د. وسيم السيسي متابعة عادل شلبى يؤلمنى كثيرًا أن جنوب إفريقيا وتنزانيا وزامبيا، بل ستين دولة أخرى، تتعلم الهيروغليفية، وبلدى مصر تُعلم الكتابة العبرية، الصينية، اليابانية، فضلًا عن الإنجليزية والفرنسية، وأنا أُعامَل كأنى لغة محتل سابق أذاق أهلى الهوان. بارتلوت عالِم نبات ألمانى قرأ نصًا بالهيروغليفية التى يجيد قراءتها يقول: كما أن الشمس تشرق وتغيب ولكنها تشرق من جديد، وكما أن النهر يفيض ويغيض «يعلو ويهبط» ولكنه يفيض من جديد، كذلك الإنسان، يولد ويموت، ولكنه يُبعث من جديد، ولكن عليه أن يُبعث نظيفًا كزهرة اللوتس!.
أجرى بارتلوت دراسات على زهرة اللوتس، وجد أنها تطرد الندى، الماء، الماء بالطمى، الصمغ المائى من على سطحها، طلب من المصانع ملعقة سطحها كسطح زهرة اللوتس، وضعها فى العسل الأبيض، فخرجت بدونه!!.. Honey Spoon With Lotus Effect، باع هذا الكشف لشركات الأجهزة الطبية فأصبحت صمامات القلب، والشرايين الصناعية، سطحها كزهرة اللوتس، فلا يتجلط الدم عليها، ولم يعد المريض فى حاجة لعقاقير السيولة، كما باع هذا الكشف لشركات السيارات، الطيارات، البناء، حتى إن مجلة Scientific American كتبت: هذا القرن هو قرن زهرة اللوتس. هذا رد على مَن يقولون: وما فائدة تعلُّم الهيروغليفية؟!.
قرأ الدكتور نديم عبدالشافى السيار كلمة «حنف» الهيروغليفية وتحتها رسم رجل راكع على ركبتيه مع كلمات: الخاضع للإله الواحد، وبعد سنوات من الدراسة، كان كتابه: المصريون القدماء أول الحنفاء ٤٤٠ صفحة!.
أنا الكتابة المصرية أغنى لغة على سطح الكرة الأرضية، أربعة ملايين وأربعمائة كلمة «أ. د. ميسرة عبدالله حسين- جامعة القاهرة»، كنت أسجل نفسى على الحجارة، والجلود، حتى ظهر هذا العبقرى المصرى الذى اخترع الورق من نبات البردى، ولولاه لاندثرت الحضارة المصرية، وما انبثق عنها من ثقافات يونانية ورومانية، حتى ظهر الورق الصينى ١٠٥ ميلادية، ولكنه لا يرقى إلى كفاءة البردى فى الاحتفاظ بما يُكتب عليه آلاف السنين، ويكفى أن Paper الإنجليزية، Papier الفرنسية من Papyrus أى بردى!.
مررت بأطوار ثلاثة: الهيروغليفية، الهيراطيقية، الديموطيقية، وأخيرًا كتبوا لغتى المصرية بحروف يونانية ومعها سبعة حروف هيروغليفية لعجز اليونانية عن بعض الصوتيات كالحاء مثلًا، فاليونانى يقول: خلاوة طخينية، بدلًا من حلاوة طحينية!، هذه الكتابة المهجنة بأبجدية المحتل اليونانى سموها: القبطية، وأعجب، بل أطلب من قداسة البابا تواضروس، هذا البابا المثقف الواعى، أن يستبدل الحروف اليونانية بحروف هيروغليفية، لأن الهوية الوطنية عودة للأصل.
مرت علىَّ ظروف صعبة للغاية 2500 سنة احتلالًا، ذُقْت فيها المرَّ، أهملونى واستبدلونى، وأوقفوا زراعة البردى، فذهبت إلى عالم النسيان، وجهل الناس كل ما تركه قومى على الجدران، والبرديات التى تبقت من بعد استخدامها كوقود للأفران، حتى جاءت الحملة الفرنسية، عثرت على حجر رشيد، عليه رسالة شكر من كهنة مصريين لبطليموس الخامس، بثلاث كتابات: الهيروغليفية، الهيراطيقية، اليونانية، هذا الحجر مع يونج الإنجليزى، يوحنا الشفتشى المصرى، ساعدا جان فرانسوا شامبليون على فك رموزى، وعرفتم أن أجدادكم كانوا يعرفون الإله الواحد من قبل الأسرة الأولى.
وأن حضارتنا قامت على العدل بين الحاكم والمحكوم، وأن الكل أمام القانون سواء، وأن العلوم جميعًا خاصة الطب نشأت فى مصر منذ أكثر من خمسين قرنًا من الزمان «وارن داوسن»، وأن أعياد العالم جميعًا جاءت من مصر «إميل لودفيج»، وأن علوم اليونان جميعًا كلها من مصر «أفلاطون»، كما عرفتم أن العالم فى حاجة إلى قرنين من الزمان حتى يرقى إلى هذا المستوى الرفيع من قانون الأخلاق والحضارة الإنسانية «والاس بادج».
أيها المسؤولون عن تعليم أولادنا: هل أنتم مصريون أم باسبورتات مصرية ودماء أجنبية؟!.