قيادة نرجسية حازم خزام بالهيئة العامة للإستعلامات برئاسة الجمهورية
متابعة عادل شلبى
والعضو الشرفى المعتمد بهيئة الأمم المتحدة . القيادة النرجسية هي أحد أساليب القيادة التي لا يهتم فيها القائد سوى بنفسه. فتتمركز الأولوية عند هذه الشخصيات حول أنفسها – ويكون ذلك بالضرورة على حساب شعوبهم/أفراد جماعتهم. ويسلك القائد النرجسي هذا خصائص نرجسية متمثلة في: الغطرسة والهيمنة والعدائية. ويعد من أساليب القيادة الشائعة. وقد تتراوح النرجسية في أي مكان بين كونها أمرًا صحيًا أو مدمرًا. ويرى النقاد أن “القيادة النرجسية (وبخاصة المدمرة) تكون مدفوعة بصفات من الغطرسة المتعنتة، والانشغال بالذات، والحاجة الشخصية الأنانية للحصول على النفوذ و الإعجاب.”
النرجسية والمجموعات في دراسة نشرت في “مجلة النشرة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي” (Personality and Social Psychology Bulletin)، أشارت إلى أنه عندما يكون هناك مجموعة من الأشخاص دون قائد يحكمها، يمكنك في كثير من الأحيان الاعتماد على إحدى الشخصيات النرجسية لتولي المسؤولية. وقد توصل الباحثون إلى حقيقة أن الأشخاص الذين على درجة عالية من النرجسية يميلون إلى السيطرة على المجموعات التي بدون قيادة. وفي إطار ذلك ذكر سيغموند فرويد أن النوع النرجسي … وبخاصة ذلك النوع الذي يلائم أن يعمل بمثابة داعم للآخرين، يتجه ليلعب دور القائد وإقناع الآخرين باعتبارهم “شخصيات”.”: وقد يرجع أحد أسباب ذلك إلى أن “النرجسية التي يتمتع بها شخص آخر ذات جاذبية كبيرة بالنسبة لأولئك الذين تخلوا عن جزء خاص منهم … فيبدو الأمر كما لو أننا نحسدهم على استمرارهم في التمتع بهناء البال – وهي حالة شهوانية مسالمة قد تخلينا عنها أنفسنا.”
هناك أربعة أنواع أساسية من القائد مع ظهور بوادر الشخصية النرجسية بشكل أكثر شيوعًا في النوع 3 على الرغم من إمكانية ظهورها كذلك في النوع 1:
استبدادي مع اتخاذ القرارات بناءً على المهام ديمقراطي مع اتخاذ القرارات بناءً على المهام استبدادي مع اتخاذ قرارات تستند إلى العاطفة ديمقراطي مع اتخاذ قرارات تستند إلى العاطفة وقد ذكر مايكل ماكوبي أن “المحللين النفسيين” عادةً لا يقتربون بما فيه الكفاية من [القادة النرجسيين], بخاصة في أماكن عملهم، حتى يكتبوا عنهم.”
النرجسية في الشركات تحدث النرجسية في الشركات عندما تحتل شخصية نرجسية ما منصبًا قياديًا (رئيسي تنفيذي) أو أن يكون الشخص عضوًا بفريق الإدارة العليا فيجمع هذا الشخص مزيجًا كافيًا من الأشخاص التبعيين حوله (أو حولها) لدعم سلوكه النرجسي. ويعلن النرجسيون ولاءهم للشركة التي ينتمون إليها، غير أنهم في حقيقة الأمر لا يلتزمون سوى بأجنداتهم الخاصة، وبالتالي تتخذ القرارات التنظيمية بناءً على مصالح النرجسيين الخاصة بدلًا من مصلحة المؤسسة ككل أو أصحاب المصلحة المتعددين أو المجتمع الذي تعمل المؤسسة على أرضه. وكنتيجة لذلك، يمكن أن يقوم نوع معين من القادة أصحاب الشخصية الكاريزمية بإدارة شركة ناجحة ماليًا على مبادئ غير صحية تمامًا فقط لفترة من الوقت. ولكن… السباب والشتيمة تعود على صاحبها.”
ويشير علماء النفس إلى أنه “تتمثل إحدى الوسائل التي يمكن اللجوء إليها للتمييز بين المؤسسة الجيدة بما فيه الكفاية وبين تلك المؤسسات التي تعاني من مشكلة في إدارتها في قدرة تلك المؤسسات على استبعاد الشخصيات النرجسية من المناصب الرئيسية.
الشخصيات النرجسية البناءة عدل فرق ماكوبي بين ما أسماه “الشخصيات النرجسية البناءة” عن “الشخصيات النرجسية غير البناءة”. فقد سلم ماكوبي بصحة الفكرة القائلة أن “الشخصيات النرجسية البناءة لا زالت تميل نحو كونها حساسة للغاية تجاه النقد، وذات قدرة تنافسية كبيرة كما تميل تلك الشخصيات إلى العزلة والتكلف، ” ولكنه اعتبر أن “ما يدفعهم للخروج يكمن في إحساسهم بالحرية في فعل ما يرغبون بفعله بدلًا من الشعور باستمرار بأن الظروف تقيدهم،” ومن خلال جاذبيتهم الخاصة يستطيعون “لفت انتباه الناس إليهم، وجذب مجموعة من تابعيهم الذين يسعون وراء الحلم الذي يؤمن الجميع أنه يستحق العناء.”
وقد شكك البعض في هذا المفهوم، معتبرين أن “الانهيار الهائل لوول ستريت والنظام المالي عام 2009 يستدعي وقفة للتدبر. هل كان هذا الانهيار الحادث بسبب قادة رجال الأعمال الذين طوروا أنماطًا نرجسية”-حتى لو كانت في ظاهرها إنتاجية؟! بالتأكيد يستطيع المرء استنتاج أنه في أحسن الأحوال “يمكن أن يوجد خط دقيق للغاية بين النرجسيين الذين يقومون بمهامهم بطريقة سيئة في أماكن العمل بسبب صفاتهم الطاغية عليهم، وبين أولئك الذين استطاعوا تحقيق نجاحات كبيرة بسبب تلك الصفات الطاغية عليهم أيضًا.”
تأثير المديرين النرجسيين الصحيين في مقابل المدمرين . قارن لوبيت بين المديرين النرجسيين الصحيين وبين المديرين النرجسيين المدمرين من حيث تأثير طويل المدى لذلك على المؤسسات . حازم خزام