كتب محمود فهمى .
…… إستضاف صالون الدكتور صديق عفيفي مساء الإثنين الاستاذ أحمد الجزيري الخبير المصرفي السابق بالبنك المركزي المصري والمصرف العربي الدولي ، تحدث ضيف الصالون عن دور الجهاز المصرفي في إدارة وتنمية الإقتصاد القومي، في بداية فعاليات الصالون تحدث الأستاذ الدكتور صديق عفيفي رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت فأكد أن موضوع الصالون هذه المرة هو موضوع مميز فقد كان الإجتماع الماضي في الصالون إستثنائيا وتناول إلى حد كبير جانبا من العملية المصرفية حيث تحدث عن التضخم، لكن لا نستطيع التحدث فقط عن التضخم دون الحديث عن الجهاز المصرفي ، لذلك إستضفنا خبير مصرفي مميز هو الٱستاذ أحمد الجزيري الذي عمل في عدة مناصب في الجهاز المصرفي ووصل إلى منصب وكيل البنك المركزي المصري وهو دائما لديه رؤية واضحة ومعلومات منظمة داعيا ضيف الصالون إلى التحدث و عقب ذلك تحدث ضيف الصالون الأستاذ أحمد الجزيري الذي تحدث عن دور الجهاز المصرفي في إدارة وتنمية الٱقتصاد القومي ، فقال : إن أي إدارة تخضع لسياسات… والاقتصاد كله يعتمد على سياستين : السياسة المالية والسياسة النقدية ، فتحدث أولا عن السياسة المالية وقال : هي ترتبط بالإيرادات السيادية مثل إيرادات قناة السويس والضرائب والبترول والسياحة وتحويلات المصريين في الخارج وغيرها ثم يتم صرفها على الأنشطة المختلفة مثل الصحة والتعليم وغير ذلك من الخدمات واحتياجات الدولة .
وثانيا : السياسة النقدية : وهذه السياسية النقدية يشعر بها المواطن فورا إذا حدث مثلا إرتفاع في الأسعار ..واضاف أن السياسة النقدية بها أيضا مسألة التضخم ، وقال إن الجهاز المصرفي على قمته البنوك المركزية ، وفي مصر هناك لجنة داخل البنك المركزي المصري تقدم تقريرا الخميس الأخير من كل شهر لمتابعة السياسة النقدية بشكل دقيق ، ثم تحدث عن لمحة تاريخية وأشار إلى أنه قبل إنشاء البنك المركزي كان هناك تفويض للبنك الاهلي المصري للقيام ببعض المهام الخاصة بالبنك المركزي وكان من بينها إصدار العملة ، وكان الجنية الصادر آنذاك يساوي ثمانية جنيهات ذهب ، حتى تم إنشاء البنك المركزي المصري عام ١٩٦١ واخد الإختصاصات السابقة للبنك الأهلي حتى أنه أخذ أيضاً مقره وتم بناء مبنى للبنك الأهلي بجواره وأشار أن محافظ البنك المركزي في العالم له مكانة كبيرة وفي منصب يساوي منصب رئيس الوزراء وأشار أن قانون إنشاء البنك المركزي حدد له ستة وظائف وتحدث الخبير المصرفي أيضا عن تلك الوظائف بالتفصيل فأشار أن الوظيفة الأولى : هي إصدار العملة المصرية الا وهو الجنيه وكان التعامل سابقا بين الأفراد بالعملة المعدنية والجنيه الذهب والنصف والربع جنيه فضة ، ومع كثرة التعامل لجأت البنوك المركزية إلى أن تصدر عملات ورقية
وأشار إلى أن الوظيفة الثانية للبنك المركزي هي صياغة السياسة النقدية وتحديد أدواتها .
اما الوظيفة الثالثة : فهي المحافظة على إستقرار الجنيه المصري .
والوظيفة الرابعة : هي إدارة إحتياطيات الدولة .
الوظيفة الخامسة : الرقابة على البنوك .
الوظيفة السادسة : إدارة حسابات الحكومة .
