قال حسن إسميك رئيس معهد السلام للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار والأمان ونزع فتيل الصراعات في أغلب مناطقنا العربية دون إشراك الشباب العربي في المشاريع التي تهدف لذلك، فالشباب هم الطاقة التي إن لم نُحسن توجيهها في البناء و السلام ستتوجه حتماً نحو التدمير والصراع.
وأكد إسميك، أن شبابنا اليوم، بحاجة إلى وقفة مع الذات ليعوا مشكلاتهم على اعتبار أن الوعي بالمشكلة شرط ضروري لإمكان حلها، كما أنهم بحاجة أيضا إلى وقوف المجتمع معهم بكافة مؤسساته؛ لانتشالهم من أزماتهم التي يعانون منها، خاصة وأن أغلب هؤلاء الشباب يتحلى بقدر كبير من المسؤولية، ويرغب في تغيير الواقع نحو الأفضل؛ وهذا يتطلب الخروج من الآفاق الضيقة والتحرر من الأفكار المحبطة، والسعي لكسر الركود والجمود الذي يغلف عقول بعضهم.
وأشار إلى أنه من أهم الخطوات والحلول التي يجب توفرها لحل مشكلات الشباب، أو الحد منها على الأقل، التعرف أولاً على طبيعة هذه المشكلات وتحديدها، وربما يكون الفقر على رأسها، خاصة وأنه مسبب رئيسي تترتب عليه مشكلات مجتمعية كثيرة مثل البطالة والتسرب من المدارس والإدمان والجريمة… إلخ، لذلك من الضروري ثانياً المسارعة في تلمس أماكن الداء ووصف الدواء الناجع خوفاً من أن تتصاعد حدة هذه المشكلات حتى تصبح متأصلة في جسد منطقتنا. وهذا يتطلب ثالثاً منح الفرص للشباب من أجل المشاركة في أنشطة المجتمع، مع إمكانية انخراطهم في كافة الميادين بما فيها السياسة، إذ أن تحقق ذلك يضمن تمكن الشباب من استعادة ثقتهم بأنفسهم من جهة، كما يضمن حسن استثمار قدراتهم وطاقاتهم وتوظيفها بالشكل الأمثل من جهة ثانية.
وشدد إسميك، على أنه يجب العمل على تمكين الشباب ليحققوا ما يؤمل منهم، لأن التمكين الحقيقي والفعال لا يمكن أن يتحقق إلا بتوفير المتطلبات الأساسية التي يأتي على رأسها أولاً: توفير بيئة وطنية وإقليمية مواتية للسلام والأمن، ذلك لأن النزاع المسلح كان وما زال أحد أخطر التحديات التي تواجه غالبية الشباب اليوم في المنطقة العربية.
أضاف إسميك، ولمواجهة هذا التحدي لا بد من اتخاذ مبادرات جادة لمواجهة النزاعات وإنهاء الحروب، مع ضرورة مشاركة الشباب بفاعلية في معالجة قضايا السلام والأمن، لأنهم إن لم يكونوا صناع السلام والاستقرار فسيكونون وقود النزاعات والدمار، كما أنه لا يمكن استثناءهم أبداً من أية مشاريع تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.