تخيلوا دولة بلا شرطة أو قوات مسلحة! أنا شرطتكم وقواتكم المسلحة التى تحميكم من الفوضى وبالتالى الفناء!.. أنا بالمرصاد لكل معتدٍ أثيم من الخارج تحت اسم فيروس أو بكتيريا، أو مجرم سرطانى بالداخل «خلايا سرطانية تجول تصنع شرًا فينا جميعًا»، أجرى وراءه وألتهمه التهامًا.
أنا خلايا بيضاء أولد فى نخاع العظام، ولى محطات استراحة كالغدد الليمفاوية، وعددها ثمانمائة، والغدة الثيموسية فى القفص الصدرى بين الرئتين تحت الرقبة والطحال والكبد، أما أنا فأجرى ليل نهار كالديدبان الساهر على سلامتكم.. لعلكم لا تعرفون أن نخاع عظامكم يقذف للدم ثمانين مليون كرة دم بيضاء فى الدقيقة الواحدة!!. هناك على حدود دولتكم الجسدية درع واقية «الجلد»، ولكن به فتحات كالفم، والأنف، والأذنين!، ولكن الله زودها باللعاب والمخاط والشمع، للإمساك بأى متطفل شرير، فإذا استطاع هذا المجرم أن يخترق الحدود «جرح»، أو يعبر من الفتحات للداخل، كنا فى انتظاره بخلايا تلتهمه Macrophages خلايا بيضاء كالدبابات، أو نسممه T-cytotoxic Cells، أو خلايا مزودة بسكاكين انتحارية لقتل الخلية بما فيها من فيروسات.. وعندى خلايا لا تنسى الأسية، فإذا عاود المجرم العودة مرة ثانية، عرفته ودمرته فورًا دون أن تحسوا بالمعركة التى عانيتم منها أول مرة، هذه الخلايا نسميها Memory Cells.
لعلكم تسألون كيف تخرج جيوشى من الدورة الدموية لمهاجمة البكتيريا التى حول الخلايا؟، أقول لكم إنها Mast-Cells التى تفرز مادة الهستامين حتى تتسع جدران الأوعية الدموية ثم تحشر نفسها Squeeze حتى تخرج من الجدار لساحة المعركة! ولكن المؤسف أنه قد يصيبنى عمى البصر والبصيرة فأهاجم خلايا الإنسان الذى أعيش بداخله، وهذه هى أمراض المناعة كالروماتويد والذئبة الحمراء.
قدموا لى الغذاء الذى يقوينى ويجعلنى قادرة على خدمتكم، أعنى: الثوم – البصل – الليمون – البيض – البرتقال – البنجر – السبانخ – الجزر، الهواء الطلق – التنفس العميق – الرياضة الخفيفة، ولكن أهم من هذا كله.. الغذاء الروحى! أعنى راحة البال!. إن القلق والتوتر والخوف تجعل الغدة الكظرية تفرز الكورتيزون، وهذا يضعفنى تمامًا، كما تفرز الأدرينالين الذى يجعل الأوعية الدموية فى حالة انقباض، فلا تستطيع جنودى الخروج لساحة المعركة حتى تقوم بدورها فى معركة الموت أو الحياة. العقل فوق المادة والحالة النفسية فوق جهاز المناعة!.
هيرمان شوارتز فى كتابه «Art OF Relaxation»، أى «فن الاسترخاء» أو «إراحة الأعصاب»، يقول: شبكة دورتك الدموية تتحكم فيها شبكة أعصابك، وهذه الشبكة العصبية يتحكم فيها عقلك وقلبك!. ثم يقول: إن كل ابتسامة تضيف إلى عمرك يومًا، وكل ضحكة من قلبك تضيف إلى عمرك أسبوعًا، وكل دمعة تمسح من عمرك يومًا، وكل دمعة فى قلبك لا تذرفها تقصف من عمرك شهرًا.
الأرقام خير لغة، عشرة بالمائة من النساء يصبن بسرطان الثدى على سن الستين، ولكن النسبة ترتفع إلى ستة عشر بالمائة لمن تعرضن فى حياتهن إلى كوارث كالطلاق أو فقد عزيز من الأبناء أو الأزواج.
كان عندى مريضة فى كامبردج، وحين اطلعت على التحاليل ظهرت على وجهى علامات القلق.. كيف هى على قيد الحياة حتى الآن؟! نظرت إلىَّ وقالت: منتظرة ابنى حتى يعود من إيطاليا مساء اليوم!. وعاد ابنها، وفارقت الحياة صباح اليوم التالى. وكأن الموت أو موعد الرحيل قرار شخصى يخضع لمادة ضد الموت، والليسوزوم.. لهذا حديث شرحه يطول!.