الحياة تبدأ بى، سواء فى المملكة النباتية أو الحشرية أو البشرية وطبعًا الحيوانية! بل إن الكون انبثق عن بيضة، كما جاء فى الحضارة المصرية القديمة، انظروا إلى مفتاح الحياة، التقى الضلع الأفقى «السماء» بالضلع الرأسى «الأرض» فتولدت بيضة الحياة. أنا عملاقة تروننى بالعين المجردة فى المحلول، بينما ما تسمونها الكائنات المنوية، إنما هى أقزام بالنسبة لى! تصوروا أنها من خمسة عشر مليونًا إلى مائتى مليون كائن منوى «بدلًا من حيوان» فى الملليمتر المكعب! جدير بالذكر أن كلمة منوى نسبة إلى رب الخصوبة المصرى MIN، وقد استعار الغرب هذه الكلمة فأصبحت SEMEN! أنا واحدة وحيدة كل شهر، فإذا لم أصبح جنينًا، تكن جنازة دموية أربعة أيام اسمها الدورة الشهرية، بينما الملايين من هذه الكائنات المنوية تذهب إلى غياهب النسيان.
لا حس ولا خبر لأن العدد فى الليمون! ولكن لأنى طيبة القلب، قد أسمح لواحد من هذه الكائنات الدقيقة بأن يدخل إلى قلبى «النواة»، ولكنى أقطع ذيله عند الدخول، لأن من قوانينى عدم اللعب بالذيل بعد هذا الزواج الميكروسكوبى! كذلك أفرز جدارًا سميكًا أمام الملايين من الكائنات المنوية من حولى لأن من قوانينى أيضًا: عدم تعدد الأزواج! هذا الذى أنقذته من موت محقق وكنت قارب النجاة له فى هذا المحيط المظلم، قد يحمل كروموزوم X أو كروموزوم Y، فيكون الجنين أنثى فى الحالة الأولى، ذكرًا فى الحالة الثانية، أما أنا فأحمل نوعًا واحدًا من الكروموزومات كروموزوم X، وكأن الطبيعة تقول لكم: أنا زى ما أنا.. وأنت بتتغير!
هذا الكائن العجيب الـSPERM الذى يعتقد أن الدنيا أخذت حبوب منع الحمل فلم تعد قادرة على إنجاب مثله، لا يعرف أنه لولا هرمونى الأنثوى لما كان هو فى صلب أبيه «الخصية».
هذا الهرمون الموجود فى خلايا اسمها سرتولى أو الخلية الأم SERTOLI مليئة بالحليب الأنثوى، يضع عليها أبونص لسان رأسه ويرضع منها حتى يكتمل نموه! قالت سيمون دى بوفوار: الرجل تلده امرأة، ترضعه امرأة، تكبره امرأة، تسعده أو تشقيه امرأة، تمرضه فى مرضه امرأة، فالرجل هو طفل المرأة مهما كبر! الطبيعة أغدقت علىَّ كثيراً لأنها أعطتنى سرها الأعظم ألا وهو الخلق والميلاد، فالمرأة هى الأقوى بيولوجيًّا، وهى الأطول عمرًا.. ست سنوات فى متوسط الأعمار، كما أن نسبة التخلف العقلى عند الذكور ضعف الإناث! كما أن مرض الهيموفيليا نحن نحمله، والرجال يعانون منه.
بالله عليكم خبرونى لماذا الحظ السيئ دكر، واللبان المر دكر! والعجول تذبح والإناث تبقى، والديوك تذبح والدجاج يبقى، وذكور النخيل إلا واحدة «للتلقيح» تحرق والإناث تبقى! حتى فى الحروب يذهب الرجال وتبقى النساء، حتى ذكور الوعول، تتناطح بالقرون، وقد يبقر أحدها بطن الآخر من أجلى، وقد تتشابك القرون فيموت الاثنان، فأبحث عن ذكر ثالث.
فى التوالد العذرى، أو إثارتى ببعض الكيماويات، أنقسم وأعطى مثلى «تجربة على الديكة الرومية، وإثارة البويضة بالفيروسات، نجحت التجربة»، معنى هذا أنى قادرة أن أكون أمًّا دون أب، أما أنت يا غضنفر «أسد» فلا يمكنك أن تكون أبًا بدونى!.
عليكم يا معشر الذكور احترام بناتى، فأنا أقطع ذيولكم، وأمزق الطاقية التى فوق رؤوسكم حتى تدخلوا إلى محرابى حاسرى الرؤوس، مقطوعى الذيول! فى تجربة مثيرة لأحد العلماء، عشر دجاجات تعيش فى سلام، حقن كل دجاجة بالهرمون الذكرى تستوستيرون، تحولت إلى ديوك واندلعت المعارك بينها، فقال: الهرمون الذكرى هرمون حروب، والهرمون الأنثوى هرمون سلام، ولن يعود للعالم سلامه إلا إذا حكمته المرأة لأن هرمونها يبنى، وهرمون الذكر يهدم، والحمد لله أن مصر هى أم الدنيا وليست أباها.