أشرف الجمال يكتب عن … ” كتابة الأخبار الإذاعية والتلفزيونية وعناصرها الفنية” (3)
البحث والتقصى والتواصل والمشاركة وحب الاستطلاع والتطلع سمة من سمات البشرية الأساسية التى تعايش معها الإنسان وأحترفها منذ بداية الخليقة وظهور الإنسان على وجه الأرض لتلبية رغباته من العلم والمعرفة والاختراع فى رحلته الزمنية والإنسانية والإجتماعية للبحث عن الأخبار والذى تطور بالفعل مع بداية التطور الإلكترونى والتكنولوجى والرقمى لوسائل الإتصال الإعلامى “السمعبصرية” وظهور الأقمار الصناعية والدخول إلى عصر السموات المفتوحة وأكتشاف وأختراع الراديو والتليفزيون والسينما والتلغراف والهواتف الذكية والإنترنت والحاسبات الالية ومواقع التواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا والتى تصل منهم الأخبار والأحداث بكافة أنواعها فى نفس لحظة حدوثها ليصبح العالم قرية صغيرة تصل فيها الأخبار والأحداث فى لحظة وقوعها إلى أكبر قدر من القطاع الجماهيرى بعيدا ومتخطيا عقبة الأمية لمن لا يجيدون القراءة والكتابة ولعقبة الفقر التى كانت تصيب أكبر قدر من المجتمعات كما انها تعبر كل الحدود السياسية والطبيعية والجغرافية لتصل إلى كل المجتمعات والطوائف بدون إستثناء مع إختيار المشاهد للقوالب الفنية التى يرغب فى مشاهدتها او فى سماعها لرؤية الأحداث بالصوت والصورة والألوان فور وقوعها فى اى مكان او زمان تحدث فيه مباشرة كسبق إعلامى او صحفى للمحطة او القناة التلفزيونية والتى مكنت المواطن بعد تطورها من التواصل المباشر والتفاعل مع الحدث مباشرة وإبداء الرأى فيه ومتابعته والتفاعل معه ومناقشته — وتعرف الوظيفة الأولى للأخبار الإذاعية والتلفزيونية ” مراقبة البيئة ” بأنها أقدم وظيفة عرفها الإنسان على مر العصور وتعايش معها منذ أن كان يعيش فى الغابة ويسكن الكهوف وطورها مع الزمن لتكون وظيفة مزدوجة تجنبه المخاطر التى تهدد وجوده واستمراره وتطوره وتقدمه لبناء الكون والحفاظ عليه كما أن للوظيفة أهداف أساسية ومن أهمها التأكد من سلامة السياسات والممارسات الحكومية وتأكيد شرعية الأنظمة من خلال السلطة التنفيذية مع ترويج السياسات والممارسات والمواقف الرسمية عن طريق قنوات فضائية ومحطات إذاعية دولية موجهة تبث لكل قنوات ومحطات العالم للوصول للمجتمعات بغرض التعليم والتوعية والثقافة والرياضة والأخبار والترفيه — كما تتوقف عملية إختيار الأخبار الإذاعية على “قربها الجغرافى،وجدة وحداثة الخبر،والشهرة،و الصراع،والغرابة والإثارة،و الضخامة،والوضوح وعدم الغموض،والألفة،والتوقع،والمفاجأة،والتوافق والتشابه،والسلبية،وإضفاء الطابع الشخصى” وفى حين ان المصادر الثانوية للحصول على الأخبار تكون من خلال مراسلون متطوعون للعمل بالقطعة والتى تمتاز بقلة التكاليف وسرعة السبق فى نقل الأخبار ومن سلبياتها قديما قبل التطور الإلكترونى والتكنولوجى الرقمى لشبكات الإنترنت والحاسبات الالية والهواتف الذكية ومواقع التواصل الإجتماعى هو العمل لعدة محطات تفقدها عنصر الحيادية وعدم وجود سلطة عليهم بسبب انعدام وجود قواعد تغطية للأخبار وذلك إلى جانب “المصادر الحكومية ،والشخصيات العامة،والجامعات والمعاهد العلمية ،ومصادر الأخبار الصوتية،والنشرات التى تبعث بها جهات مختلفة،وجماعات الضغط وكما تتوقف عملية ميكانيكية النشرة الإخبارية على “طريقة تقديم النشرة،والتسجيلات الخارجية المصاحبة للنشرة، واستخدام وتوظيف الموسيقى فى النشرة الإخبارية “ — وكما كانت للإجراءات التى قامت بها الإذاعة الموجهة من تحديات لتكنولوجيا الإتصال المعاصرة من خلال “التخصص،التوسع فى إنشاء الإذاعات الإقليمية والمحلية،واذاعات الخدمات،وفتح المجال أمام الجمهور للمشاركة،وبث الإذاعة عبر الأقمار الصناعية،وإنشاء مواقع على الإنترنت،وتطوير الخدمة الإخبارية،وتطوير البحوث الإذاعية” الأثر الأكبر فى تطور الكتابة الإخبارية للإذاعة والتليفزيون كما انها أهتمت بالمقدمة او الجملة الإفتتاحية للعنصر الأول من عناصر ومكونات الخبر الاذاعى وأعتماد الإذاعة فى صياغة الأخبار على أسلوب الهرم المقلوب بمعنى أنها تبداء الخبر بذكر أكثر عناصره أهمية ثم تتدرج العناصر بعد ذلك حسب أهميتها إلى أن تصل إلى رأس الهرم ” العنوان ،والمقدمة ” وتعتمد قواعد مقدمة الخبر على جذب انتباه المستمع والمشاهد وإثارة فضوله من خلال مقدمة قصيرة تهتم بالتركيز والقصر والحيوية ويفضل أن يكون ذلك من خلال مقدمة خفيفة وجادة وتشويقية على شبكات الاتصال والبث والإنترنت كمصادر للأخبار وكما ترجع أهم خصائص الراديو كوسيلة مناسبة لتقديم الأخبار إلى “التغطية الواسعة،وتخطى حاجز الفقر والأمية،وذاتية الراديو كوسيلة إتصال،وقابلية الراديو للتصديق،وتنوع جمهور الراديو “ — وكما تتعدد أنواع النشرات الإخبارية فى الإذاعة والتليفزيون إلى “نشرة الأخبار العامة،ونشرة الأخبار المحلية،ونشرات الأخبار المتخصصة” وتقدم النشرات الإخبارية تقدم الأخبار مع ذكر موقع حدوثها وأخرى تقدمها مع عدم ذكر موقع حدوثها من خلال نشرة الأخبار التفصيلية او موجز الأنباء او قطع للبرامج حسب الأهمية المطلقة للخبر وتنوعه وحيويته وسلاسته وترابطه الخبرى ونهاية النشرة …… جاء ذلك فى ضوء دراستنا للإعلام العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة لعلم من علوم الإعلام ” الأخبار الاذاعية والتليفزيونية ” لأساتذتى الأجلاء الأستاذ الدكتور سامى الشريف والدكتور سعيد السيد