كتبت نجوى نصر الدين
يعتبر شهر مارس شهراً يحمل أيام يطلقون عليها أعياد تخص المرأة سواء العالمية أو المصرية
فيوم 8/3 هو يوم المرأة العالمي و16/3 هو يوم المرأة المصرية
ويوم الام 21/3
ثلاثة أيام تخص كل امرأة أم أو زوجة أو عمة أو خالة أو جدة أو اخت فهى روح الحياة وهى مصنع الرجال والنساء وهى كيان وجب على الجميع احترامه وهى الحنان ورمز المحبة والمودة
وعلى صعيد يوم المرأة العالمي وإن كنت اعتقد أنه لا ينبغى الاحتفال به بل ينبغى علينا الحزن على الضحايا من السيدات العاملات الامريكيات والكادحات حيث قام أحد أصحاب المصانع بغلق أبواب المصنع عليهن بسبب مطالبتهن بحقوقهن واضرابهن عن العمل لأخذ تلك الحقوق وقام حريق بالمصنع وماتت جميعهن وكان عددهم حوالى 136 عاملة
فهى ذكرى حزينة ينبغى أن نترحم عليهن ولانحتفل بذكرى حرقهن
فهذه الذكرى تمثل مدى الظلم الواقع على المرأة ومدى معاناتها فى العصور السابقة للاسلام الذى منح لها كرامتها وحافظ على عفتها واعطاها حقوقها كاملة بعد أن كانت إرث لاهل الزوج بعد وفاته وأصبح لها كل الحقوق والواجبات ولها ذمة مالية مستقلة وكرامة وإنسانية تتمتع بهم المرأة فى ظل الإسلام
والغريب فى الأمر أن مجتمعاتنا تعانى من الشيزوفرينيا المتأصلة تتشدق بالمرأة وحقوقها واحترامها وتحريرها والواقع يقول عكس ذلك تماما حيث تتعرض المرأةلكثير من القهر والذل والسباب والشتائم والإهانة والضرب والتحرش بجميع أنواعه لفظى وجسدى ودائما يتم تحميلها هى مسؤولية أخطاء المجتمع
إن الاحتفال الحقيقي بأيام المرأة وأعيادها يكون عندما نتوقف عن إهانة كل فتاه لم تتزوج ويتم سؤالها سؤال سخيف لماذا لم تتزوج؟! وكأن بها عيبا وتناسوا أن الزواج رزق من عند الله وليس بيد أحد مع عدم مراعاة المشاعر مما يتسبب لها بالحرج وكسر الخاطر
ويكون الاحتفال بأيام وأعياد المرأة عندما يتوقف المجتمع عن إهانة المرأة المطلقة وتحميلها مسؤولية الطلاق الذى شرعه الله عز وجل والقول الجاحد بأنها درجة ثانية
مع أن المطلقة فى الإسلام فى عهد الرسول والصحابة كانت بمجرد انتهاء عدتها تتزوج ولاحرج فقد تزوج رسولنا الكريم الثيب والبكر
يكون الاحتفال بالمرأة عندما يتوقف الشباب عن معاكسة الفتيات مستغلين حداثة سنهم
وعندما تنتهى حالات التحرش بجميع أنواعها
وعندما تسير الفتاة فى الشارع آمنة مطمئنة وعندما يبرالاولاد أمهاتهم وعندما تكرم وتحترم المرأة بحق
عندما تتحقق هذه الأشياء وحينما تختفى من حياتنا وقتها يتم الاحتفال وتشيع البهجة والسرور وتفرد الطيور ونكون فى كامل اقتناعنا بما أنجزه المجتمع تجاه المرأة من احترام وتقدير ومودة
ويكون الاحتفال فعلا وليس قولا
وقتها يتخلص المجتمع من الشيزوفرينيا
تحياتي
نجوى نصر الدين