بقلم /أيمن بحر
.. (( يباركون لبعضهم البعض ، ويقدمون التهنئة لكبار شيوخهم )) كان هذا هو حال جميع التنظيمات الإرهابية المتطرفة
الموجودة فى شمال سيناء وتحديداً فى “رفح والشيخ زويد والعريش”، وكانت الفرحة الأكبر فى ( المغارة الكبرى فى جبل الحلال )
وجاءت جحافل من متطرفى وإرهابيي “غزة” ليقدموا التهنئة وهم سعداء ، وإنتشر الخبر كالنار فى الهشيم .. إذن ما هو الخبر ؟
ولماذا كل هذه التهنئات والمباركات فى “جبل الحلال” ؟ السبب هو : إعلان الرجل القوى فى تنظيم القاعدة “رمزى موافى
_ الطبيب الخاص بزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامه بن لادن” والشهير بـ ( الدكتور الكيماوى ) عن تأسيس ( ٣ ) معسكرات
تدريب للإرهابيين ، إتنين فى “جبل الحلال” ومعسكر آخر فى منطقة “السكاسكة” الحدودية مع غزة ، وإعلانه أيضاً ضم ( ٩ )
آلاف عنصر لمعسكرات التدريب الثلاثة بعضهم من “المنتمين للإخوان” وآخرون من اليمن وفلسطين وتحديداً قطاع غزة ،
وقام بجلب هذه العناصر عن طريق “ممتاز دُغمش _ قائد تنظيم جيش الإسلام فى غزة الموالٍ لتنظيم القاعدة”، وكان هدف
“رمزى موافى _ الدكتور الكيماوى” هو ( البدء فى تشكيل الجيش الحر ) ليكون بداية لوجود علنى وحقيقى لتنظيم القاعدة
فى شمال سيناء ، يومها قررت جميع التنظيمات الارهابية الإحتفال بـ ( الدكتور رمزى موافى ) على طريقتهم الخاصة ،
وقاموا بدعوة جميع الإرهابيين من معسكرات التدريب الثلاثة التى إنتشرت فى “جبل الحلال والسكاسكة” من أجل تنظيم عروض
عسكرية فى شوارع رفح والشيخ زويد ، وظهرت سيارات الدفع الرباعى البيضاء الجديدة لأول مرة ووضعوا عليها الأعلام السوداء
والتى تشير لأعلام تنظيم القاعدة ، وكانت سيارات الدفع الرباعى البيضاء يرتكز عليها “مدافع ثقيلة مضادة للدبابات والطائرات”
ولأول مرة أيضاً رفض الإرهابيون تغطية وجوههم ، وقرروا عدم بقائهم ملثمين والظهور علناً بوجوههم فى الشوارع ونصبوا الكمائن
، وأعلنوا فى عروضهم العسكرية التى شارك فيها “فطاحل تنظيم القاعدة ومعهم الدكتور رمزى موافى” صراحاً بأنهم ( الجيش
الحر وفرع لتنظيم القاعدة فى سيناء ) وقاموا بتصوير هذه العروض العسكرية بالفيديو وتم نشرها على ( اليوتيوب ) …
. وكانت المفاجأة بصدور تعليمات مشددة من مؤسسة الرئاسة بعدم تحرك أى ضابط شرطة من مكانة لمواجهة الإرهابيين
أثناء عروضهم العسكرية بل على العكس تم تحذير الضباط بأنهم لو تحركوا لمواجهة العروض العسكرية لأتباع “رمزى موافى”
سيتعرضوا للمسئولية الجنائية ، حدث ذلك وكانت “الشرطة المصرية” تعانى _ فى الأساس _ من نقص التسليح وطلبوا مراراً وتكرراً
من “محمد مرسي”توفير السلاح لهم ، لكن دون إستحابة ، وفى ظل هذا الغطاء الشرعى الذى منحته مؤسسة الرئاسة
لهذه التنظيمات الإرهابية فى سيناء أصبحت “رفح والشيخ زويد” غير خاضعة للسيطرة الأمنية الكاملة .. هنا نحن أمام ثلاثة أسئلة
هامة تراود البعض .. ومنها :
_ ( السؤال الأول ) : هل هناك معلومات أكثر عن “رمزى موافى
_ الشهير بالدكتور الكيماوى” ؟ هو ( رمزى محمود صالح موافى _ من المنصورة بمحافظة الدقهلية عام ١٩٥٢ وإنضم لتنظيم الجهاد
وإستطاع الهرب إلى اليمن وذهب لآداء العمرة فى السعودية عام ١٩٩٠ وتعرف هناك على قيادى فى تنظيم الجهاد المدعو “على الرشيدى”
أحد رفقاء أسامه بن لادن ، وقدمه لـ”بن لادن” ووقع له عقد للعمل معه كطبيب خاص به فى أفغانستان وقضى هناك عاميين
، وفى عام ١٩٩٦ تم القبض عليه فى مصر بتهمة الإنتماء للقاعدة وقلب نظام الحكم وحكم عليه بالسجن ٣١ عاماً فى القضية “٧٩٦
/ ١٩٩٧” جنايات عسكرية وتم إيداعه فى سجن وادى النطرون ، وعندما تم إقتحام السجون فى ليلة “٢٩ يناير ٢٠١١” هرب مع “
محمد مرسي وجميع قيادات الإخوان” وذهبوا للصعيد وإختباؤا لدى قيادات الإخوان هناك وتم تهريبهم إلى سيناء وظلوا فى سيناء
