اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب . بعد المناورات الروسية على الحدود الأوكرانية. حشد قوات روسية تظهر تخطيط روسيا لغزو أوكرانيا. ليس عبقرية سياسية. روسيا تقرر أنها تدافع عن نفسها. التوتر مستمر. المحادثات غير إيجابية.
أمريكا تتهم موسكو بتحضير خطة لإجتياح أوكرانيا قريباً. إتهمت الحكومة الأمريكية روسيا بخلق ذريعة للقيام بإجتياح محتمل لأوكرانيا فى أحدث تصعيد للتوترات بين القوتين العظميين مشيرة الى ورود معلومات تشير الى تحركات روسية، وتطالب دول أوروبية بتشديد العقوبات على روسيا. أكدت المتحدثة بإسم البيت الأبيض جين ساكى الجمعة (14 يناير/ كانون الثانى) أن روسيا نشرت عناصر مدربين على المتفجرات لتنفيذ عملية مموهة لإيجاد ذريعة لغزو أوكرانيا.
وجاءت التصريحات كشفاً لخلاصات إستخباراتية أميركية غداة إتهام مستشار الأمن القومى جيك سوليفان روسيا بـ الإعداد لخيار إختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا.
وقالت ساكى للصحفيين إن روسيا قد تبدأ العملية قبل عدة أسابيع من غزو عسكرى قد ينطلق بين منتصف كانون الثانى/يناير ومنتصف شباط/فبراير. وأضافت المسئولة “لدينا معلومات تشير الى أن روسيا قامت بالفعل بتجهيز مجموعة من العناصر للقيام بعملية مموهة فى شرق أوكرانيا.
وأردفت أن العناصر مدربون على حرب المدن وعلى إستخدام المتفجرات لتنفيذ أعمال تخريبية ضد القوات الموالية لروسيا فى أوكرانيا. وشددت على أن روسيا كثّفت فى الوقت نفسه اطلاق حملة تضليل على وسائل التواصل الإجتماعى تشمل منشورات تتهم أوكرانيا بإنتهاك حقوق الإنسان والغرب بإثارة التوترات.
وتابعت المسئولة الأميركية “تشير معلوماتنا أيضا الى أن جهات تأثير روسية بدأت بالفعل بإختلاق إستفزازات أوكرانية فى وسائل التواصل الإجتماعى والإعلام الحكومى لتبرير التدخل الروسى واثارة إنقسامات فى أوكرانيا.
وسبق أن إتهمت الولايات المتحدة روسيا مراراً بإختلاق نظريات مؤامرة ونشر معلومات مضللة على وسائل التواصل الإجتماعى.
وقالت جين ساكي إن المنشورات باللغة الروسية الداعمة لوجهة نظر موسكو عن أوكرانيا على وسائل التواصل الإجتماعى زادت بنسبة 200 % فى كانون الأول/ديسمبر لتصل الى نحو 3500 منشور يومياً.
وأردفت المتحدثة بإسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة قلقة بشأن الهجوم المعلوماتى الكبير الذى إستهدف أوكرانيا الجمعة، وأضافت لم نحدد من المسئول عنه فى هذه المرحلة. وكان جيك سوليفان قد أكد فى تصريحاته للصحفيين أن روسيا إستخدمت تكتيكات مماثلة عام 2014 عندما ضمّت شبه جزيرة القرم الأوكرانية ودعمت تمرداً مستمراً فى شرق البلاد. وقال مستشار الأمن القومى الأميركى لقد رأينا هذا الأسلوب عام 2014. إنهم يعدون لإستعماله مرة أخرى.
ولا يزال الأوروبيون يأملون فى إقناع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالعودة عن خططه المتعلقة بأوكرانيا لكنهم بدأوا الجمعة التحضير لعقوبات شديدة لتأكيد مصداقيتهم أمام حليفهم الأميركى ولزيادة الضغط على موسكو.
وحذرت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت روسيا من العواقب فى حال شنت هجوماً على أوكرانيا. وقالت الوزيرة يوم الجمعة فى البرلمان الألمانى (بوندستاغ): ليس لروسيا حق النقض عندما يتعلق الأمر بقضايا التحالف، ولا يمكنها إبتزازنا هنا أيضاً موضحة فى المقابل أنه بين الخطوط الحمراء والمناوشات العسكرية هناك هامش كبير يجب إستغلاله وقالت: يجب أن نستنفد كل الوسائل لتهدئة هذا الصراع. وقال وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان الذى ترأس بلاده حالياً الإتحاد الأوروبى للصحفيين خلال إجتماع غير رسمى لوزراء خارجية الإتحاد الأوروبى الخميس والجمعة فى بريست فى غرب فرنسا لدينا رغبة فى ردع روسيا وفى التوصل الى تقارب فى التحليل وتصميم جماعى على العمل والإرادة لجعل صوت الإتحاد الأوروبى مسموعا. وصرح وزير آخر لوكالة فرانس برس العقوبات مطروحة على الطاولة. نعتقد أن خطر التدخل الروسى فى أوكرانيا حقيقى ويجب أن نكون مستعدين للرد. وأشار الى أنه “يجب الا تستغرقنا أسابيع للتوصل الى إتفاق، كما كانت الحال عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014. وأضاف أنه من المقرر إجراء مناقشة أخرى فى إطار الإجتماع الرسمى للوزراء فى 24 كانون الثاني/يناير فى بروكسل.
وحشدت روسيا حوالى 100 الف جندى ودبابات ومدفعية على حدود أوكرانيا. وتنفى موسكو إعتزامها تنفيذ غزو لكييف الا أنها لم تستطع حتى الآن إقناع الولايات المتحدة والغرب بذلك. وقال مسئول أوروبى إن بوتين لاعب شطرنج. وأضاف شارحاً مخاوفه التى تعززها الحوادث المتكررة لا يمكن توقع تحركاته لكن الآن هو وقت مناسب للتحرك لأنه إذا إنتظر أكثر ستكون أوكرانيا أقوى. وأكد الهجوم الإلكترونى على العديد من المواقع الحكومية الأوكرانية الجمعة مخاوف الأوروبيين. وعلق الوزير النمساوى الكسندر شالنبرغ إنه أمر مقلق جدا. ان هجوماً الكترونياً قد تعقبه تحركات عسكرية. وأضافت نظيرته السويدية آن ليندى إنه واحد من الأمور التى نخشاها. وقالت يجب أن نكون حازمين جداً فى ردنا على روسيا وأن نقول إنه إذا كانت هناك هجمات ضد أوكرانيا، فسنكون قاسين جداً فى ردنا. وتريد وزيرة الألمانية أنالينا بيربوك زيارة موسكو الأسبوع المقبل لإجراء محادثات على جميع المستويات. لكن موسكو قللت من شأن النيات الحسنة للأوروبيين. وقال نائب وزير الخارجية الروسى سيرغي ريابكوف بعد الإجتماعات لا أرى أى سبب للجلوس الى طاولة (المفاوضات) فى الأيام القليلة المقبلة من أجل الإجتماع مجدداً وبدء المناقشات ذاتها مرة أخرى قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى الناتو يجب أن يدونوا ضماناتهم الأمنية أمام روسيا لأن روسيا لن تنتظر الى ما لا نهاية وذلك بعد جولات متعددة من المباحثات بدت أنها لم تنجح فى تقريب الطرفين أكثر.
وتنفى روسيا أن يكون لديها مثل هذه النوايا، وتدلل فى المقابل أن أمنها غير مضمون طالما لم يلتزم حلف الناتو بعدم التوسع شرقاً أكثر، خصوصاً فى أوكرانيا.