كتب : وائل عباس مصطلح خطير . وسهم مصوب . انطلق من رماة الإعداء فى أتجاه المشرق العربى ؛ أنه ما يسمى( الديانة الإبراهيمية ) ؛ قد يخدعك الأسم ويخطفك بريقه ؛ وقد تظن أنها دعوة للسلام والمأخاة بين أصحاب الديانات الثلاث ؛ لم يأخذ الموضوع شهرته وقت انطلاقه ؛ ولكن ذاع صيته عندما رفضه الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشيخ // احمد الطيب ؛ فقد رفضه الشيخ رفضا قاطعا ؛ وظن البعض أن الرجل يتجنى ويتعصب على التعايش بين أبناء الديانات الثلاث ؛ ولكن الحقيقة غير ذلك . اولا يجب أن نعرف جيدا ما يسمى بالديانة الإبراهيمية ؛ وهى ديانة ليس لها أتباع ؛او حتى كتاب محدد ؛ ولكنه مشروع بدأ الحديث عنه منذ فترة ؛ أساسه العوامل المشتركة بين الأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية بأعتبارها اديان ينتهى نسب أنبيائها إلى النبى إبراهيم خليل الرحمن ؛ وأهداف هذا الدين التركيز على المشترك بين أبناء الديانات السماوية الثلاثة ؛ ونبذ الخلاف والحروب والتعايش السلمى بين أبناء الديانات الثلاث . لكن الحقيقة غير ذلك تماما ؛ وقد تضح الرؤية قليلا عندما تربط بين الأحداث الدائرة على الساحة الدولية ؛ وأستعدادات الحروب الدائرة هنا وهناك ؛ فتلك حرب أوشك فتيل أزمتها على الأشتعال بين روسيا وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية سببها اوكرانيا . وهناك استعدادات لإيقاف التنين الصيني العملاق بعد القوة المذهلة التي وصل إليها وباتت تهدد الغرب برمته ؛ فكان يجب استوقافه فورا ؛ وتكون تايوان هى فتيل الأزمة التى تستوجب على الغرب التدخل فورا ؛ تلك هى الأزمات التي قد تجعل العالم منقسما إلى معسكرين . أما العرب فدائما ما يختارون الحياد حصنا لهم ؛ وملاذ أمنا حتى يتجنبوا العداء مع الأقوياء . لذا كان على الدب الروسي العظيم وقائده صاحب الخلفية المخابراتية أن يستقرأ الأحداث ؛ ويرد على مغازلة الغرب للعالم العربي بما يسمى ( الدين الإبراهيمي ) ؛ ويقوم بمهاجمة الدول التى تجرأت بأسم الحرية من خلال الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام ؛ ويصرح أن هذا تجاوزا صريحا فى حق الإسلام ونبيه الكريم ؛ فيكسب ود الدول العربية لينحاذوا إليه فى ساعة الحرب . تلك هى بواطن الأمور التى تتخفى تحت مصطلح ( الدين الإبراهيمي ) ؛ أو حتى انحياز ومهاجمة بوتين للغرب . إنها مصالح الدول العظمى والتى تحتم عليهم كسب ود الدول العربية حتى ولو كانت ذات قيمة حاسمة لهم وقت الحروب . والحرب تدق طبولها على الأبواب وهى لا محالة قادمة .