حرصت الولايات المتحدة منذ بداية الحرب في أوكرانيا، على استبعاد تدخلها بشكل عسكري مباشر على الأرض لأن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى اصطدم بالغ الخطورة بالروس وعندئذ، قد تندلع الحرب العالمية الثالثة، لكن واشنطن أغدقت مساعدات دفاعية سخية على الأوكرانيين بما في ذلك أنظمة مضادة للدبابات والطائرات.
وبحسب ما أفاد المصدر فإن الرئيس الأميركي جو بايدن وافق على إرسال مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار في إطار حزمة دعم إجمالية وافق عليها في وقت سابق، وقدرها 14 مليار دولار.
ويوم الأربعاء الماضي تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إلى الكونغرس الأميركي عن طريق الفيديو وطلب من أعضاء المؤسسة التشريعية في الولايات المتحدة أن يقدموا المزيد من الدعم لأوكرانيا حيال ما وصفها بـالحرب الروسية الوحشية.
ويرى الخبير في الشؤون العسكرية والأسلحة النووية توم كولينا أن الولايات المتحدة من واجبها، وبوسعها فعلا أن تقدم مساعدة لأوكرانيا كأن تزيد من الدعم الإنساني بالموازاة مع فرض عقوبات صارمة على روسيا لكن التحرك الأميركي إزاء هذه الأزمة ينبغي أن يقف عند حدود معينة.
وأضاف الباحث أن زيادة التدخل الأميركي في أزمة أوكرانيا يزيد من احتمال نشوب مواجهة بين روسيا من جهة والناتو من جهة ثانية وهذا الأمر ستكون له تبعات كارثية في حال حدوثه.
وفي وقت سابق من مارس الجاري نبه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن الحرب النووية التي كانت أمرا غير وارد بالمرة صارت ضمن نطاق المحتمل
وكتب الخبير العسكري، أنه في حال أذعن بايدن لمطالب فرض منطقة حظر طيران في الأجواء الأوكرانيا من أجل كبح الروس فإن ذلك سيكون بمثابة خطوة نحو الحرب النووية.
وأشار الباحث الأميركي الذي ألف عدة كتاب وبحوث حول الأسلحة النووية أن بايدن رجلٌ من زمن الحرب الباردة وهو يعرف أن الاتحاد السوفياتي قد انتهى لكن ترسانته ما زالت موجودة والأمر نفسه ينطبق على الولايات المتحدة.
وتابع أن أي حرب نووية ستؤدي إلى عدد كبير من الوفيات المباشرة إضافة إلى دمار بيئي ومجاعات وإشعاعات مضرة للغاية أي انتهاء الحضارة على النحو الذي عهدناه.
وأكد الباحث أن بايدن وعي بهذه المخاطر ولهذا السبب أوضح في الحادي عشر من مارس الجاري أن واشنطن تدرك الخطورة وبالتالي فهي لن تخوض حربا ضد روسيا في أوكرانيا لأن المواجهة تعني نشوب حرب عالمية ثالثة وهو أمر ينبغي أن نسعى لتفاديه.
ووصف الكاتب موقف بايدن بـالحكيم لأنه لم يكتف برفض إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا بل رفض عرضا بولنديا بتقديم طائرات مقاتلة من طراز ميغ إلى أوكرانيا.
ويقترح الخبير أن تمضي الولايات المتحدة قدما في مساعدة الشعب الأوكراني موازاة مع تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا حتى تكون عقبة أمام إنجاز المهمة الروسية في البلاد.
وأورد أنه عندما يواجه الروس صعوبة في عملياتهم من جراء الدعم الأميركي فإنهم سيكونون أكثر مرونة على الأرجح في التفاوض بشأن تسوية ما دام الوضع القائم على الأرض يرسم الخطوط الأبرز للحلول السياسية.