فى حديث مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول جورج سوروس وهو ملياردير أمريكي من أصول مجرية ومستثمر وحائز على زمالة الأكاديمية البريطانية. كان صافى رأس ماله 8.6 مليار دولار أمريكى حتى مارس 2021 بعد أن تبرع بأكثر من 32 مليار دولار لمؤسسات المجتمع المفتوح ووزِع منها 15 مليار دولار بالفعل وهو ما يمثل 64% من ثروته الأصلية. وصفته مجلة فوربس بأنه «المانح الأكثر سخاءً» (من حيث النسبة المئوية من صافي رأس المال.
ولد سوروس في بودابست لعائلة يهودية غير ملتزمة ونجا من الإحتلال النازى للمجر وإنتقل إلى المملكة المتحدة فى عام 1947. درس فى كلية لندن للإقتصاد وحصل على درجة البكالوريوس فى الفلسفة عام 1951 ثم درجة الماجستير فى العلوم وكذلك فى الفلسفة في عام 1954.
بدأ سوروس حياته المهنية من خلال تولى وظائف مختلفة فى البنوك التجارية فى المملكة المتحدة ثم الولايات المتحدة قبل أن يبدأ بأول صندوق تحوط له، دبل إيغل فى عام 1969 وفرت الأرباح من صندوقه الأول الأموال الأولية لبدء إدارة صندوق سوروس وهو ثانى صندوق تحوط له فى عام 1970 أعيدت تسمية دبل إيغل بصندوق الكم وكانت الشركة الرئيسية التي نصحها سوروس. كان لدى صندوق الكم عند تأسيسه 12 مليون دولار من الأصول الخاضعة للإدارة وبدءًا من عام 2011 كان لديه 25 مليار دولار والتى تشكل غالبية صافى رأس المال الإجمالى لسوروس.
يُعرف سوروس بإسم «الرجل الذى كسر بنك إنجلترا» بسبب بيعه على المكشوف ما قيمته 10 مليارات دولار أمريكى من الجنيه الإسترلينى مما جعله يحقق ربحاً قدره مليار دولار خلال أزمة العملة البريطانية فى الأربعاء الأسود عام 1992 وإستنادًا الى دراساته المبكرة للفلسفة صاغ سوروس النظرية العامة الإنعكاسية لأسواق رأس المال والتى يقول إنها تعطي صورة واضحة لفقاعات الأصول والقيمة الأساسية/السوقية للأوراق المالية فضلًا عن تباينات القيمة المستخدمة فى البيع على المكشوف ومقايضة الأسهم. يعتبر سوروس من مؤيدى القضايا السياسية التقدمية والليبرالية التى يقدم لها تبرعات من خلال مؤسسته مؤسسات المجتمع المفتوح. بين عامى 1979 و2011 تبرع بأكثر من 11 مليار دولار لمختلف القضايا الخيرية وبحلول عام 2017 بلغ مجموع تبرعاته «بشأن المبادرات المدنية الرامية الى الحد من الفقر وزيادة الشفافية وبشأن المنح الدراسية والجامعات في جميع أنحاء العالم» 12 مليار دولار. لقد أثر فى إنهيار الشيوعية فى أوروبا الشرقية فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين وقدم واحدة من أكبر المنح التعليمية فى أوروبا لجامعة أوروبا الوسطى فى مسقط رأسه فى المجر. لقد جعله تمويله الواسع للقضايا السياسية «مصدر خوف
للقوميين الأوروبيين». ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى أكتوبر 2018 أن «نظريات المؤامرة عنه أصبحت سائدة فى كل ركن من أركان الحزب الجمهورى تقريباً». روج العديد من المحافظين الأمريكيين للادعاءات الكاذبة التى تصف سوروس بأنه «سيد الدمى» الخطير الذى يقف وراء العديد من المؤامرات العالمية المزعومة. غالباً ما توصف
نظريات المؤامرة التى تستهدف سوروس وهو من أصل يهودى بأنها معادية للسامية. فى المملكة المتحدة يُعرف سوروس بأنه الرجل الذى تسبب فى إفلاس البنك المركزى عام 1992. وكان قد استدان بجانب محللى عملة آخرين مبالغا بالجنية الاسترلينى ثم باعها الأمر الذي تسبب فى تراجع سعر العملة فى السوق وأجبر المملكة المتحدة على السحب من آلية التبادل الأوروبية.
وحقق ربحا من هذه العملية بلغ مليار دولار. وإتهم سوروس بأنه قلب المؤامرة اليهودية لتقسيم وتشتيت العالم بين الأمم. بريطانيا التى آوت سوروس فى سنوات ما بعد الحرب لعنته فى 16 سبتمبر 1992 هذا اليوم بات يعرف فى تاريخ إنجلترا الحديثة، بإسم الأربعاء الأسود في ذلك اليوم قرر سوروس اللعب على هبوط الجنيه الإسترلينى، مما أدى الى إنخفاض العملة البريطانية الى أدنى مستوياتها التاريخية. بفضل هذا ربح سوروس حوالى مليار دولار خلال يوم واحد. فى 31 أغسطس/آب 1290 أصدر ملك انجلترا إدوارد الأول أمراً بطرد كل اليهود من بلاده وأصبح أول بلد يقدم على هذا الإجراء فى أوروبا قبل إسبانيا بثلاثة قرون فكيف تم ذلك؟ وصل اليهود الى إنجلترا فى عام 1070 بدعوة من ويليام الفاتح الذى كان بحاجة لإقتراض المال لتنفيذ برنامجه الخاص ببناء القلاع والكاتدرائيات ولأن التعاليم الكاثوليكية لا تسمح للمسيحيين بالإقراض بفائدة فقد تم تشجيع اليهود على المجئ للعمل فى هذا المجال حتى يستطيع إقتراض المال الذى تحتاجه حكومته. وهذا ما يجعل سوروس أبغض رجل فى العالم. فهو مكروه بسبب طبيعة المواضيع التى يقوم بدعمها ومكروه لآرائه الشخصية ومكروه بسبب أمواله ومكروه لأنه يهودى ولجميع هذه الأسباب فهو مكروه. وقد زار اليكس الإبن الأكبر لجورج سورس الكيان الغاصب العبرى عدة مرات. كما أنه إستثمر (وأضاع) الكثير من الأموال فى شركات عبرية وأسس مؤسسته الخيرية الخاصة التى تقوم بمنح ملايين الدولارات للمنظمات اليهودية بما فى ذلك منظمة جيه ستريت فضلاً عن إستثماره مبالغ كبيرة فى صناعات التكنولوجيا بالدولة العبرية الدقيقة.