في عام ٤٤ق.م. بلغ يوليوس قيصر ال٥٦ من العمر وهو العام الذي كان قد وصل الي السيطرة الفعلية علي كل مقاليد الحكم في الإمبراطورية الرومانية وكانت روما تحت قيادته الدكتاتورية المطلقة قد أصبحت أعظم قوة في العالم القديم.
وعلي الرغم من أنه كان قد رفض التاج مرات عديدة. فلقد كان القادة و الزعماء الرومان الحريصون علي بقاء النظام الإمبراطوري يخشون أن يقبل قيصر التاج في نهاية الأمر لكي يصبح ملكاً ويتغير النظام الجمهوري للإمبراطورية الرومانية.
ولكن عندما عمد يوليوس قيصر إلي تبني إبنة أخته (جايوس أوكتافيوس) و أعلنه خليفة له زادت شكوك الجمهوريين في رغبة يوليوس قيصر في أن يصبح ملكا بدليل إعداده خليفة له يرث عرش الإمبراطورية الرومانية من بعده ليظل الجلوس علي العرش الروماني في أسرته وتضيع بذلك أسس و دعائم النظام الجمهوري.
و تآمر عليه زمرة من الأعضاء الجمهوريين وصل عددهم إلي ٦٠ شخصا من بينهم ماركوس بروتوس و كاسيوس وهما من الأتباع المقربين إلي يوليوس قيصر. وفي الساعة ال١١من صباح يوم الخامس عشر من شهر مارس ذهب يوليوس قيصر كالمعتاد الي مقر مجلس الشيوخ و كان مارك أنطونيو علي وشك أن يدخل وراءه عندما ناداه( تريبونيوس).. و فور أن أصبح قيصر داخل مبني مجلس الشيوخ أحاط به المتآمرين وصدرت إشارة متفق عليها و أغمد المتآمرون يتقدمهم (كاسكا ) خناجرهم في جسد قيصر الذي تكاثرت عليه ثلاث و عشرون طعنة في كل أنحاء جسده فمات القائد الروماني العظيم علي الفور وقضي نحبه.
و يحكي أن قيصر ظل يقاوم مهاجميه حتي شاهد صديقه(بروتوس) والذي كان يعتبره مخلصا له كل الإخلاص بين مهاجميه فقال قولته المشهورة “حتي أنت يا بروتوس.. إذن فليمت قيصر”. وفي أعقاب إغتيال يوليوس قيصر أصبح حكم روما مشتركا بين ثلاثة قواد هم جايوس أوكتافيوس.. ليبيدوس.. مارك أنطونيو وإنتهت فترة مضطربة في حكم روما حتي استقرت سلطات الحكم فيها بين يدي أوكتافيوس الذي أصبح امبراطورا و إتخذ من (أغسطوس) لقبا له بمعني العظيم وازدهرت روما في عصره وذلك بعد إغتيال يوليوس قيصر أعظم القادة الرومان و اكثرهم نبلا و إستقامة.