أنا الغدة التى تجلس فوق الكلية وأسمى «الغدة الكظرية»، ولى أخت تجلس فوق الكلية الأخرى، ونشكر جراحى الكلى والمسالك البولية لحرصهم علينا أثناء الجراحة على الكلى، لى قلب وجسد من ثلاث طبقات، أما عن قلبى فهو الذى يتلقى الأمر مباشرة فى جزء من الثانية من المخ! فأدفع بالأدرينالين الذى يجعلك تهرب أو تهاجم، كما أدفع بالدم إلى قلبك ومخك حتى تفكر جيدًا فى هذا الموقف العصيب.
أما عن جسدى، فالطبقة الخارجية ورمزها G، تتلقى الأمر من الغدة المايسترو المسماة «النخامية» والمقيمة فى العلالى، أعنى المخ، يأتينى الأمر: «الضغط واطى، اتصرفى!»، فورًا أستجيب للأمر وأفرز هرمون اسمه «الدوستيرون»، يأمر الكلى بعودة الماء والصوديوم من البول للدورة الدموية فيرتفع الضغط!، خذوا حذركم منى لأنه إذا اتجننت بعض خلايا طبقتى هذه أو أصابنى ورم، فهذا هو الضغط العنيد الخبيث، وعليكم بالتحاليل والأشعة المقطعية أو الرنين.
أما طبقتى الثانية وهى تحت الأولى، ويرمزون لها بالطبقة F، فهى تتلقى الأمر من المايسترو: «إلحقى صاحبك أو صاحبتك، السكر هابط فى الدم».. أقوم فورًا بإفراز الكورتيزون الذى يحول الجليكوجين فى الكبد إلى جلوكوز.. صحيح أنى أُضعف جهاز المناعة، ولكنها فترة قصيرة، كما أُضعف العظام، ولكنها أيضًا فترة مؤقتة.
أما الطبقة الثالثة من جسدى فهى تحت الطبقتين السابقتين، ويرمزون لها بالحرف R.. هذه الحروف الثلاثة رموز لأسماء لاتينية لا داعى لكتابتها، هذه الطبقة تتلقى أوامرها من السيد الساكن هناك فى الجمجمة والمسمى «النخامية»، فتقوم بإفراز كميات قليلة من الهرمون الذكرى، هذا الهرمون يقوم بصفات الذكورة عند الذكور مثل الذقن والشنب، طبعًا بالإضافة للهرمون الذكرى الذى تفرزه الخصيتان، الشىء العجيب أن طبقتى الثالثة هذه تفرز نفس الهرمون الذكرى عند الإناث! لأن له وظيفة مهمة جدًا عند النساء ألا وهى الرغبة الجنسية، كما وجدنا البرودة الجنسية عند المرأة التى يقل لديها هذا الهرمون، ولكن إياكم أن تفسروا كل حالة برودة جنسية عند المرأة بتقصيرى فى إفراز هذا الهرمون، فأنا أذكركم بما قالته سيمون دى بوفوار:
«ليست هناك نساء باردات، هناك رجال حمقى أغبياء!». أنا وأختى كالديدبان الساهر لملاحظة الأخطار التى تحيط بكم من الخارج أو من داخلكم كالسكر المنخفض أو الضغط المنخفض.. فإذا استقرت الأمور، أرسلنا لِسِتّنا النخامية وسيدها الهيبوثالماس Feed Back: «كله تمام وأنتم فى الأمان!».
فها هو ذا أمير الشعراء يشدو:
تلك الطبيعة قف بنا يا سارى/ حتى أريك بديع صنع البارى