لدى اتنين من قيادات الإخوان هما “عبدالرحمن الشوربجى وعادل قطامش” وتم تهريبهم بعدها إلى “غزة” عبر الأنفاق ،
وعادوا منها بعد هدوء الأجواء وسيطرة الإخوان على المشهد فى ميدان التحرير ، وظل “موافى” فى سيناء ويستعد من يومها لتأسيس
الجيش الحر ومعه “عادل حبارة وعلى أبو حراز وشقيقه أحمد” ، وكان “موافى” المسئول عن إنتاج عبوات متفجرة وتصنيعها )
_ ( السؤال الثانى ) : لماذا تم لإعلان عن تأسيس الجيش الجر بقيادة “رمزى موافي” ؟ وما أهدافه ؟ ولماذا تم إعلانه فى
هذا التوقيت الآن ؟ كان “خيرت الشاطر _ نائب مرشد الإخوان” ومن ورائه “محمد مرسي” يدركان جيداً أن إستقرار حكم الإخوان
يتطلب وجود “ميليشيات مسلحة” تابعة لهم للدفاع عن دولتهم المزعومة ، لتساعد التنظيم السرى للإخوان فى تثبيت حكم الجماعة
لمصر فى ظل عدم خضوع الجيش والشرطة لمخططاتهم ، ولذلك رأى “الشاطر” أنه لابد من وجود قوة مسلحة لتدافع عن
مصالح الجماعة وتنفذ تعليماتها .. أما عن التوقيت ؟ فهو بسبب وضوح الرؤية أمام كافة قيادات الإخوان أنه مازالت هناك حتى الآن
صعوبات بالغة فى الهيمنة على الجيش والشرطة وهما المؤسستان الوحيدتان اللاتان تقفان عائقاً أمام طموح الإخوان للسيطرة على مصر
_ ( السؤال الثالث ) : هل تم تحديد المهام الأولى التى سيُكلف بها “الجيش الحر” المزعوم الذى يقوده “الكيماوى” طبيب بن لادن ؟
قولاً واحداً ( نعم .. تم تحديدها )، فقد إستطاعت جماعة الإخوان الحصول على معلومات هامة عن المؤسسات الحيوية
فى مصر وخرائط تفصيلية للمواقع العسكرية فى “سيناء والإسكندرية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد” وقائمة أخرى
بإسماء قيادات الجيش والشرطة وعناوينهما ، وأيضاً خرائط تفصيلية لقناة السويس وجميع المنافذ المطلة عليها
_______ وبنظرة أشمل وأعم : نجدنا أمام المُحصلة النهائية مما يحدث فى كواليس سيناء وهى وجود ( ٦ ) معسكرات تدريب
للإرهابيين فى سيناء منها ( ٣ ) معسكرات تضم ( ٩ ) آلاف عنصر تحت قيادة رمزى موافى الشهير بـ”الكيماوى” فى “جبل الحلال
والسكاسكة” .. و( ٣ ) معسكرات تدريب تضم ( ٧ ) عنصر تحت قيادة محمد جمال عبده الكاشف الشهير بـ”أبو احمد” فى “
جبل الحلال والمقاطعة والدهنية” .. ومصادر التمويل تأتى لهم عبر وسيط واحد ( محمد الظواهرى _ شقيق أيمن الظواهرى زعيم
تنظيم القاعدة ) ومن ( جماعة الإخوان الممثلة فى خيرت الشاطر و تنظيم القاعدة مباشرة )، ويعتبر الشاطر وأيمن الظواهرى
أيضاً بمثابة المصدر الرئيسي للسلاح الذى بحوذة “أتباع طبيب بن لادن” وتم تخزينه فى “مغارات جبل الحلال”
_____ ما أن وجد قيادات الإخوان أن هناك رفضاً تاماً من “الجيش” لكل مقترحاتهم بتمرير مشروع قناة السويس حتى تحصل “قطر”
على إمتيازات فى قناة السويس وشرق التفريعة وإستثناءها من تمليك الأرض ، حتى تم التفكير فى إفساد إستقرار الملاحة
فى قناة السويس ، وقاموا بإصدار التعليمات المباشرة لـ “رمزى موافى _ الكيماوى” و “جمال الكاشف _ أبو احمد” من أجل تنفيذ عمليات
ضد الملاحة فى القناة ، فهما لديهما الخرائط التفصيلية لقناة السويس والمنافذ الهامة بها .. وفجأة : حدثت أول عملية إطلاق صواريخ
( RBG ) على السفن المارة فى القناة وتورطت فيها مجموعات من “تنظيم كتائب الفرقان” الذى يقودها “محمد فتحى عبدالعزيز”
التابع لـ “محمد جمال عبده الكاشف _ أبو احمد” والموالين جميعاً لتنظيم القاعدة
_____ المفاجأة الأكبر :
كانت تلقى “محمد مرسي” إتصالاً تليفونياً من “أيمن الظواهرى _ زعيم تنظيم القاعدة” وهى المكالمة الثانية منذ جلوسه على كرسي
حكم مصر ، وكالعادة تم رصدها وتتبعها من قِبل الأجهزة الأمنية والسيادية وهو يشكره على دعمه لتنظيم القاعدة فى سيناء
ويطلب منه المزيد من الدعم ، وكُتب بها تقرير بعنوان (( نص المكالمة الثانية بين “محمد مرسي _ الرئيس” و “أيمن الظواهرى
_ الأمير” لدعم القاعدة وللتحريض ضد “السعودية والإمارات” ))
_________