وأكد أهمية أن يقوم البنك المركزي بتحديد صياغة السياسة النقدية وتحديد أدواتها ولابد أن يكون المناخ مهيئا للحفاظ علي ثروتك النقدية ، وقال إن من مهام أيضاً البنك المركزي تلبية احتياجات الأسواق على سبيل المثال لابد أن يكون لديك إحتياطي إستراتيجي لمدة ستة أشهر على الأقل من القمح ، وأشار الأستاذ أحمد الجزيري أن فوائد الدين العام تساوي أربعة مليارات جنيه ، اما الدين الخارجي فقد بلغ مائة وخمسة وثلاثين مليار دولار لكن نسبة الفائدة عليه ليست كبيرة وأشار أيضاً أن البنك المركزي ضامن ضمانا كاملا لجميع ودائع العملاء بالكامل ولذلك فإنه يأخد عشرة في المئة من مخصصات البنوك ليساند البنوك في أن يكون ضمانا لها وقد حصل هذا مع بنك مصر الدولي فقد تعثر عدة مرات وحاول البنك المركزي مساعدته لكن في النهاية تم دمجه في بنك مصر ووقتها البنك المركزي دعم بنك مصر بمبلغ 800 مليون جنيه والعملاء لم يشعروا بأى خطر .
وتطرق إلى تعويم الجنيه المصري الذي عندما تم تعويمه قفز من ثمانية جنيهات إلى ثمانية عشر جنيها لكنه الآن ثبت في المتوسط عند حاجز 15.6جنيها وأشار إلى أن دور المصارف في تنمية موارد الدولة يكون أيضا من خلال جذب الإستثمارات المباشرة والغير مباشرة وان تكون هناك قوة للجهاز المصرفي وان يكون هناك ثبات في القوانين ونظام الضرائب والقضاء الناجز والحد من البيروقراطية ، ومن المهم جداً أن يعرف المستثمر أن النظام المصرفي قوي ويحب المستثمر دائما ثبات القوانين ويكره كثرة تغييرها وايضا يهتم بالقضاء الناجز لذلك انشئنا منذ سنوات المحاكم الإقتصادية .
ثم تحدث عن دور البنوك التجارية فأشار أن تتولى كافة الأنشطة الداخلية والنشاط النقدي الداخلي بين الأفراد أيضا هناك دور كبير للبنوك في التجارة الخارجية وأشار إلى أن هناك خمس بنوك مصرية متخصصة مثل : البنك العقاري المصري وبنك التنمية الصناعية وبنك تنمية الصادرات وبنك الإسكان والتعمير وبنك التنمية الزراعية وأكد إلى أنه منذ نهاية الثمانينات وهناك ركود اقتصادي كبير في أداء تلك البنوك واوشكت أكثر من مرة أن تفلس ، ولكن بعض البنوك تقوم بتطوير أداءها وعلى سبيل المثال بنك الاسكان والتعمير قام بتمويل مشروعات كبيرة في الساحل الشمالي وأصبح الحجز عن طريقه لذلك حدث إطمئنان للمشتري وايضا ضمن البنك أن يكون لديه ضمان استعادة للقروض التى قدمها للمستثمرين
بعد ذلك تم طرح العديد من التساؤلات وردا على تلك التساؤلات حول الدور المجتمعي للبنوك قال الأستاذ أحمد الجزيرى أن البنوك يمكن أن تعطي القروض الصغيرة والقروض متناهية الصغر وايضا تساند المشروعات أو المصانع العائلية .
وردا على سؤال حول مسألة كيفية قياس النمو ؟ قال إن هناك لجان متخصصة تجتمع الخميس الأخير من كل شهر وهناك مقاييس ومعايير كثيرة ،و ردا على مطالبة أحد الحاضرين بأن يتم تحصيل عائدات قناة السويس بالجنيه قال إن الدولار عملة عالمية وهناك مشاكل تحدث إذا تم التحصيل بالجنيه وان الدولار عملة عالمية .
وفي ختام المداخلات قام الأستاذ الدكتور صديق عفيفي بتكريم الأستاذ أحمد الجزيري بشهادة تقدير وذلك لجهوده ومحاضرته القيمة كما قام الأستاذ الدكتور مسعد عويس نقيب المهن الرياضية بتكريم الدكتور أحمد صديق والدكتور محمد البنا
وعقب ذلك تم عرض فقرة فنية للمايسترو الدكتور مصطفى أحمد أستاذ الغناء في أكاديمية الفنون ومايسترو أكاديمية طيبة الذي قام بغناء العديد من الأغاني القديمة ومنها ( ليلة إمبارح مجانيش نوم ) ( واول مرة تحب يا قلبي ) و(يا ملتقى الصحبة ) والعديد من الأغاني ثم إختتمت اعمال الصالون