د. وسيم السيسي متابعة عادل شلبى أنا العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر 1973 أتحدث إليكم عن إعصار عسكرى يُدرس فى الكليات العسكرية العالمية حتى الآن. لم تكن حرب 1967 حربًا، كانت سرقة نصر كاذب من مصر التى لم تكن تنوى أو مستعدة للحرب، كنا فى ألم وهوان، والطرف الآخر فى زهو إلى عنان السماء.
كان خط بارليف بارتفاع 25 مترًا (سبعة طوابق)، وميل 45 درجة حتى يصعب على أى دبابة الزحف عليه، هذا فضلًا عن 35 نقطة حصينة، وحقول الألغام، والدشم الخرسانية، وشبكة أنابيب النابالم الذى يشتعل بالماء، أضيفوا إلى هذا كله المانع المائى الرهيب، أعنى قناة السويس، ولا تنسوا أحدث الطائرات والدبابات الأمريكية عند العدو.
بدأت عبقرية الجينات المصرية فى التخطيط العلمى المدروس، النابالم؛ إذن ضفادع بشرية تسد الأنابيب، ساتر ترابى يحتاج قنبلة نووية لهدمه! لتكن قنبلة مائية (اللواء باقى زكى يوسف)، الاتصالات بالشفرة؟ لتكن شفرة نوبية لا يعرفها العدو!.
وعند الثانية ظهرًا كانت الضربة الجوية (كل الطائرات حتى طائرات التدريب (الرئيس حسنى مبارك)، دمرت المطارات، والدشم، والنقط الحصينة، كان جحيمًا من السماء، وجحيمًا من الأرض، 2000 مدفع هاون، ثم بدأت خراطيم المياه تذيب خط بارليف، ومعها القوارب المطاطية، وإقامة الكبارى والجسور لمرور الدبابات إلى أرضنا الحبيبة سيناء، كانت معارك الدبابات فى عددها وضراوتها كأنها الحرب العالمية الثانية فى معركة العلمين! بكت رئيسة الوزراء وصرخت وطلبت النجدة لإنقاذها، بل فكرت فى الانتحار، وصلت لها الدبابات الحديثة على الزيرو، كما وصلت أحدث الطائرات.
فى حوار بين اللواء دكتور سمير فرج وجنرال شارون فى لندن، سأل مقرر الندوة شارون: ما المفاجأة التى قابلتها فى حرب 73؟ كان الرد: ليس هو الهجوم المفاجئ ولكنه: الجندى المصرى!.
يؤكد كلام شارون ما قاله نابليون بونابرت: لو كان عندى نصف الجيش المصرى لغ/ز/وت العالم، قل لى من يحكم مصر.. أقل لك من يحكم العالم! وهذا صحيح، لقد غيرت مصر العالم فى 30/6، ومن يغير العالم له نصيب فى حكم العالم! لعلكم لا تعرفون أن مصر اشتركت كحليف لإنجلترا فى الح/رب العالمية الأولى (1914- 1918) بمليون ومائة ألف جندى! وصلت كتيبة مصرية إلى المكسيك، قال عنها نابليون الثالث: لم نحظ بانتصار واحد قبل وصول الكتيبة المصرية.
ولم نهزم بهزيمة واحدة بعد وصولها! يا ألله جرأتهم تذهل العقول، ما كانوا جنودًا بل كانوا أسودًا، وعندما تولى المارشال الفرنسى مارمون قيادة الحلفاء فى حرب القرم قال: لا ترسلوا لى فرقة تركية ولكن أرسلوا لى كتيبة مصرية، حتى اللورد كتشنر قال: كم وقعت فى مأزق ولم ينقذنى غير الجنود المصريين، أما ماسبيرو فقال: كم ظن الغ/ز/اة أن هذه الأمة الخالدة قد انتهت، ولكنها سرعان ما تنفض عن نفسها التراب وتبعث من جديد!.
كان الهدف الاستراتيجى من هذه الحرب هو خلق موقف تفاوضى لاستعادة ما خسرناه فى س-ط-و 67، وقد نجحنا فى ذلك بخصوص سيناء، ولولا الفرص الضائعة بمقاطعة الدول العربية وعلى رأسها فلsطين لمؤتمر مينا هاوس.. لعادت إلينا القدs والضفة ومرتفعات الجولان.
صحيح كانت هناك خسائر فادحة من الجانبين مثل ثغرة الدفرسوار، والفرقة 16 مشاة، وصحيح كانت هناك آراء مختلفة حول تطوير الهجوم للمضايق تخفيفًا للهجوم على سوريا، وخطورة الابتعاد عن مظلة الصواريخ (سام 1، 2، 6، 7) (المشير أحمد إسماعيل على، وسعد الدين الشاذلى)، ولكنها وجهات نظر فى صالح مصر.
كان صاحب هذه السطور فى إنجلترا حين تولى الرئيس السادات الحكم، وكان تعليق رئيسة الوزراء السيدة جولدا مائير: «now the black fox in power»، واستغربنا جميعًا كمصريين من هذا التصريح، لأن الثعلب الأسود يحكم! فلم تكن فكرتنا عن السادات إلا أنه تابع أمين لعبدالناصر ولا رأى له، ومرت الأيام وأتى هذا الثعلب بالنصر العظيم فى العاشر من رمضان أو السادس من أكتوبر 1973، وبعد معاهدة السلام صرح مستر بيجن: ضحك علىّ السادات، استرد سيناء وأعطانى ورقة! أنا العاشر من رمضان أهنئكم بكل رمضان.. وكل رمضان وأنتم جميعًا بخير.