اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب روسيا تنشر مائه الف من قواتها تجاه أوكرانيا ووصلت أول شحنة عسكرية أمريكية لأوكرانيا. الغرب يتوعد روسيا بـ عواقب وخيمة فى حال غزت أوكرانيا اجتماع فيديو بين قادة دول غربية سعى فيه المجتمعون الى مناقشة آليات الرد على روسيا فى حال إجتاحت أوكرانيا، دون غلق باب الحوار مع موسكو. والى جانب التحرك العسكرى لم تغفل المناقشات العقوبات الإقتصادية التى ستكون وخيمة.
أعلنت برلين مساء الإثنين فى ختام مؤتمر عبر الفيديو جمع الرئيس الأميركى جو بايدن بقادة عدد من الدول الأوروبية بمن فيهم المستشار الألمانى أولاف شولتس، أنّ القادة الغربيين
جدّدوا دعمهم غير المشروط لوحدة أراضى أوكرانيا وتوعّدوا روسيا بـ عواقب وخيمة إذا ما شنّت عدواناً ضدّ جارتها الغربية. وقال متحدّث بإسم المستشارية الألمانية عقب الإجتماع إنّ القادة الغربيين أجمعوا على أنّه من مسئولية روسيا إتخاذ مبادرات واضحة للتهدئة.
وأتى الإعلان عن هذه القمّة بعدما برزت الإثنين تباينات فى مواقف الأوروبيين والأميركيين إزاء هذه الأزمة الحادة والموقف الواجب إتخاذه تجاه روسيا. وتلقّت المانيا على وجه
الخصوص إنتقادات شديدة من جانب أوكرانيا بسبب رفض برلين تسليم كييف أسلحة حتى الدفاعية منها خلافاً لما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول البلطيق.
وبعد إنتهاء المحادثات، أعلن الرئيس الأميركى جو بايدن عن وحدة تامة فى المواقف بين الدول الغربية الكبرى. وقال بايدن للصحفيين فى ختام المؤتمر أجريت لقاءً جيداً جداً جداً جداً (…) هناك إجماع تام مع جميع القادة الأوروبيين.
وفى لندن قال مكتب رئيس الوزراء بوريس جونسون أيضاً إن الزعماء إتفقوا على أهمية الوحدة الدولية فى مواجهة العداء الروسى المتزايد.
وفى برلين، قال المستشار أولاف شولتس إنّ القادة الغربيين أجمعوا على أنّه من مسئولية روسيا إتخاذ مبادرات واضحة لتهدئة. فيما حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرغ من الكلفة الباهظة لأى عدوان آخر من جانب موسكو ضد أوكرانيا.
وشارك فى المؤتمر أيضاً قادة كلّ من فرنسا وإيطاليا وبولندا والإتحاد الأوروبى. وفى بيان شدد المشاركون على قلقهم البالغ إزاء إعادة تجميع القوات الروسية على الحدود الشرقية لأوكرانيا. رغم ذلك أكد البيان على إستعداد المشاركين للحوار. كانت العقوبات الإقتصادية تجاه روسيا أحد أهم الملفات التى
نوقشت فى إجتماع الإثنين من قبل الأطراف، وفقاً للبيت الأبيض. وقال مسئول السياسة الخارجية فى الإتحاد الأوروبى جوزيب بوريل إن عملية العقوبات جارية للتأكد من أن كل شئ سيكون جاهزًا فى حال الحاجة مضيفاً لن تتم الموافقة على أى شئ ملموس اليوم.
من جهتها نقلت وكالة فرنس برس عن مصدر أوروبى لم تسميه، أن من الأمور المطروحة خفض مشتريات الغاز بنسبة 43 % ومشتريات النفط بنسبة 20 % من إمدادات الإتحاد الأوروبى، والتى تمول الى حد كبير الميزانية الروسية.
من جانب آخر، يبحث الإتحاد الأوروبى عن دعم مالى بقيمة 1,2 مليار يورو لأوكرانيا. وطلبت المانيا سحب إقتراح يهدف الى عزل موسكو عن نظام الدفع العالمى سويفت وهو الأداة الأساسية فى التمويل العالمى التى تسمح للمصارف بتداول الأموال وفقًاً لمصدر دبلوماسى أوروبى.
وكان المستشار الألمانى أولاف شولتس قد دعا فى وقت سابق الى التعامل بحكمة مع إحتمال فرض عقوبات على روسيا ومن عواقب هذا الأمر على المانيا.
من جهته، أعلن البنتاغون أنّ الولايات المتّحدة وضعت ما يصل الى 8500 عسكرى فى حالة تأهّب قصوى إستعداداً لإحتمال نشرهم فى عداد قوات حلف شمال الأطلسى إذا ما إجتاحت روسيا أوكرانيا.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الإثنين أن إجتياحا روسياً لأوكرانيا قد يحصل فى أى وقت فى تهويل إضافى للوضع. وطلبت دول الإتحاد الأوروبى التى فوجئت بالتصريحات الأميركية تفسيرات الإثنين من وزير الخارجية الأميركى أنتونى بلينكن خلال محادثات عبر الفيديو مع نظرائه.
وبعد الإجتماع، قال جوزيب بوريل نعرف جيّداً درجة التهديد والطريقة التى يجب التصرف من خلالها. يجب تجنّب اللعب بأعصابنا وردود الفعل المثيرة للقلق التى لديها حتى تداعيات مالية.
ويريد الأوروبيون فهم أسباب قلق الأميركيين وحلفائهم البريطانيين والأستراليين الذين أعلنوا سحب قسم من موظفى سفاراتهم من كييف. وقال بوريل “لا أرى سبباً للتهويل طالما أن المحادثات جارية، الّا إذا زوّدتنا الولايات المتحدة بمعلومات تُبرّر قرار مغادرة أوكرانيا. أما أوكرانيا فاعتبرت أن قرار واشنطن إجلاء عائلات دبلوماسييها فى كييف “سابق لأوانه.
فى المقابل، ندد الناطق بإسم الكرملين ديمترى بيسكوف بـ هستيريا فى أوروبا حول إجتياح روسى مفترض وشيك لأوكرانيا. لكنه إعتبر أيضاً أن خطر شنّ القوات الأوكرانية هجوماً على الإنفصاليين الموالين لروسيا مرتفع جداً.
وكشف البيت الأبيض عن إجتماعات لا تزال مبرمجة ما بين الجانبين، الأمريكى والروسى من المنتظر أن يتم فيها تقديم أفكار خطّية الى موسكو، من دون تقديم إيضاحات حول ما إذا كانت هذه النقاط ستشكّل ردّاً بنداً ببند على المطالب الروسيّة المفصّلة.
وتطالب روسيا بالتزامات خطّية بعدم ضمّ أوكرانيا وجورجيا لحلف شمال الأطلسى، وبسحب قوات وأسلحة الحلف من دول أوروبا الشرقية التى إنضمت اليه بعد عام 1997 ولا سيما من رومانيا وبلغاريا. ومطالب روسيا لا يقبل بها الغربيون.