……إستضاف صالون الدكتور صديق عفيفي مساء الإثنين الدكتور مجدي علام مستشار الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والمناخ للحديث عن التغيرات المناخية وأثرها على مصر والمنطقة العربية….. في البداية رحب الدكتور صديق عفيفي رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت بضيف الصالون الدكتور مجدى علام ووجه التحية له باعتباره من المتخصصين البارزين عربيا ودوليا فى قضايا البيئة والتغير المناخي والتنمية المستدامة وأشار الدكتور صديق عفيفى أن التغير المناخي يشغل الكثيرين في مصر والعالم العربي والعالم أجمع وقد رصد العلماء أن درجة حرارة الأرض تقريبا إرتفعت بمقدار واحد ونصف درجة في العشر السنوات الأخيرة عن المتوسط المعتاد واضاف الدكتور صديق عفيفي فى كلمته أنه إذا إستمر هذا فانه بعد ثلاثين سنة وفقت للعلماء سوف ترتفع درجة الحرارة عشر درجات وإذا ارتفعت حرارة المناخ عشر درجات من المتوقع أن الثلوج المتجمدة في القطبين الجنوبي والشمالي سوف تنصهر واضاف الدكتور صديق عفيفى أنه عندما تنصهر الثلوج سوف تتحول إلى مياه تذهب إلى البحار والمحيطات وأحد هذه البحار هو البحر المتوسط الذي يقع شمال مصر لذلك سوف يكون هناك نحر على أطراف الساحل وزيادة مياه البحر سوف تؤدي إلى هبوط الأرض وعندما يتم نحر المياه في الأرض والمياه تأتي وتدخل في مياه البحر المتوسط سيرتفع منسوب المياه ويقدر العلماء أنه قد يتم إختفاء مدينة الإسكندرية وجزء كبير من الدلتا ويغرق أيضا الساحل الشمالي كله وهي خسائر كبيرة ناهيك عن الخسائر الإقتصادية وتأثر سلبي لمن رزقهم في البحر مثل الصيادين سوف يتهددوا بأرزاقهم فى مختلف المدن التى تطل على البحر المتوسط وأشار أن مؤتمر المناخ الأخير الذي عقد في جلاسكو تم الإتفاق خلاله على أن الدول الصناعية التي تستخدم الوقود الأحفوري الذي يزيد درجة الحرارة عليهم أن يقللوا من إستخدامه لكن هناك عناد من أمريكا وهي من أكثر البلاد التى يصدر عنها غازات تسبب ارتفاع الحرارة ومعها الصين ودول اوروبا وأشار الاستاذ الدكتور صديق عفيفي أنه اطلع على اقتراح مميز من أحد العلماء المصريين الذي إقترح عمل سد على مضيق جبل طارق لمنع المياه من الدخول إلى البحر المتوسط لأننا وبالتالي سوف نمنع دخول المياه وقال إنه يمكن أن نعمل سد( بهاويس) بحيث تستمر حركة الملاحة ايضاة وأشار الدمتور صديق عفيفى أن الإقتراح الثاني أن تتفق الدول السبعة وعشرين المطلة على البحر المتوسط على تكاليف البناء والتشغيل ونوه الدكتور صديق عفيفي إلى أن مصر وإيطاليا أكثر دولتين معرضتين للخطر وأشار أن اقتراح بناء هذا السد ( بهاويس) هو اقتراح جيد ويجب أن يمول بأي تكلفة ويمكن أن نحصل على تمويل له من المؤسسات الدولية .كما رحب الدكتور محمد البنا مدير الصالون بضيف الصالون الدكتور مجدي علام مستشار الأمم المتحدة لشؤون البيئة والمناخ وأكد الحرص على إستضافة هذه الشخصية المتميزة لكي يشرح لنا موضوع هام وهو موضوع التغيرات المناخية التى نلمسها جميعا فى الفترة الأخيرة ، عقب ذلك تحدث الدكتور مجدي علام قائلا : أشكر الدكتور صديق عفيفي على هذه الدعوة الكريمة خاصه أنه من الشخصيات المصرية التي لها باع طويل في العمل العام والعلم وأشار الدكتور مجدى علام إلى التطورات التي حدثت بين مراحل الحضارات وأدت إلى ظاهرة