د. حازم خزام الهيئة العامة للإستعلامات برئاسة الجمهورية
متابعة عادل شلبى
ما معنى خوارق اللا شعور ؟! من منظور الإطار الفكري والثقافي والاجتماعي فى علم النفس
حازم خزام بالهيئة العامة للإستعلامات برئاسة جمهورية مصر العربية
●الاطار الفكري :
هو عبارة عن إطار لا شعوري يقيد تفكير الإنسان ويجعله ينظر الى الامور من منظار معين وهذا الاطار ينتج من علاقة الانسان ببيئته وتأثره بها .. وهذا الاطار الاشعوري لا يستطيع الانسان التخلص منه تماماً فهو اطار لا شعوري والانسان لا يستطيع التخلص من شيئ لا يشعر به .. والانسان المبدع هو من يدرك وجود هذا الاطار فهو متحيز في تفكيره ولكنه لا ينكر مع ذلك تحيزه الفكري ..
وينقسم عناصر الاطار الفكري الى :
قيود نفسيه: مثلاً كعشق انسان لشخصية تاريخيه وجد فيها اشباع لبعض رغباته المكبوته كحب القوة .. فهو يجد في نفسه نقصاً سدته هذه الشخصية
قيود اجتماعية : كصراع بين شخصين كل منهما من طائفه مختلفه .. وكل منهما يبرز البراهين والادله على انه على حق .. وحينما يجد ان الآخر غير مقتنع يأخذ بشتمه وسبه لانه متعصب ويرفض الحق وهما بذلك كرجلين يقفان امام هرم , احدهما يقول ان لونه اصفر والآخر ان لونه ازرق , والواقع ان الهرم اصفر من ناحية وازرق من الناحية الأخرى .. ولكن كل واحد منهما ينظر للهرم من الناحية التي يقف عندها ولا يقبل ان يذهب للناحية الاخرى ليتأكد
قيود حضارية : وهي القيم التي تختلف مثلا بين البدو والامريكان .. فالبدوي مثلا يرفض حدوث اية علاقة بين ابنته مع رجل غريب .. بينما يجد الامريكي الامر طبيعياً وعادياً
باختصار الانسان متحيز بشكل او بآخر في تفكيره .. و ان مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل ان تكون مشكلة الحق والباطل وما كان الناس يحسبون انه نزاع بين حق وباطل هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر , فكل متنازع في الغالب يعتقد انه المحق وخصمه المبطل ولو نظرت الى الامور من نفس الزاوية التي ينظر منها اي متنازع لوجدت شيئاَ من الحق معه قليلاً او كثيراً
تقول مدام شتايل في قول لها مشهور : لو عرفت كل شي , لعذرت كل فرد
والانسان العبقري هو الانسان الذي يستطيع ان يتحرر جزئياً من اطاره الفكري ..
●المنطق الارسطوطاليسي :
ينتقد علي الوردي المنطق الارسطوطاليسي الذي يهدف الى جعل التفكير يسير وفق منهج يعصمه من الخطأ .. فهذا المنهج ثابت بينما الواقع متغير .. فما الذي يدريهم فقد يتغير الشي بعد اصدار الحكم فيه .. ولهذا فهذا المنطق بعيد عن الواقع ويجعل الانسان يعيش في برج عاجي ينظر فيه الى الواقع من عل .. بينما من المفترض لكي يفهم الانسان الواقع ان يتعايش مع افراد مجتمعه ويدرس مشاكلهم .. ويعتقد اتباع هذا المنطق ان الحقيقة ثابته وليست نسبيه .. وهذا ما يجعل الناس ينظرون للحقيقة من منظور واحد ويعتبرنها مطلقه .. وهذا ما نراه في المناظرات بين المذاهب .. فكل طائفة تأتي بالادله المنطقيه التي تؤيدها .. وحينما تستمع لادلتها تقف عاجزاً عن معرفة الفرقة المحقه .. فكل واحدة منهم تستعمل المنطق لصالحها
كما ان هذا المنطق يؤدي بصاحبه الى ازدواجية الشخصية .. ففي البيئات التي يكثر فيها الجدل المنطقي .. يحتار المشاهد مع ايهما الحق .. وايهما اكثر افحاماً للآخر .. والمتعايشين في هذه البيئه يجب ان يتأثروا بهذا الوضع قليلا ام كثيراً .. فتراه يركز على الغلبه في الجدال .. دون الاهتمام بمعرفة الحقيقه .. وبهذا يصبح سوفسطائياً في ظاهر امره ارسطوطاليسي .
ثم انتقد علي الوردي القوانين الثلاثه التي وضعها المناطقه القدماء
قانون الذاتيه : اي ان الشي هو هو وهذا القانون يقول بالحقيقة الثابته وان الحقيقه هي اساس الكون وهذه الفكره اثبت العلم انها خاطئة وان الحركه هي اساس الكون ..
قانون عدم التناقض : وهي ان الشئ لا يمكن ان يكون فاقداً وحائزاً لصفة معينه في نفس الوقت .. فاما ان يكون حقاً او باطلاً وليس باطلاً وحقاً في آن معاً .. اي ان الحقيقه مطلقه وليست نسبيه وهذا مخالف للواقع .. فلا يوجد حاكم عادل بشكل مطلق .. ولا حاكم ظالم بشكل مطلق .. بل مزيج بين الاثنين .. والحاكم حينما نطلق عليه صفة العدل فذلك لان نسبة عدله اكثر من ظلمه .. اما الظالم فلئن ظلمه فاق عدله ..
قانون الوسط المرفوع : ان العالم مؤلف من طرفين لا ثالث لهما .. الحق والباطل او الخير و الشر او القبح والجمال او … الخ .. فيجب ان يكون الشي اما من هذا الجانب او ذاك وليس هذا وذاك في آن معاً .. ولكن العلوم الحديثه تقول ان ذلك ليس صحيحاً .. فقد اثبت العلم ان المادة ليست موجوده في مكان معين بل هي موجوده هنا وهناك في نفس الوقت .. فالمادة مؤلفة من طاقة كهربائيه .. وقد اثبتت ابحاث الذره الاخيره ان المجال الكهربائي المغناطيسي يشمل الكون كله .. اي ان القلم الذي امسكه بيدي موجود في كل مكان .
وبعد ذلك يبين لنا علي الوردي النتائج السلبية المترتبه على متبعي هذا المنطق .. ومن اهمها هذا المنطق يعرقل النجاح في الحياة فهو كما قلنا لا ينطبق على الواقع المعيشي .. فقد تجد تاجرين يبيعنا نفس البضاعه وفي النهاية تجد احدها قد ربح فيها ربحاً وفيراً والآخر خسر فيها كل امواله .. وهنا نجد ان المنطق يخالف ما حدث .. لان الواقع شي مختلف .. فقد نجد ان السبب في ما حدث هو ان التاجر الناجح قد نجح بسبب امتلاكه وجهاً صبوحاً و وسيماً اما الآخر فقد نجده قبيحاً او مشوهاً .. وحينما يفكر هذا التاجر الخاسر في الامر لا يجد سبباً منطقياً واحداً لخسارته .. والسبب في ذلك ان النجاح والخساره في الواقع لا تنطبق على المنطق بل ان النجاح في الحياة العمليه يحدث غالباً باستغلال القوى الاشعورية في داخل الانسان .. فقد نجد تاجراً يرفض صفقة تجارية مغريه دون سبب مقنع .. فهو يجري الامور على بديهيته ويجعل اللاشعور هو من يسير عمله .. وغالباً ما يكون هذا النوع من التجار ناجحاً في حياته .
●الارادة والنجاح :