية.
على الجانب الاخر يسعى فتحي باشاغا، رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، إلى مغازلة بريطانيا عبر ملفي مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة والحصول على دعم دولي لحكومته، فيما تواصل حكومته التأكيد على عزمها دخول طرابلس وممارسة مهامها.
في هذا السياق، قال رئيس المنظمة الليبية للتنمية السياسية، جمال الفلاح، إنه منذ تسمية فتحي باشاغا رئيسا للحكومة من قبل مجلس النواب، صرح عدة مرات أن الحكومة ستعمل من العاصمة طرابلس وستتسلم المؤسسات بها، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، حيث تؤكد التحشيدات العسكرية في طرابلس، والمؤيدة للدبيبة، أن أمام باشاغا خيار صعب بالعمل من داخل العاصمة.
ورأى أنه ليس أمام باشاغا سوى استخدام خيار العنف لدخول العاصمة، وهو أمر شبه مستحيل، حيث لن يوافق المجتمع الدولي على ذلك.
ولفت الفلاح إلى أن قطاع النفط الليبي بات يتم استخدامه كأحد أوراق الضغط على الليبيين، مشيرا إلى المجتمع الدولي (الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية) لم تعط اهتماما لحكومة باشاغا بالقدر الكافي أو حتى تؤيد ما يقوم به الدبيبة من التجهيز بالعملية الانتخابية.
فيما أوضح الباحث السياسي والكاتب الليبي، إبراهيم بلقاسم، أن زيارة الدبيبة إلى الجزائر لبحث ملفات متعلقة بقطاع الغاز والنفط، خاصة أن الجزائر الآن باتت راغبة في زيادة انتاجها من الغاز وتصديره لأوروبا، في الوقت الذي تسعى فيه ليبيا إلى رفع انتاجها من النفط.
وتابع أن الجزائر كذلك تلعب الآن دور قوي في الملف الليبي وأصبحت من الدول المؤثرة والمتدخلة في غرب ليبيا.
وأشار إلى أن هناك صوت واضح بين الليبيين يفكر بأن الدبيبة أصبح من الوجوه التي يجب أن تغادر المشهد الآن لتحريك الماء الركد، وإعادة الليبيين لمؤسساتهم .