كتب حمدي حامد: صدر للكاتب الصحفى سعيد الخولى نائب رئيس تحرير جريدة “الأخبار” كتابه الجديد “..وزمن يتوعدنا” عن مجموعة من مقالاته المنشورة بعموده الصحفى بالأخبار “كلمة والسلام” و”يوميات الأخبار” على مدى مسيرته الصحفية الطويلة الممتدة لأكثر من 40 عاما عمل خلالها بالعديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، فضلا عن مجموعة مقالات نشرت على صفحته الشخصية بالفيس بوك وتدور فى معظمها حول رؤية الكاتب للزمن الذى عايشه فى الماضى وما يعايشه حاليا من تغيرات طرأت على الجو العام، يراها الكاتب فى صالح زمنه الماضى بمفرداته وأجوائه وما أفرزه من إفرازات أثرت بالإيجاب فى البشر وفى الحضارة.. وتتنوع الموضوعات التي يتناولها الكتاب ما بين فنية وأدبية وثقافية وسياسية وأغلبها يدور في فلك المقارنة بين الماضي الجميل رغم بساطته والحاضر القاسي رغم رفاهيته وتطوره. الكتاب الجديد صادر عن دار المسك للنشر وسيعرض بمعرض القاهرة الدولى الـ52 للكتاب الذى تبدأ فعالياته 30 يونيو الحالى. يُذكر أن الكاتب الصحفي سعيد الخولي صدر له كتابان، أولهما بعنوان “أوراق العمر الخضراء- نعكشة في الذاكرة” والثاني بعنوان “حكايات المتعة والعذاب” ويتميز أسلوبه بالرشاقة ولغة السرد الأخاذة والقدرة على سَبْك العبارات بلغة سلسة وأسلوب جذاب. وفي صفحات كتاب “وزمن يتوعدنا” للخولي نقرأ السطور التالية…
العام الأبيض فى اليابان يحتفل اليابانيون احتفالا خاصا مميزا هو الأكبر لمن يبلغ ٦١ سنة بمناسبة دخوله مرحلة جديدة من العمر.. ويحتفل الصينيون واليابانيون أيضا احتفالات سوبر بأعياد الميلاد ذات السنوات التكرارية بداية من ٦٦ ثم ٧٧ ثم ٨٨ و٩٩ لمن يبلغها ويعطون لها مسميات خاصة؛ فمثلا ٨٨ يسمونه عام الأرز و٩٩ يسمونه العام الأبيض إمعانا في إعطاء الأمل والبحث عن حافز جديد للعطاء والإيجابية في الحياة مع امتيازات وتكريمات واحترامات مجتمعية للمسن.
أما هنا فما يكاد الرجل يناهز الخمسين حتى ينال من الألقاب والتكريمات التي هي في حقيقتها تكريهات؛ ما يخرجه من دائرة الفاعلية في المجتمع فهو الرجل البركة ثم الكهنة ثم العجوز المتصابي ثم اللي ماسك في الدنيا بايديه وسنانه ثم اللي حياخد زمنه وزمن غيره واخيرا ما تريحنا بقي العيال شابت وانت موَتْوِتْ فيها واعتقد ان الكلمة الأخيرة ترجع إلى كلمة الوتد دلالة على ثباته في الأرض .
أما المرأة فلا تنجو من المسميات هي الأخرى ما بين الحيزبون إلى أم قويق وأم اربعة وأربعين والشبح وامنا الغولة ثم الكركوبة. هذا علي المستوى المجتمعي والشعبي أما الحكومي والرسمي فسن الستين هو سن بلوغ الرجل او المرأة جزاء خيل الحكومة كما يقول المثل؛ فيتحول الحصان ذو الدلالة على الجمال والقوة إلى سحب عربة كارو أو رصاصة تجعله طعاما لحيوانات حدائق الحيوان آكلة اللحوم وإن كان الجزارون حاليا يتسابقون علي لحم الحمير ليأكله بنو آدم ..
فما بين ستين سنة وستين سنة ويوم تصاب المخصصات المادية للمسن العجوز بهبوط مفاجئ والرعاية الصحية تنتقل من كفالة الحكومة أو الهيئة التي كان يعمل بها إلى رذالة التعامل مع التأمين الصحي وعلاجاته التي مثل الماء لا طعم ولا لون ولا فعالية ويضطر المسكين لشراء علاجاته بنفسه لتغتال مبلغ المعاش المصاب بالسل والنحافة وسوء التغذية وانعدام الدماء ناهيك عن فقر دم الاهتمام المجتمعي والحكومي. وبينما يتفنن الصينيون واليابانيون في اختراع مسميات تغذي الأمل يتفنن مجتمعنا وحكوماتنا في إعطاء المسن مسممات تدني الأجل.