لم يكن سؤال أين ” الكبير ” في حياتنا ؟ عند طرح مشكلة أرتفاع نسبة الطلاق في مصر ، سؤال عابر ، بل كان بدايه لوضع أيدينا على أساس المشكلة ليس في أمر الطلاق فقط ، ولكن في معظم مشاكلنا الحياتية ذات الصبغة الاجتماعية ، وهذا ما أتضح من تعليقات أصدقاء الصفحة ، التي كانت أقوى من البوست نفسه ، لأنها لمست حقيقة وعمق المشكلة ” فقدان الكبير ” ، ليس في الطلاق فقط ولكن في أمورنا الحياتية ، فالكبير بخبرته وحنكته هو السند والضهر والأمان والقانون بلا نصوص للفرد أو الأسرة أو الحي أو المجتمع ، وهذا أمر ليس بجديد ، فقد عاش جيلنا قيمة وجود ” الكبير ” في حياتنا الاجتماعية . لكن ما لفت نظري عمق التعليقات على بوست ” الكبير ” كأننا حددنا مكان الجرح نفسه وضغطنا عليه ، لنخرج بأبعاد وملفات جديدة نحتاج الي فتحها مهما كانت حساسيتها ، ” فالكبير ” كان جرس إنذار كما وصفه أحد الأصدقاء لمشاكل كثيرة في حياتنا تحتاج إلى وجوده ، لدرجة الاستعانة بواحدة من مأثوراتنا ( اللي ملهوش كبير ، يشتري كبير ) ، عبارة تحمل الكثير من المعاني توضح مفهوم الكبير وقيمته في حياتنا . لكن يبقى السؤال من وراء إختفاء ” الكبير ” ومن المسؤول عن ذلك هل هو المجتمع في شكل ” الدولة ” ، هل هي الأم التي فقدت الكثير من أساسيات دورها كأم في تربية أولادها ، هل هي المفاهيم المغلوطة البعيدة عن ثوابتنا ، التي بدأت تظهر في المجتمع لهدم الأسرة والغاء فكرة ” الكبير ” ، هل الابتعاد عن الدين بسبب الاسلوب المنفر للكثير من المشايخ ورجال الدين ” شيخ الجامع أو قس الكنيسة ” والذي يمثل ” الكبير ” لكثير من شرائح المجتمع ، أم إننا كجيل ” الآباء ” والذي تربى على وجود ” الكبير ” ، لم يستطع توصيل فكرة ” الكبير ” لجيل الأبناء لفقد جيلنا مقومات ” الكبير ” ، وبالتالي فاقد الشئ لا يعطيه ، أم هي المدرسة ومناهج التعليم ( كتب التربية الدينية والتربية الاجتماعية ) التى تدرس لأبنائنا والتي تتسم بالسطحية وعدم العمق ، إم صعوبة الحياة المعيشية وانشغال الأب بالبحث عن لقمة العيش ليكفي متطلبات بيته ، أم القوانيين الجديدة التي أعطت للمرأة حقوق تم أستغلالها من قبل المرأة نفسها بصورة خاطئة واصبحت في استغناء عن ” الكبير ” ، ويبقى السؤال أين ذهب ” الكبير ” ؟ هل كل هذه الأسباب وراء اختفاءه ؟ أم هناك أسباب أخرى ؟ وهل نحن بالفعل في حاجة اليه ؟ أم إنها ظاهرة وولت ؟ وماهو السبيل لعودة الكبير في حياتنا ؟ . وللحديث بقية .