كتب // وائل عباس كانت الدولة المصرية على وشك الإنهيار ؛ بل لا أخفى عليكم أمرا إن قولت أنها فعلا كانت دولة منهارة متهالكة ؛ قد سممها الخونة بعدما نهبوا الأخضر واليابس ؛ ذلك كان نظام مبارك وعائلته ورجاله ؛ ومن هنا أشعل العدو الفتن فى صدور الشعب المصري ؛ بيد الأخوان وخلاياهم وروافدهم فى كل مكان في مصر ؛ فقامت ثورة يناير على النظام الخائن ؛ ثم صححت المؤسسة العسكرية على يد أحد أبطالها ؛ مسار الثورة فقاد البلاد فى ظل ظروفا عصيبة ؛ تحملت القيادة فيها والعامة من شعب مصر حمل ثقيل وعبء مرير ؛ وضريبة باهظة للأصلاح الأقتصادى ؛ تحملتها الطبقة الفقيرة والمتوسطة من الشعب المصري ؛ فلا خيار متاح للحفاظ على الوطن غير هذا ؛ فذابت الطبقة الوسطى وتهالك الفقراء ؛ وتعتبر الطبقة الوسطى في اى مجتمع هى حلقة الوصل وحائط الصد بين قمة المجتمع وقاعدته العريضة . وهى المنظم لحركات وتقلبات المجتمع الفكريه والاجتماعيه والاقتصاديه كلنا نتفق أن الاصلاح الاقتصادي أمر لابد منه ، لأننا ببساطه وصلنا للمرحلة الفاصلة والتى لا مجال فيها لغير ذلك الحل ؛ مما نتج عنه تلاشى الطبقة الوسطى . ولكن مازال العدو يترصدك ويبحث عن منفذ للدخول إليك ؛ ولن يجد فرصة أسنح من تلك الفرصة ؛ ليزرع الفتن وينشر الحقد ؛ ولكنها بطريقة مأبلسة . قد تبدو عادية وقد تندرج تحت بند حسن النية والدعاية ليس إلا . ولكن الأمر أخطر من ذلك بكثير ؛ إن الطبقة التى أغتنت نتيجة تضخم ثروات مشبوهة بطريقة أو بأخرى تقوم باستفزاز دائم ومستمر وممنهج للفقراء ؛ وأصحاب الطبقة الوسطى ؛ الذين تحملوا مصاعب المرحلة الحاسمة تلك فى تاريخ الوطن . ف مرة تخرج علينا ممثلة لا تملك شيئا إلا عمليات تجميل ؛ وثراء زوجها الفاحش ؛ لتعلن عن ضغوط عملها التى تجبرها أن تنام فى طائرتها الخاصة نتيجة لكثرة تنقلاتها خارج البلاد . أو ممثل بين عشية وضحاها أصبح صاحب ثروة طائلة ؛ يخرج كل يوم بأنتظام ليستفز مشاعر الشعب كله ؛ بأستعراضه لأحد سياراته الفارهة ؛ أو لتصوير أحد قصوره ؛ أو بلا مبالاته لحجز أحد البنوك على بضعة ملايين له في ذلك البنك ؛ وغيره الكثير من الأمثلة ناهيك عن أعلانات القصور والكومبوندات ؛ ومسجلى الخطر والمدمنيين من مطربى المهرجانات ؛ ودعايا القرى السياحية وروادها . تلك هى زراعة الفتن ونشر الحقد فى صدور الفقراء من أبناء الشعب ؛ والذين حملناهم عبء الإصلاح ؛ والذين نطالبهم بإرسال أبنائهم للدفاع عن الوطن وحدوده ؛ ومنهم من يعد شهيدا محمولا ؛ ومنهم من يعد مصابا مشلولا . إنهم يستفزونهم للخروج عن السيطرة والثورة مجددا ؛ وهناك من ينتظر تلك اللحظة ليركب على ثورة هؤلاء مجددا . هناك من يزرع الفتن بين طبقتى المجتمع ؛ وهناك من ينتظر تلك الفرصة ليستثمرها . يجب على الدولة تحمل مسؤوليتها ؛ ومنع استفزاز هؤلاء الذين حملوا علي أعتاقهم عبء التحول الاقتصادى من الهبوط للصعود ، هؤلاء الذين صبروا ، هؤلاء الذين كتبوا بصبرهم تاريخًا مجيدا للوطن . ويجب محاسبة هؤلاء المأجورين الذين يستخدموا كأداة لنشر الفتن وزرع الكراهية والحقد بين أبناء الشعب المصري فى تلك المرحلة الحساسة في تاريخ مصر .