الاحتباس الحرارى بداية من إيقاد النار من خلال إحتكاك بين حجرين لإشعال نار تم صناعة الكبريت بعد ذلك وكانت أول مرة تعرف البشرية الطاقة وتم إختراع النار وهو أول مرحلة في تلويث الكرة الأرضية وعقب ذلك اتجه العالم إلى إستخدام الزيت وكان استخدامه بشكل واضح مع الرومانيين واليوناييين والعالم كله حينها وكان الخروع هو المصدر الرئيسي للزيت وكان مصدراً بسيطا وسهلا واضاف الدكتور مجدى علام إلى أنه بعد ذلك إكتشفت البشرية الفحم وعاشت مرحلة لمدة حوالى 500 سنة يتم فيها إشعال الفحم… وبدأ يتحول العالم إلى استخدام الفحم وظل استخدامه لفترة لاتقل عن 500 سنة وكانت الثورة الصناعية وبالطبع فقد إستخدم الفحم لمدة زمنية طويلة وهو المسؤول الأول عن التلوث أو ما يطلق عليه ظاهرة ( الإحتباس الحراري ) وأشار أن كل الصناعات حتى الآن مازالت تستخدم في صهر الحديد والالمنيوم فرن عالي تصل درجة حرارته إلى سبعمائة درجة لانه ورغم التقدم إلا أنه لا تستطيع كل دول العالم الإستغناء عن البترول والفحم في هذا الأمر لأن الطاقة الشمسية غير قادرة على توليد حرارة تصل إلى سبعمائة درجة وأشار إلى أن هناك مع هذه الظواهر تزايد في الاحتياج البشري للغذاء وأصبح لدينا اول التحديات كيف نقلص الكثافة السكانية وكيف نحافظ على موارد الغذاء وأشار أن الرئيس السيسي في هذا الشأن نجح فى إنشاء مائة ألف صوبه مميزة في مطروح والعاشر من رمضان وهناك أيضا 250 ألف فدان يتم زراعتها زيتون ونخيل وزراعات في بيئة نقية وأشار أن الرئيس السيسى استطاع أن يزيد المساحة التى نعيش عليها ونمارس فيها كل الأنشطة الزراعية والصناعية إلى 7%من مساحة مصر بعد أن كانت 5%فقط ثم تحدث عن اتفاقية الأطراف ذات الصلة بقضية المناخ وهي الدول الصناعية المنتجة للطاقة والدول المنتجة للبترول وباقى دول العالم وأشار أن افريقيا كلها تتسبب في 6.2فى المائة فقط في التقرير الدولي الخاص بالانبعاثات الحرارية اي أن الانبعاثات الحرارية في أفريقيا تمثل ستة وأثنين من عشرة في المائة فقط من الانبعاثات الحرارية عالميا ومصر لديها انبعاثات حراريةفقط تمثل نسبة أربعة في المائة فقط من الانبعاثات العالمية لكن الصين مسؤولة عن إثنين وأربعين في المائة من غازات الانبعاث الحراري فى العالم وأيضا أمريكا لديها نسبة كبيرة ورغم ذلك فإن الصين ترفض تقليل حجم صناعاتها ودفعت مبلغ مائتين وخمسين مليون دولار للدول التي تعاني من الانبعاثات الحرارية واشار أن الكتلة الاخرى التي تسبب نسبة كبيرة من الانبعاثات الحرارية هي كتلة أمريكا وأوروبا بالإضافة طبعا إلى الصين وأشار أن رئيس الصين قال في المؤتمر أن لديه عشرة آلاف منشأة تعمل بالفحم وأنه ممكن فى عام 2063 أن يخفض هذه المنشآت ومع الضغوط وضع تاريخا أخر وهوعام 2053 ، وكشف الدكتور مجدى علام أنه في مؤتمر جلاسكو وبعد أسبوعين من المفاوضات كان الاتفاق على التخلص التدريجي من المواد المسببة للتغير المناخي وهو الفحم والبترول واتفق على ذلك مائة وتسعة وثمانين دولة لكن القوى العظمى للأسف خرجت بالبيان وتحدث عن الخفض التدريجي بدلا من التخلص التدريجي من المواد المسببة للتغير المناخي واضاف أن هناك مؤتمر في نهاية هذا العام حول التغير المناخي سيعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية لمواصلة التفاوض وأشار أن العالم يعمل على