الحلقة الثانية من السلسلة الجغرافية مصر ما لم تعرفها من قبل
بقلم…. سيد السيسى تنقسم جمهورية مصر العربية من الناحية الجغرافية إلى أربعة أقسام رئيسية هى:
1- وادى النيل والدلتا: ومساحته حوالى (33 ألف كم2 ) تقريبا.
2- الصحراء الغربية: تشغل حوالى (680 ألف كم2 ) تقريبا.
3- الصحراء الشرقية: ومساحتها حوالى (225 ألف كم2).
4- شبه جزيرة سيناء: مساحتها حوالى (61 ألف كم2) .
التقسيم الطبيعي تتكون أغلب مساحة مصر من صحراء. تنقسم مصر طبيعيا إلى الصحراء الغربية و الصحراء الشرقية و وادي النيل ودلتا النيل وشبه جزيرة سيناء.
الدلتا ووادي النيل عبارة عن شق ضيق يخترق مصر من الجنوب إلى الشمال، من وادي حلفا إلى القاهرة. أما الدلتا فهي المساحة المنبسطة التي تمتد من نهاية الوادي عند القاهرة حتى سواحل البحر المتوسط، وهي سهل واضح الاستواء.
كانت المنطقة التي يشغلها كل وادي النيل والدلتا في عصر البليوسين خليجاً من خلجان البحر المتوسط، يمتد على شكل ذراع ضيق، تغمره مياه البحر، وقد توضّعت فيه رواسب ذلك العصر، وهي عبارة عن أحجار كلسية تكونت في الجزء الأكبر من هذا العصر، وتراكمت بالتدريج حتى امتلأ الوادي وأصبح جافاً تقريباً إلا من بحيرات منعزلة قليلة الأهمية.
وإلى ذلك الوقت لم تكن مياه النيل تأتي من الجهات الاستوائية وهضبة الحبشة، بل كانت تأتي من الأراضي الواقعة على كلا جانبيه في مصر؛ ولذلك كانت الرواسب التي تأتي إلى الوادي تأتي من الصحراء الشرقية والصحراء الغربية، ولكن حدث بعد ذلك أن استطاعت مياه الجهات الاستوائية ومياه هضبة الحبشة أن تشق لها طريقاً نحو الشمال ـ هو مجرى النيل في مصر ـ وتصل إلى البحر المتوسط، واستطاعت تلك المياه أن تحمل لمصر رواسب تلك الجهات، ولاسيما رواسب الحبشة، وهي الرواسب الناعمة التي يتكون منها طمي النيل، وقد أخذت هذه الرواسب تتراكم منذ ذلك الوقت حتى اليوم، ومنها تكونت طبقة الطمي الرقيقة التي تغطي قاع وادي النيل الحالي وتغطي أرض الدلتا، وهي التي تستغل في الزراعة والإنتاج الزراعي.
ويمكن تقسيم وادي النيل بين حلفا والقاهرة إلى قسمين كبيرين: أولهما القسم الذي يقع إلى الجنوب من ثنية قنا، وثانيهما القسم الذي يقع إلى الشمال منها.
يمتد القسم الأول من منطقة تتألف من الحجر الرملي النوبي. وقد استطاعت مياه النيل أن تحفر لها في هذا الصخر وادياً عميقاً؛ لأن الحجر الرملي النوبي يتآكل بسرعة بفعل المياه الجارية.
ومما يمتاز به وادي النيل في المنطقة الواقعة جنوب أسوان، أنه ضيق جداً، بحيث لا يزيد اتساعه في بعض الجهات على مجرى النهر نفسه، ومثال ذلك في منطقة الكلابشة. وقد أفادت هذه الجوانب الصخرية في خزن مياه النيل بعد بناء سد أسوان، كما أفادت في بناء السد العالي؛ لأنها لأنها تقوم على جانبي نهر النيل حيطاناً تحمي مياه الخزان من الانتشار شرقاً وغرباً.
أما في المنطقة الواقعة في الشمال من أسوان فيبدأ الوادي ضيقاً، ثم يتسع فجأة عند كوم أمبو، حيث يشكل حوضاً واسعاً نوعاً ما، وهو مكون من رواسب دقيقة من الطمي نشرها النيل فوق الرواسب السابقة، ومنها تتكون التربة الزراعية التي يستغلها أهالي وادي كوم أمبو في إنتاج قصب السكر.
وبعد كوم أمبو يضيق الوادي ثانية، ويتسع مرة أخرى عند أدفو، ولايزال يتسع تدريجياً حتى بلدة قنا، وعندها تقترب هضبة ليبيا من وادي النيل ويغير النهر اتجاهه، فينحدر إلى الغرب مع ميل قليل إلى الجنوب.
ومن بعد نجع حمادي يتسع وادي النيل، وتتسع مساحة السهل الخصيب الذي كونته رواسب النهر، ومتوسط اتساعه نحو 15 كيلو متراً. ويقل اتساعه عن هذا فيما بين الصف وحلوان حيث يراوح اتساعه بين 6-10 كيلو مترات. وفي شمال القاهرة يتسع السهل الرسوبي فيكّون في الدلتا مثلثاً قاعدته مرتكزة على البحر المتوسط ورأسه جنوب القاهرة.
وتبدأ دلتا النيل عند القاهرة، حيث يكون مستوى الأرض أعلى من سطح البحر بمقدار 18 متراً. وعند هذه النقطة تبدأ حافتا الهضبة الشرقية والغربية في الابتعاد عن بعضهما، فتتجه حافة الهضبة الشرقية نحو مدينة الإسماعيلية، وتتجه حافة الهضبة الغربية نحو مدينة الإسكندرية، وبذلك تتسع الأرض السهلية التي تتألف فيها الدلتا، وتشمل كل المنطقة الممتدة بين الحافتين وبين مياه البحر، وهي منطقة مثلثة الشكل، تتسع حتى يبلغ عرضها 200 كيلومتر عند ساحل البحر المتوسط، أما طولها من القاهرة حتى البحر فيبلغ نحو 200 كيلومتر أيضاً.
ويجري في الدلتا فرعا رشيد ودمياط، وهما الفرعان الباقيان من عدة فروع، زال بعضها بفعل الإرساب، وتحول بعضها الآخر إلى ترع للري.
وفرع دمياط أطول الفرعين، وطوله (من القناطر الخيرية إلى البحر) 242 كيلو متراً، وطول فرع رشيد 236 كيلو متراً. على أن فرع رشيد أهم الفرعين من حيث اتساع المجرى ومقدار ما يحمل من الماء، فمتوسط اتساع فرع رشيد 500 متر، واتساع فرع دمياط 270 متراً. وقد ساعدت كثرة الرواسب، وقلة المد والجزر في البحر المتوسط على سرعة تكوين الدلتا، والدلتا في مجموعها تنحدر انحداراً تدريجياً نحو البحر المتوسط،
حتى إذا لاقته كانت في مستواه تقريباً، لهذا كانت أراضيها في الشمال تحتاج إلى كثير من الإصلاح. وقد يبلغ مستوى بعض الأراضي الشمالية للدلتا منسوباً أقل من مستوى ماء البحر، كما هي الحال في بحيرة مريوط التي تقل عن مستوى البحر بثلاثة أمتار