(القتل الأبيض وعقول العصافير)
أستفزني بشدة كما استفز الكثيرين منكم ما حدث لفتاة الدقهلية بسنت التي قامت بالإنتحار نتيجة نشر أحد معدومي الضمير صور فاضحة لها عن طريق عمل فيديوهات وتركيب وجهها علي أجساد عارية للضغط عليها وابتزازها لإقامة علاقة معها ولأن البنت لم ترضخ لهذا الإبتزاز الحقير ثقة في نفسها وثقة في أهلها فيها فقد قام الشاب الحقير بدافع الغل بنشر تلك الصور ليتداولها الناس ويقومون بنشرها والتعليق عليها والتصديق التام لما تم نشره وكأنه خبر السماء نزل به الوحي إليهم وبدأوا في التنمر عليها ونظرات لعينة يعرفها حضراتكم طبعاً!!! في ذهاب الفتاة ورجوعها وهنا جاء دور الأسرة التي تأثرت بما تم تداوله ووجهوا للفتاة الطعنة الثانية التي فهمت منها أنهم صدقوا عنها ما تم تداوله وبدلاً من الوقوف خلف الفتاة ودعمها وإبلاغ الشرطة عن هذا السافل الحقير وبث الثقة فيها ومساندتها في أقصي واقذر حرب من الممكن أن تتعرض لها فتاة بمثل سنها الذي لم يتجاوز الثامنة عشر لكنهم أداروا ظهورهم لها خشية من كلام الناس!!! وحاولت الفتاة بكل الطرق أن تصرخ في الجميع أنها لم تفعل ذلك وأنها لا علاقة لها بالصور المنشورة لعل أحد ينصت إليها أو يساندها وبالطبع أغرقت وسادتها دموعاً كل ليلة بعد عجزها أن تقنع أحدا أنها ضحية وليست منحرفة لعل أحد يصدقها لكن للأسف صمتت عن سماعها كل الأذان وبح صوتها وضاعت صراخها دون نتيجة ولم تجد غير التنمر عليها ونظرات الإحتقار والشك تطاردها من الجميع حتي مدرسها الذي فضحها أمام زميلاتها وابلاغها بخفة دمه الثقيل أنها أصبحت تريند لتتأكد أنها لم يعد لها وسيلة لإثبات براءتها من جريمة لم ترتكبها وفضيحة لا تنسب لمثلها فلم تجد لها بد في ظل لحظة يأس وضعف وقهر أن تتناول حبة حفظ غلال سامة لتنهي حياتها وتريح كل من حولها بعد أن تركت رسالة لوالدتها تؤكد لها أنها لم تفعل شيئاً مما تم نشره وأنها متربية كويس وأنها وصلت لإحباط واكتئاب لم تعد تتحمله فقررت الإنتحار بعد أن تاكدت أن أبواب السماء أرحم لها من كل قلوب وأبواب الأرض التي أغلقت في وجهها البرئ
أيها السادة الافاضل هل ترون أن الشاب السافل فقط الذي نشر صور مركبة لفتاة شريفة هو القاتل الوحيد أم شارك معها أسرتها التي رضخت لتنمر الناس وشكت في إبنتهم وحسن تربيتهم لها وعفتها وطهارتها وساعدوا الشاب الحقير في إلحاق الاذي بالفتاة..
أم ان السادة الأفاضل من حضراتكم الذين يقومون بتشيير كل خبر دون التأكد من صحته وكتابة تعليقات وهجوم علي المنشورات قد وجهوا لها الطعنة الثالثة بتصرفاتكم بشكل أصبحتم تساعدون به كل حقير في إبتزاز الناس والوصول إلي أغراضهم الخبيثة ما دام هناك من حضراتكم من يعلق ويشير ويصدق كل ما ينشر مما دفع أصحاب الضمائر الخربة إلي إنشاء جروبات وصفحات لإبتزاز الناس وللأسف يجدون الآلاف الذين يتلقون وينشرون ويدمرون ويخربون بيوت ويهدمون أسر ويحققون لأصحاب المواقع أغراضهم الخبيثة ويسيرون خلف تنفيذ أغراضهم كالقطيع دون وعي أو تأكد مما يرونه ويقومون بتشييره أو يصدقونه ويعلقون عليه باعتباره واقع لا يقبل الشك
هل ترون حضراتكم أنكم أبرياء من دم بسنت وكل بسنت في أي مكان وزمان هل ترون أنكم أبرياء من المشاركه بنشر إتهامات وفضائح وهتك اعراض وتشويه سمعة الناس بنشركم اخبار لا تعلمون صدقها من عدمه أم أنكم شركاء في قتل الفتاة المسكينة بشكل أو بآخر ..
إلا يكفيكم حديث الرسول المعصوم( كفي بالمرء إثماً أن يُحدث بكل ما سمع)
فهل إرتاحت ضمائركم أم ستعيدون التفكير في كيفية التعامل مع وسائل التفاصل الإجتماعي اللعين ومشاركتكم في جرائمه بدون وعي أو تفكير؟؟؟
اللهم بلغت اللهم فاشهد