فى لقاء مع الدكتور أحمد خالد توفيق يقول الكبت أزمة عنيفة في كل المجتمعات لكنها أعنف في مجتمعنا ولا أعني بهذا الكبت الجنسي فحسب بل العجز عن التعبير عن الغضب أو القهر أو الغيظ. تأمل لو أنك انفجرت في رئيسك غاضبًا وقلت له رأيك فيه فالنتيجة هي: إنت مش عارف شغلك يا أفندي.. خصم 15 يوم ومن بكره في الشئون القانونية!.
تنفجر في أستاذك فتكون النتيجة: مجلس تأديب وفصل..!.
تنفجر في الضابط المستفز فتكون النتيجة: إنت حتطول لسانك يا روح تيييييييت؟!
ثم: وبتفتيش المتهم قمنا بتحريز قطعة بانجو يحملها بغرض الاتجار.
تتشاجر مع زوجتك: إنت ازاي تكلمني كده؟! ماما كان معاها حق لما قالت إنك إنسان سافل!!..
تتشاجر مع أي واحد في الشارع. النتيجة هي أن تصحو في المستشفى لتتشاجر من جديد مع الممرضات!..
هكذا لا يوجد مكان يتحمل انفجارك على الإطلاق وهذه مشكلة حقيقية لذا يبحث الناس عن مخرج وهذا المخرج قد يكون غريبًا..
في كل رمضان سوف تقرأ في الصحف قصة العامل الذي ذبح زوجته وأحرقها بالكيروسين لأنه عاد للبيت قبل أذان المغرب وهي لم تنتهِ من طهي الفطور بعد. ا لأمر لا يتعلق بالجوع ولكن بإخراج شحنة الغضب والعنف الداخلي لأوهن سبب خاصة أنه لم يشرب شايًا أو يدخن منذ ساعات.. لهذا يصير خلقه أضيق من سم الخياط..