كتبت نجوى نصر الدين
تعد هزيمة حرب يونيو1967 ذكرى حزينة مؤلمة فى نفوس المصريين والسوريين والأردنيين بل العرب جميعا لما تحمله من مرارة الهزيمة التى أدت لاحتلال اسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية وهى تعتبر ثالث حرب فى الصراع العربي الإسرائيلي حيث أدت لمقتل حوالى عشرين ألفا وتدمير 80% من العتاد الحربي بالإضافة لعدد كبير من الجرحى والأسرى
وتهجير معظم سكان مدن القناة وسكان محافظة القنيطرة فى سوريا وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة ومحو قرى بأكملها
كما أدت إلى فتح باب الاستيطان فى القدس الشرقية والضفة الغربية
باختصار تجرع العرب وخاصة مصر مرارة الهزيمة المخزيةو التى افقدت المواطن الثقة فى قياداته بعد ان اكتشف الاكذوبة التى عاش فيها وكان من أهم أسباب وقوع الهزيمة على سبيل الايجاز،:
اعتماد القيادة السياسية والعسكرية وقتها على المظاهر والشعارات الجوفاء والأكاذيب وليس الحقائق
إصابة الجيش المصري بحالة من الضعف العام نتيجة اشتراكه فى حرب اليمن واستنزاف قدراته وإمكاناته
وجود تصدع فى حالة الإجماع الداخلى حول نظام عبد الناصر نتيجة الممارسات الاستفزازية ضد المعارضين لحكمه
عبد الناصر ونزعة العظمة بعد زيارته للقاعدة الجوية فى منطقة القناة وإعلانه أنه مصمم على قفل مضيق تيرانا فى وجه الملاحة الإسرائيلية ومنع مرور السلع الاستراتيجية لإسرائيل في المضيق حتى لو كانت محملة على سفن ليست إسرائيلية وقام بعقد مؤتمر صحفي وقام بالرد على المراسلين الأجانب الذين سألوه لو تدخلت القوى الكبرى مثل أمريكا وبريطانيا لفتح المضيق ماذا ستفعل؟
رد بأنه سيتم مواجهتهم بقوة لم يعملوا حسابها!!!
وذلك على الرغم من أنه ليس لديه جيش قوي أو معدات وأسلحة ثقيلة اوطائرات
وكانت أخطاء عبد الناصر سببا رئيسيا فى النكسة فقد وعد الجميع بمجد لم يحلموا به ففوجئوا بنكسة هوت بالجميع من أعلى قمة إلى أسفل سافلين
ومن المثير ان عبد الناصر قبل النكسة بيوم واحدقد أكد أنه على احر من الجمر في انتظار هذه المعركة كى يعلم العالم من هم العرب؟ ومن هى اسرائيل؟
والأغرب والادهى أن القيادات العسكرية فى ذلك الوقت لم تكن بالمستوى السياسي والعسكري المدرك لأخطار المواجهة مع إسرائيل ولم يتخيلوا كقادة
أبدا أن الإسرائيليين سيهجمون كما أن دفاعنا الجوى كان تمثيلية ولم يكن هناك أى دفاع جوي كذلك استعداء نظام عبد الناصر لأطراف عربية خاصة البلدان التى تتمتع بنظام حكم ملكى وبعض دول الخليج
ولم يتم الخروج من مرارة الهزيمة الا بعد حرب اكتوبر 1973 وانتصار مصر على إسرائيل بقيادة الزعيم السادات رحمه الله
الهزيمة فى تلك الأحوال لابد أن تكون هزيمة متوقعة ومؤكدة لأن الأحداث بما كان فيها من مظاهر فساد واستبداد وديكتاتورية وشعارات جوفاء وأكاذيب واغانى وطنية تدغدغ المشاعر والأحاسيس وابواق إعلامية تشيد بقوة مصر وقوة الجيش ملئت الأرض بالاكاذيب والأخطر أن القيادات العسكرية والسياسية وقتها كذبوا وصدقوا أنفسهم
لابد أن نعتبر من هذه الذكرى بأن نعلم أن إسرائيل هى العدو الحقيقي لجميع العرب
أن نكون على حذر وعلى استعداد تام للدخول فى اى مواجهات
وفق الله قيادات البلد السياسية والعسكرية لما فيه الخير والصلاح
تمنياتي بنصر دائم
تحياتي
نجوى نصر الدين