شهدت المعارك الدائرة في أوكرانيا بين موسكو وكييف دخول عدد من الأسلحة الفتاكة تتميز بقدرات تدمير عالية.
وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أستراليا إمداد بلاده بمركبات بوشماستر المدرعة كما ناشد حلفاء الناتو لإرسال دبابات وطائرات وأسلحة مضادة لها.
وفي خطابه للبرلمان الأسترالي يوم الخميس قال زيلينسكي إن إرسال مركبات بوشماستر الأسترالية المدرعة ستفعل الكثير من أجل حريتنا وأمننا وستساعد أوكرانيا بشكل كبير حسب صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد الأسترالية.
وردّت أستراليا بالتعهد بإرسال تلك المركبات دون تحديد عددها، كما أكدت تقديم 25 مليون دولار إضافية من المساعدات العسكرية لكييف، تتضمن طائرات بدون طيار.
وصممت المدرعات بوشماستر لتتناسب مع مختلف الأجواء والتضاريس وتعتبر ناقلة جنود مصفحة مصممة لحمل 10 أفراد بأسلحتهم إلى المعركة.
وعلاوة على ذلك، فإنه بمقدور بوشماستر العمل لثلاثة أيام بدون إعادة تزويد بالوقود كما تستطيع حمل مدافع هاون وأسلحة ثقيلة.
وتقول المصادر الأسترالية إن الفولاذ عالي الصلابة في بوشماستر يوفر حماية عالية ضد القذائف والألغام.
وتعليقا على تجاوب الغرب مع الدعوة الأوكرانية لتزويدها بالأسلحة قال الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمد منصور: يبدو أن استراتيجية القوى الغربية فيما يتعلق بالأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا بدأت في الاتجاه نحو مستوى أعلى من الدعم، يتعدى المرحلة السابقة التي كانت مقتصرة على الصواريخ المحمولة على الأكتاف المضادة للطائرات والدبابات.
وأضاف منصور: المرحلة الجديدة تتضمن على ما يبدو الانتقال إلى ناقلات الجند المدرعة وعربات القتال وربما في مرحلة لاحقة دبابات القتال.
وتابع: هذه المرحلة تبدو من خلالها ملامح رغبة القوى الأوروبية في تعويض الخسائر الأوكرانية في المدرعات والدبابات وفي نفس الوقت اتخاذ هذا المنحى كورقة تصعيدية ضد روسيا.
وأوضح في هذا الإطار يبرز تطوران أساسيان الأول يتمثل في موافقة مجلس الأمن الفيدرالي الألماني على تزويد الجيش الأوكراني بـ58 عربة قتال مدرعة من نوع PBV-501 والآخر موافقة أستراليا على تزويد الجيش الأوكراني بعربات القتال المقاومة للألغام بوشماستر
ورغم أن قرار أستراليا له دلالاته بحسب منصور لكنه لا يمثل إضافة معتبرة للجيش الأوكراني بالنظر لتسليح هذا النوع من المركبات التي تعتمد على مدفع عديم الارتداد من عيار 73 ميلي كما أن الجيش الأوكراني يمتلك بالفعل نسخا أخرى من عربات (بي إم بي-1) السوفياتية.
واسترسل منصور قائلا: تلك المركبات إنتاج مشترك من شركتي تاليس أستراليا وأوشكاوش الأميركية منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي وتم تعديلها على مدار السنوات اللاحقة بناء على تجارب جنوب إفريقيا كعربات مقاومة للألغام كما دخلت الخدمة لدى جيوش هولندا وبريطانيا واليابان وأستراليا وإندونيسيا وفيجي وجامايكا ونيوزيلندا.
وعن الأهمية العسكرية لتلك المركبات في ساحة المعركة أوضح منصور: هذا النوع من المركبات خاض تجارب قتالية كبيرة ضمن بعثات حفظ السلام في العراق وأفغانستان وناميبيا وكمبوديا ويمكن للجيش الأوكراني استيعاب تشغيلها بشكل سريع خاصة أنها تنتج أنواعا مماثلة منها كما أن جيوشا أقل خبرة من جيشها مثل فيجي وجامايكا تقوم بتشغيلها واستخدامها.