اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب الإندبندنت قابلت عدداً من الأطفال فى مركز الحورى شمال شرق سوريا، وتقول إن هذا المركز هو فعليا سجن البداية مع صحيفة الإندبندنت التى نشرت تحقيقاً لمراسلتها فى سوريا، بل ترو، عن الأطفال الأجانب المقيمين فى المخيمات السورية من دون أمل فى العودة الى ديارهم. وتقول ترو إن مستقبل الأطفال المحتجزين فى شمال شرقى سوريا قاتم حيث تخلت حكوماتهم عن كثير منهم. ترو قابلت عدداً من الأطفال فى مركز الحورى فى تل معروف هناك، وتقول إن هذا المركز هو فعليا سجن.
وتروي الكاتبة أنه على المقاعد فى الفناء الصغير للمنشأة التى يديرها الأكراد يتجمع 120 طفلاً، من أكثر من 25 دولة مختلفة موضحة أن أحد الأشياء الوحيدة التى توحد هؤلاء الأولاد هو أنهم نشأوا لسنوات تحت خلافة الدولة الإسلامية ويجدون أنفسهم الآن بعيدين عن عائلاتهم وأوطانهم. وتضيف: هناك عشرات الآلاف من هؤلاء الأطفال فى جميع أنحاء المنطقة إحتجزوا فى ظروف تقول الأمم المتحدة إنها قد تكون شبيهة بالتعذيب. وفيما يحمل الكثير منهم جنسية أجنبية، تؤكد ترو أن لدى هؤلاء “أمل ضئيل فى العودة الى ديارهم لأنهم موصومون بالعار بسبب إرتباطهم بداعش، وقد تخلت عنهم الحكومات – بما فى ذلك المملكة المتحدة – التى ترفض إعادتهم الى أوطانهم. ويحوى هذا المركز العديد من الأيتام بعد مقتل عائلاتهم فى حرب التحالف بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول ترو إن التنظيم أجبر بعض هؤلاء الأطفال على التدريب كمقاتلين محتملين كجزء من أشبال الخلافة. وتضيف أن الفتيان من بين أكثر من 40 الف طفل من سوريا والعراق وعشرات الدول الأجنبية محتجزون فى مراكز شبيهة بالسجون ومعسكرات مترامية الأطراف منذ تفكيك الخلافة. ويعتقد أن ما يصل الى 35 منهم بريطانيون.
وتشير الى أنه وفقاً لإحصاء صادر عن صحيفة الإندبندنت، “أعادت المملكة المتحدة سبعة قاصرين غير مصحوبين بذويهم ولم تعد بعد أى أطفال بريطانيين يعيشون مع والديهم.
ولفتت أيضاً الى التحذير الذى أطلقته المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فيونوالا ني أولين، بشأن المرافق التى تحتجز هؤلاء الأطفال، قائلة إن الظروف سيئة للغاية لدرجة أنها قد ترقى فى بعض الظروف، الى حد التعذيب حيث لا يوجد مأوى مناسب فضلاً عن الإكتظاظ وسوء التغذية.
من جهتها، تقول السلطات الكردية التى تدير المراكز والمخيمات إنها “تعانى من الإرهاق الكامل وتفتقر الى الموارد اللآزمة لرعاية هذا العدد الكبير من الناس.
وتشير الكاتبة الى أنه فى فبراير 2021، قدرت اليونيسف أن هناك أكثر من 22 الف طفل أجنبى من 60 جنسية على الأقل يقبعون فى المعسكرات والسجون فى الشمال الشرقى، بالإضافة الى عدة آلاف من الأطفال السوريين. وتستطرد لتقول إن “الحورى هى فى الواقع واحدة من أفضل المرافق وأكثرها أماناً حيث يتم إحتجاز الأطفال. ونقلت عن منظمة “سايف ذى تشلدرن أنه فى معسكر الهول وهو مدينة خيام مترامية الأطراف توفى 62 طفلاً لأسباب مختلفة فى الأشهر التسعة الأولى من العام الماضى، منهم طفلان قد قتلا. وذكرت ترو أن الجماعات الحقوقية تحاول من جهتها سد الثغرات.
وتنقل عن سونيا كوش أن وكالات الإغاثة تبذل قصارى جهدها ولكننا ببساطة لا نستطيع تلبية أى نوع من المعايير الدولية بعد زيارتها الأخيرة لمركز الحورى ومخيمتى روج والهول، حيث تدير المؤسسة الخيرية مراكز للتعليم.
وأضافت ترو أن جماعات حقوقية قالت “إنه بدلاً من التركيز على إعادة الأطفال البريطانيين الى الوطن، تقدم المملكة المتحدة فى الواقع تمويلاً بملايين الجنيهات الإسترلينية لسجن سورى يحتجز حالياً مئات الأطفال من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية. من جهته دافع متحدث بإسم وزارة الداخلية عن هذا التمويل قائلاً إنه جزء من التحالف العالمى ضد داعش كما قدمت المملكة المتحدة المشورة التقنية والأموال لتجديد وتوسيع مرفق إحتجاز لمقاتلى داعش والشركات التابعة لهم من أجل تحسين ظروف المحتجزين والمعتقلين.