في القاء مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول ما زالت القوات الروسية تواجه هجمات أوكرانية مضادة متواصلة وخسائر متزايدة، أثناء محاولتها تطويق العاصمة كييف وعزلها.
فيما يلى آخر التطورات فى اليوم العشرين من الغزو: هزت إنفجارات قوية العاصمة الأوكرانية كييف، حيث أصاب القصف الروسى مبانى سكنية ومحطة مترو. تم إجلاء أكثر من 4000 شخص من مدن المواجهة فى جميع أنحاء أوكرانيا يوم الإثنين، مع التخطيط لمزيد من جهود الإجلاء على طول الممرات الإنسانية.
قال مسئول عسكري أمريكى رفيع إن معظم التقدم العسكرى الروسى ما زال متعثراً، على الرغم من القصف العنيف. شنت روسيا هجومها فى الساعات الأولى من يوم 24 فبراير/ شباط من ثلاثة إتجاهات رئيسية: الشمال والجنوب والشرق. تعرضت الأهداف في جميع أنحاء البلاد للهجوم من البر والبحر والجو. كما قامت القوات البحرية الروسية بقطع أوكرانيا عن ممرات التجارة البحرية من خلال السيطرة على ساحلها على البحر الأسود، وفقًا لوزارة الدفاع البريطانية.
تحاول القوات الروسية تطويق العاصمة الأوكرانية وعزلها، حيث تتحرك القوات الآن نحو المدينة من مواقع متعددة. ولقى شخصان مصرعهما فى غارة جوية روسية إستهدفت عمارة سكنية فى جنوب غرب كييف. ولحقت أضرار بالعديد من المبانى السكنية الأخرى فى منطقة سفياتوشينسكى نتيجة الهجوم وفقا لخدمات الطوارئ. ويقول القادة العسكريون الأوكرانيون إنهم يقاتلون لإبقاء المدينة خارج مرمى المدفعية الروسية.
ونفذت القوات الروسية عدة هجمات فى شمال غرب المدينة يوم الإثنين حول بوشا وإيربين، لكن محاولات عبور نهر إيربين فشلت، وفقًا لمعهد دراسات الحرب (ISW). وحاول المهندسون الروس دون جدوى بناء جسر عائم فوق النهر. فجرت القوات الأوكرانية الجسر الرئيسى الذى يربط إيربين وكييف فى بداية الحرب، فى محاولة لإبطاء التقدم الروسى.
وإنتشر الآن رتل مدرع روسى يبلغ طوله 40 ميلاً فى المنطقة الواقعة غرب كييف، ونقل الروس المزيد من المدفعية وقاذفات الصواريخ إلى نطاق العاصمة. وتستعد المدينة لهجوم برى، حيث تقوم القوات الأوكرانية والمتطوعون ببناء دفاعات جديدة وإنشاء حواجز على الطرق الرئيسية لإبطاء أى هجوم روسى.
ولم تكن هناك محاولات للقوات الروسية لشن عمليات في شرق العاصمة، حيث يعتقد الجنرالات الأوكرانيون أن الأنهار والمستنقعات الواسعة تجعل مهمة مهاجمة كييف أكثر صعوبة. وعلى الرغم من تقدم القوات الروسية نحو ضواحى كييف الا أن تقدمها فى الشمال كان أبطأ مما كان عليه فى الجنوب. وجاء التقدم الرئيسى نحو العاصمة فى البداية من بيلاروسيا، أسفل الجانب الغربى من نهر دنيبر عبر تشيرنوبيل. وواجهت القوات الروسية مشاكل لوجستية خطيرة مع نفاد وقود العديد من المركبات والمقاومة الأوكرانية القوية. تم تبادل السيطرة على مطار (هوستوميل) عدة مرات. وطوقت القوات الروسية مدينة سومى وقصفت البنى التحتية الحيوية وقطعت طرق الإمداد. ويقول عمدة محلى إنه تم الإتفاق على ممر إنسانى للسماح للأشخاص بمغادرة المدينة والمناطق المحيطة بها يوم الثلاثاء. ويجري محققون أمميون تحقيقا، فى الهجمات المدفعية على مناطق سكنية فى مدينة خاركيف لبحث إحتمال ارتكاب جرائم حرب.
وحققت القوات الروسية مكاسب سريعة فى جميع أنحاء جنوب البلاد، وتقدمت شرقًاً وغرباً من شبه جزيرة القرم. فى الجنوب الشرقى، ثمة قلق متزايد بشأن مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في مدينة ماريوبول الساحلية، التى تطوقها القوات الروسية وتتعرض لنيران كثيفة. وتسببت المدفعية الروسية فى دمار واسع النطاق، بينما تشارك الطائرات الروسية بشكل متزايد فى الهجوم. وقال الزعيم الشيشانى رمضان قاديروف إن 5000 جندى شيشانى يقاتلون على الجانب الروسى بالقرب من المدينة. وستتوجه قافلة إنسانية الى المدينة يوم الثلاثاء لتوصيل عشرات الأطنان من المياه والأدوية والمواد الغذائية للأشخاص الذين حوصروا بسبب تراجع الإمدادات فى درجات حرارة شديدة البرودة. وقال مسئولون محليون إن نحو 160 مركبة تمكنت من مغادرة المدينة يوم الإثنين.
ويقول الجيش الأوكرانى إن قواته تمكنت من صد محاولات روسية على الأرض للسيطرة على المدينة الساحلية.
وكانت القوات الروسية تتجه شمالاً فى إتجاه زابوريجيا لكنها قد تكافح للإستيلاء على المدينة بينما تظل أعداد كبيرة من القوات الروسية ملتزمة بالقتال فى ماريوبول وفقًا لـ لمعهد دراسات الحرب ISW. كما عززت القوات الروسية مواقعها حول ميكولايف.
يقول فرانك غاردنر المراسل الأمنى لبى بى سى، إن جائزة روسيا التى تسعى اليها هى مدينة أوديسا الإستراتيجية الواقعة الى الجنوب الغربى والتى ستقطع وصول أوكرانيا الى البحر الأسود.
إستمر القتال فى منطقة دونيتسك. وأفادت التقارير أن القوات الروسية تحقق مكاسب إقليمية مطردة في المنطقة. وقال حاكم منطقة دونيتسك إنه لم يبق سوى النزر اليسير لدى السكان فى مدينة فولنوفاكا نتيجة للهجمات الروسية. وفى لوهانسك المجاورة ورد أن القوات الروسية شنت عدة هجمات فاشلة على سيفيرودونتسك.
وتعرضت دنيبرو للهجوم فى الأيام الأخيرة وهى مهمة من الناحية الإستراتيجية كنقطة التقاء للقوات الروسية القادمة من الجنوب والشرق.
منذ بدء الغزو، فر ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص من أوكرانيا وفقًاً للأمم المتحدة. إنها أزمة اللآجئين الأسرع نمواً فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتعتقد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن نصفهم من الأطفال والشباب.