بقلم المستشار القانونى : محمود نصر الدين – المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة
هناك أكثر من تعريف للتحرش الجنسي تدور جميعها حول هذا المعنى ( فهو فعل أو لفظ يحمل ايحاءات جنسية ضد رغبة المعتدى عليها أو الضحية مما يجعلها تشعر بعدم الأمان أو الخوف أو الانتهاك )، ولا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أرضاً خصبة لمثل هذا النوع من التحرش مما يؤثر في المجتمع بالسلب ويؤدى بدوره إلى انتشار الجرائم أكثر ، فلا تكاد المرأة أو الفتاة تبدأ في استخدام وسائل التواصل الاجتماعى حتى تنتهك خصوصيتها وتتعرض للتحرش ، ولا مجال هنا للحديث عن بعض أشباه الرجال والذين يبررون للمتحرش المريض هذا الفعل بقولهم ( لماذا فعلت ذلك أو لماذا أرسلت له صوراً أو ما شابه ذلك )من أقوال تجعل الضحية هي الجاني ويضيع حقوقها ويستقوى أكثر وأكثر المتحرش المريض بذلك المرض ، وأقول أن من منا لا يخطئ ومن منا ليس له ذلات أو أخطاء ومن منا بلا عيوب ومن منا أعطى الثقة الكاملة في أشخاص سواء بجهل أو بأسم الارتباط أو تلك المفاهيم التي تعطى نوعاً من الثقة المزيفة ثم وجد هؤلاء الأشخاص يستخدمون تلك الثقة ضدهم ويهددونهم ويبتزونهم ، لا يجب أن نخلط الأمور فتدمير حياة إنسان مهما كان جرمه لا يجوز شرعاً ، وتهديد الفتاة أو النساء بصور أو فيديوهات كما نرى على وسائل الاتصال أو حتى مضايقتهن أو كل ما شابه ذلك لا تنم إلا عن شخص مريض يجب أن يتم إيداعه في السجن ليكون عبرة لمن يقوم بهذا الفعل مرة أخرى وليتم تطهير المجتمع من هؤلاء المرضى المفسدون في الأرض، وحقاً كان لزاماً على الدولة أن تتدخل بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات نظراً للانتشار الرهيب لتلك الجريمة بمواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المنبثقة منها وأن تتصدى لتلك الجريمة وبالفعل بتاريخ 15/8/2021 صدر القانون رقم 141 لسنة 2021 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 وجاءت التعديلات على النحو التالي:(المادة 306 مكرر أ)يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز أربع سنوات وبغرامة لا تقل عن مائة آلاف جنيه ولا تزيد على مائتي ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية او الكترونية أو أية وسيلة تقنية أخرى وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائتي آلاف جنيه ولا تزيد على ثلاثمائة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه. وفي حالة العود تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى. (المادة 306 مكرر ب): يُعد تحرشا جنسيا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة 306 مكررا (أ) من هذا القانون بقصد حصول الجاني من المجني عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، ويعاقب الجاني بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات. فإذا كان الجاني ممن نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة (267) من هذا القانون أو كانت له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على المجني عليه أو مارس عليه أي ضغط تسمح له الظروف بممارسته عليه أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحا تكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن سبع سنوات. وقد نصت أيضاً المادة 76/2 من قانون تنظيم الاتصالات الصادر بالقانون 10 لسنة 2003 مع عدم الإخلال بالحق في التعويض المناسب، يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من .(تعمد إزعاج أو مضايقة غيره بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات ).كلمة أخيرة أريد التوجه بها للفتاة أو للمرأة الضحية لا تخافى من هذا المجرم المريض ولا تخافى مما سيقع مستقبلاً تصرفك الصحيح هو الإبلاغ عن تلك الجريمة لان الخوف من الجاني سيجعلك تترددين وستتمادين في طلبات هذا المجرم دون ان تشعري طوال عمرك بالأمان أو الاستقرار وسوف يتم تهديد مستقبلك كاملاً وتلك النصيحة التالية لمن يتولون مسئولية المرأة أو الفتاة الضحية لا تظلم ابنتك أومن لك سلطة عليها مرة أخرى ولا تجعلها وحيدة قف بجانبها قد تكون أخطأت لكن هذا الخطأ قد تسببت أنت به حيث فقدت دورك في توجيهها ومعرفة سلوكها ومشاكلها وجعلتها تلجأ لشخص مجرم معتوه استغلها في النهاية فلا تظلمها مرتين وسامحها فإن الخالق يسامح ويغفر جميع الذنوب إلا أن يشرك به فتلك الجريمة ليست شخصية بل هى جريمة اشترك فيها المجتمع كاملا بداية من الاباء والامهات والابناء وعدم وضع الامور فى نصابها الصحيح والقاء اللوم على اضعف شخص فالمنظومة وهى الضحية وترك الجانى المتحرش المبتز المريض بدون حساب او بدون نظرة احتقار له فكما اخطأت الضحية ايضا أخطأ المتحرش وخان الامانة واستغلها لتنفيذ غرضه فلا يجب القاء اللوم على طرف وترك الاخر وايضا ايتها الضحية لاتصبحى فريسة سهلة فى ايد المتحرش او المبتز وانتصرى لنفسك وشرفك وقبل كل ذلك لدينك وخوفك من الخالق