فى لقاء جمعني مع السيد اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة وتحدث عن موضوع الصيام هى العبادة الوحيدة التى ذكرت تفصيلاً بالقرآن الكريم من حيث موعدها وتوقيتها وأسلوب العبادة بها وهى تفرض من الله سبحانه وتعالى لعباده.
آيات أحكام الصيام هى: آيات من القرآن الكريم فى سورة البقرة تتضمن جملة من الدلالات والأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام. وأهم ما إاشتملت عليه: فرض الصيام على المسلمين، وبيان مقدار وقت الصيام والرخصة للمريض والمسافر، والفدية وإطاقة الصوم ثم اختصاص شهر رمضان وتعيين صيامه. يلى ذلك: تحديد وقت الصيام من طلوع الفجر الثانى، الى غروب الشمس.
ذكر شهر رمضان المعظم فى القرآن الكريم مرة واحدة فى الآية رقم 185 من سورة البقرة. وجاء فى الآية القرآنية المشار اليها: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِىَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان. وتوضح هذه الآية الكريمة أهمية شهر رمضان بنزول كتاب الله فيه، الذى يفيض بالحكمة والمعجزات، فشهر رمضان تميز عن باقى الأشهر ويشتمل الشهر المبارك على ليلة القدر وهى إحدى الليالى المباركة والتي وصفها القرآن الكريم بأنها خير من ألف شهر, رمضان هو الشهر الوحيد التى تقام به صلاة التراويح وهى من العبادات المرتبطة بالقيام وقيام رمضان به خير من ألف شهر وهو شهر يكثر فيه العطاء والجود والتسامح وفعل الخيرات وبالتزام المسلم فيه بعبادة الله وطاعته بصيام النهار، وإنتظار الأجر العظيم والثواب الجزيل.
أما كلمة الصيام فقد ذكرت أكثر من مرة فى القرآن الكريم وفيما يلى أبرز الآيات القرآنية التى أوردتها:
قال الطبرى: يعنى تعالى ذكره بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا:يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا بهما وأقرُّوا.قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ أى: فُرض عليكم الصيام قال تعالى: كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ أى: كما فُرض على الذين من قبلكم من الأمم السابقة فهو من الشرائع القديمة والذين فرض عليهم الصوم من قبل فرضه على المسلمين هم: الأنبياء وأممهم أو أهل الكتاب فذلك قوله: كتبَ عليكم الصيام كما كتبَ عَلى الذين من قَبلكم)
كان فرض الصيام أول ما فرض على المسلمين بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ. وكان فى ابتداء فرضه: مقدرا فى أيام معدودات هى: شهر رمضان ثم بين الله ذلك بقوله تعالى: فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ، وذكر البخارى فى صحيحه: ثلاثة أحاديث: حديث طلحة الدال على أنه لا فرض الا رمضان، وحديث ابن عمر وعائشة المتضمن الأمر بصيام عاشوراء. وذكر ابن حجر: أن مذهب الجمهور، -وهو المشهور عند الشافعية-: أنه لم يجب قط صوم قبل صوم رمضان، محمول على الندب بدليل حصر الفرض فى رمضان، وهو ظاهر الآية لأنه تعالى قال: كتب عليكم الصيام ثم بينه فقال: شهر رمضان.
قال الله تعالى: (أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).الآية 184 البقرة. ثم بين حكم الصيام على ما كان عليه الأمر في إبتداء الإسلام ، فقال : ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) أى : المريض والمسافر لا يصومان فى حال المرض والسفر ; لما فى ذلك من المشقة عليهما ، بل يفطران ويقضيان بعدة ذلك من أيام أخر . وأما الصحيح المقيم الذى يطيق الصيام فقد كان مخيراً بين الصيام وبين الإطعام إن شاء صام ، وإن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكيناً فإن أطعم أكثر من مسكين عن كل يوم فهو خير وإن صام فهو أفضل من الإطعام قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وطاوس ومقاتل بن حيان وغيرهم من السلف ; ولهذا قال تعالى : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )