هل يعد رد متكافئ؟ قوات الحوث التى تساندها أيران بعد أن قامت بعمليات إرهابية ضد المملكة العربية السعودية والإمرارات تتألم. وتتهم التحالف كذباً. وتتلقى إستنكار عالمى ضد المليشيا الحوثية.
التحالف ينفى إستهداف سجن فى اليمن ودعوات أممية وأمريكية لوقف التصعيد. عقب تقارير عن سقوط عشرات الضحايا نفى التحالف بقيادة السعوديّة إستهداف مركز إحتجاز فى اليمن وفيما نددت الأمم المتحدة بهجمات الحوثيين الإرهابية على الإمارات وبضربات التحالف فى اليمن. دعت واشنطن الى وقف التصعيد. قال المتحدث بإسم قوات التحالف العربى الذى تقوده السعودية فى اليمن العميد الركن تركى المالكى يوم السبت (22 كانون الأول/ يناير)، إن التحالف “تابع ما تناقلته وسائل إعلام بعد إعلان الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران عن إستهداف التحالف لمركز إحتجاز بمحافظة صعدة فجر الجمعة وإدعاء وقوع ضحايا من المحتجزين بداخله، مؤكداً أن هذه الإدعاءات التى تبنتها الميليشيا الحوثية غير صحيحة وتعبر عن نهجها التضليلى المعتاد.
وأضاف المالكى فى بيان نقلته وكالة الأنباء السعوديّة الرسميّة (واس) إن قيادة القوات المشتركة للتحالف تأخذ مثل هذه التقارير على محمل الجد وقد تم إجراء مراجعة شاملة لإجراءات ما بعد العمل بحسب الآلية الداخلية لقيادة القوات المشتركة للتحالف وتبين عدم صحة هذه الادعاءات. وأوضح المالكى أن الهدف محل الإدعاء لم يتم إدراجه على قوائم عدم الإستهداف بحسب الآلية المعتمدة مع مكتب تنسيق الشئون الإنسانية فى اليمن. وكان الحوثيون قد إتهموا طيران التحالف بإرتكاب جريمة فى صعدة التى تُعتبر معقلاً لهم. ووزّعوا صور فيديو ملتقطة من الجوّ للمكان المستهدف الذى قالوا إنّه مقرّ السجن الإحتياطى فى المدينة بدأ فيها مدمّراً تماماً.
وأفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ حصيلة الغارة على السجن بلغت 70 قتيلاً و138 جريحا. وفى سلسلة تغريدات على تويتر قال المتحدث بإسم أطباء بلا حدود إنّ حصيلة السبعين قتيلاً و138 جريحاً هى من مستشفى الجمهورية فقط مضيفاً أنّ أفراد طاقم المستشفى يعملون فوق طاقتهم وليس بإمكانهم إستقبال مزيد من الجرحى. وتابع ممّا سمعت من زملائى فى صعدة أنّ هناك العديد من الجثث التى لا تزال فى موقع الغارة الجوّية وكثير من المفقودين. وكتب يستحيل معرفة عدد القتلى. يبدو أنّها عمليّة مريعة. فيما ذكرت سبع منظمات غير حكومية تنشط فى المجال الإنسانى فى اليمن فى بيان أنّ بين الضحايا العديد من المهاجرين، مشيرةً الى أنّ السجن كان معداً لنقل مهاجرين اليه. وكثّف التحالف الذى يدعم القوّات الموالية للحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليا فى نزاعها مع المتمرّدين الحوثيّين غاراته الجوّية على مناطق سيطرة الحوثيّين منذ الإثنين، بعد الإعتداء الذى تبنّاه المتمرّدون على أبوظبى فى الإمارات العضو فى التحالف.
من جانبه دان مجلس الأمن الدولى بالاجماع عقب إجتماع عقده بناءً على طلب الإمارات، “الإعتداءات الإرهابيّة” التى نفذها الحوثيّون فى الإمارات، بينما إعتبرت النرويج التى تتولّى الرئاسة الدوريّة لمجلس الأمن فى كانون الثانى/ يناير، أنّ الضربة الجوّية التى إستهدفت السجن فى صعدة غير مقبولة. وقالت مندوبة الإمارات فى الأمم المتحدة لانا زكى نسيبة من جهتها إنّ التحالف العسكرى فى اليمن يعتمد رداً متكافئًاً فى كلّ عمليّاته العسكريّة وذلك رداً على سؤال عن الضربة التى إستهدفت السجن.
وإستهدف الحوثيّون بصواريخ وطائرات مسيّرة أبوظبى الإثنين، ما تسبّب بسقوط ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة صهاريج محروقات وإندلاع حريق قرب المطار. وتعهدت الإمارات والتحالف بالردّ. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ندد من جانبه فى بيان الجمعة بـالضربات الجوّية للتحالف الذى تقوده السعودية والتى إستهدفت سجناً فى صعدة وأسفرت على الأقلّ عن ستّين قتيلاً وأكثر من مائة جريح فى صفوف السجناء. وأشار الى أنّ ضربات جوّية أخرى سجّلت فى أماكن أخرى فى اليمن وكذلك مع سقوط قتلى وجرحى فى صفوف المدنيّين بينهم أطفال مطالباً بـتحقيقات سريعة وفاعلة وشفافة فى هذه الأحداث بهدف محاسبة منفذيها. ودعت الولايات المتحدة الجمعة الى وقف التصعيد فى اليمن متحدّثةً عن سقوط أكثر من 100 قتيل فى الأيّام الأخيرة بينهم ما لا يقلّ عن 70 قتيلاً فى غارة جوّية على سجن فى صعدة، بحسب بيان صادر عن الخارجيّة الأمريكية.
ونقل البيان عن وزير الخارجيّة أنتونى بلينكن قوله إنّ الولايات المتحدة قلقة جداً (…) من التصعيد فى اليمن داعياً جميع أطراف النزاع الى وقف التصعيد والإمتثال لإلتزاماتهم بموجب القانون الإنسانى الدولى والمشاركة الكاملة فى عمليّة سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة. وقال وزير الخارجيّة الأمريكى إنّ الغارة الجوّية تأتى بعد أيّام فقط من هجوم الحوثيّين المتعمّد على مدنيّين فى أبو ظبى.