بداية المسافات في الحياة الإنسانية
لكي يبقى الجميل في عينيك جميلاً لا تقترب منه كثيراً ..
فالبعض أجمل من بعيد فحافظ على المسافة بينك وبينهم ..
نظرية المسافات هي الجزء الثاني من الإشارات غير اللّفظيّة وهي تتعلّق تحديداً بالمسافات الفعلية أثناء التواصُل وكيفية تنظيم البشر للمسافات في تعاملاتهم اليوميّة.
تشترط العلاقات الاجتماعية مجموعة أُسس ومعايير لتنساب بسلاسة وتصل إلى شاطئ الأمان من هنا وجد البعض ضرورة إدارتها بطريقة فنية تضمن حُسن التعامل بين الأطراف وتنظّم علاقاتهم فيما بينهم فلا تنكسر «جرّة» العلاقة بسبب تصرفات غير مدروسة أو يتأثر الرابط الاجتماعى بتجاوزات من هنا أو هنا
هل تريد أن تستمر علاقتك مع الآخرين ؟
إذا عليك أن تتقن فن (المسافات)..فالمسافة بين الأرض و الشمس هي التي حمت الكون من الاحتراق و التجمد ..والمسافة بين الكلمة والكلمة هي التي جعلتنا نقرأ ونفهم ما نكتب والمسافة بين السيارة والسيارة الأخرى هي التي حافظت علي الأمان بينهم ومنعتهم من الإصطدام فضبط المسافات وهندستها الدقيقة هي التي أنتجت كوناً رائعاً لهذا كي تصبح حياتك رائعة وتستمر علاقتك مع الآخرين و لاتصطدم مع أحبائك عليك أن تترك مسافة و تحسب خطواتك بدقة لا تبتعد أكثر مما يجب و لا تقترب أكثر مما ينبغي فهذه الخطوات المحسوبة بدقة لا تعني الغرور أبداً بقدر ما تعني الرغبة في استمرار العلاقة و الاحترام فكل إنسان له عيوب وأخطاء وأفعال وردات أفعال فالكلمة قد تجرح أو تترك أثراً دون أن يشعر بها بسبب رفع التكلفة ووجود هذه المسافة القريبة جداً الناس كلهم جميلون ما لم نقترب منهم كثيرا وكلهم طيبون عندما نقابلهم أول مرة وكلهم مبتسمون في وجوه الناس الجدد. البدايات دائما جميلة…حتى أن الشاعر قال: “لا أريد من الحبّ غير البداية.” ما أجمل أن نستطيع جعل كل لقاءاتنا بدايات.
لماذا نتعامل مع الناس الجدد بطريقة جيدة؟ ولماذا نحاول أن نظهر في صورة مثالية للغرباء؟ أهي محاولة منا لبداية بداية جديدة مع أناس جدد ثم يغلب الطبع التطبع؟ أم أن لكل إنسان عيوبه وكثرة الاحتكاك تكشفها؟
إن الناس غير مسؤولين عن سلبياتهم لأن لا أحد خلق كاملا إلا من اصطفاه الله.نحن المسؤولون عن سلبياتهم لأننا اكتشفناها وسمحنا لأنفسنا بفتح ما لا يحق لنا فتحه واكتشاف ما ليس من حقنا اكتشافه .فأنت حين تنظر لدوريان غراي تجده شابا وسيما مثل الملاك اقتنع بهذا ولا تقترب كثيرا أما النبش في الغرفة الممنوعة فسيوصلك إلى لوحة أنت في غنى عن رؤية بشاعتها .فلا تنبش في نفوس الناس لن تخرج معادن نفيسة منها ولكن ستخرج جثتا إنسانية بشعة وستكتشف مقابر جماعية للمشاعر.لا يستغني الناس عن الناس والاقتراب كثيرا قد يدفعنا إلى اكتشاف أشياء تسوؤنا .و لو علم الناس ما في نفوس الناس لما تصافحوا إلا بالسيوف .لذا يجدر أن نأخذ ظاهر الناس،أما الباطن والسرائر فلا يعلمها إلا الله.
وختاما أحبائي اليكم والي فلكي يبقى الجميل جميلاً إبدأ من الآن بإتقان فن المسافات لتسعد حياتك وحياة من حولك ..لا قريبا لحد الاحتراق والألم ..ولا بعيدا لحد الافتراق و الندم جميل أن تعرف حدودك ،و الأجمل أن لا تتعداها جميل أن تعرف ما لك والأجمل أن تعرف ما عليك جميل أن تعطي رأيك..والأجمل أن تسمع رأي الغير..!