قدم وساق على تجارب علمية لإستخلاص تكنولوجيا وطاقة نظيفة ، وأكد الدكتور مجدى علام أهمية الاقتصاد الأخضر الذي يخدم ثلاثة أهداف : أولا : الحفاظ على البيئة ثانيا : يحافظ على المكسب الإجتماعي . ثالثاً : يكون هناك دخل إقتصادي ناتج عنه ونوه أن هذه هي الدوائر الثلاث للتنمية المستدامة التي تتضمن سبعة عشر محورا ومائتين وستين مؤشرا يبدأ من المدرسة وينتهي حتى منجم الفحم . عقب ذلك أجاب الدكتور مجدي علام عن العديد من تساؤلات الحاضرين وأشار إلى أن مسألة (ثقب الأوزون ) عندما عكف العلماء على دراستها وتم اتخاذ إجراءات محددة فإنه بحمد الله اختفى ( ثقب الأوزون ) وهذا يؤكد أهمية العلم وأشار أيضا أن هذا حدث نتيجة وقف إستخدام مركبات الزئبق وغيرها من المواد الضارة وهي خمس عناصر تؤثر على طبقة الأوزون وهنا فى مصر توقفنا تماما عن استخدام تلك المواد مواكبة للاتجاه العالمى فى هذا الشأن وتم التخلص بالفعل من هذه المركبات الكيميائية التي تفسد طبقة الأوزون وبالفعل عادت طبقة الأوزون مرة أخرى وطرح الدكتور صديق عفيفي رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت سؤالا على الدكتور مجدي علام مستشار الأمم المتحدة للبيئة والمناخ قائلا : ما السبب أننا في مصر يحذر بعض العلماء دائما من خطر الإحتباس الحراري وأنه ربما ينتج عنه إختفاء مدينة الإسكندرية والدلتا فما مدى صحة هذا الأمر؟ وأيضا ما رأيه في اقتراح عمل ( سد بهويس ) على جبل طارق لمنع ارتفاع منسوب المياه في البحر المتوسط ، وردا على ذلك قال الدكتور مجدي علام أن هذا الكلام غير علمي ولكنه أشار أن هناك دراسات عن ذوبان القطب الشمالي وان ذلك يزيد المياه في الأطلنطي والبحر المتوسط ولكن البحر المتوسط هو بمثابة ترعة صغيرة بالنسبة للمحيط الأطلنطي وان هناك دراسات عديدة لمواجهة مثل هذه الأمر قام بها العلماء البريطانيين وغيرهم وأشار أن الإمارات أيضا عرضت أن تاخد جبل الجليد من القطب الجنوبي وتستخدمه بالتدريج في الإمارات كمياه واكد أنه سيحدث ارتفاع منسوب مياه المحيط والبحر المتوسط وان منسوب البحر المتوسط سيرتفع فعلا ولكن بإرتفاع متر فقط بعد مائة سنة من الان ، ونوه أن الإمارات قامت بعمل تجربتين الاولى أخذ المياه من بخار الماء ونجحت هذه التجربة والتجربة الثانية هي الاستمطار الصناعي وهذا فعلا صحيح لكن المشكلة أننا لا نعلم المكان الذي ستسقط فيه الأمطار حتى نستخدمها بشكل مفيد .. عقب ذلك قام الدكتور صديق عفيفي بتسليم شهادة تقدير إلى الدكتور مجدي علام تقديراً لحضوره هذه الندوة وما قدمه من معلومات قيمة وهامة وعقب ذلك شهد الصالون احتفالا بعيد ميلاد الدكتور صديق عفيفي وسط تهنئه الحاضرين وغناؤهم وأيضا قام بأداء عدة أغاني الموسيقار الدكتور مصطفى احمد ومنها اغنية بمناسبة عيد ميلاد الدكتور صديق عفيفى وعدد من الاغانى القديمة المحببه للجميع وقد تحدث خلال الصالون أيضا الباحث نبيل محروس رئيس مؤسسة ازرع شجرة الذي أكد أهمية القضايا البيئية وأشار أن مؤسسة ازرع شجرة تتعاون مع وزارة البيئة في تنفيذ العديد من البرامج وأشار إلى أن مؤسسة ازرع شجرة إحدى مؤسسات المجتمع المدني المهمومة بقضايا البيئة في العالم مشيدا بأهمية هذه الندوة .حضر الندوة لفيف من أساتذة الجامعات والعلماء والإعلاميين والشخصيات العامة والمهتمين بقضايا المناخ .