كتب // وائل عباس
تكلمنا في المقال السابق عن الأحداث التى جرت مؤخرا في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأبعاد التى تقف كل دولة عندها وكيفية أستخدام القضية الفلسطينية لخدمة أهدافهم وعن الدور الأمريكي فى سحب هذا الملف من القاهرة وتحويله إلى دولة بحجم قطر . وتلك كانت رسالة إذلال لحسنى مبارك الرئيس المصري الذى خدم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لصالح دعم وجوده على سدة الحكم وأنفراده برئاسة أكبر دولة عربية . فحسنى مبارك كان رجل الولايات المتحدة الأمريكية الأول منذ التخطيط لأغتيال الزعيم // أنور السادات . حتى بدأ فى مساومتهم ومعاملة الإدارة الأمريكية بندية وكبرياء . لما تملكه مصر من مقومات كان أحدها هو الملف الفلسطيني وأمن إسرائيل . وتحول الملف إلى الدوحة وهناك ظهرت الحقيقة عارية . فقادة المقاومة الفلسطينية وتحرير الأرض أصبحوا هم صمام الأمان لإسرائيل . وضمانا حقيقيا لأستقرارهم . وحتى تتجمل الحقائق كانوا يتزاورون إلى المرشد الأعلى الإيراني فى طهران حتى يظهروا لشعبهم مدى كفاحهم وليساوموا ويزايدوا على الدول العربية كالمملكة السعودية وباقى دول الخليج ومصر .
ولكنهم لم يستطيعوا أن يملؤا الفراغ الذى تركته الدولة المصرية وظهر هذا جليا في الأحداث الأخيرة . والتى أجبرت الطرفين على قبول الهدنة والأنصياع للدور المخابراتى المصرى . وهذا ما عجزت عنه كل دول العالم حتى الولايات المتحدة . فهى لم تستطع أن تضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ليوقف العمليات العسكرية على غزة . فالرجل مقبل على انتخابات وتلك فرصتة ليجدد لنفسه ويظهر حال نفسه بمظهر القوة وحامى الحمى أمام شعبه وأمام الصهيونية العالمية . ولكن جاء المارد المصري وأجبره على الرجوع إلى الخلف . وبالمثل مع قادة حماس الذين لم يستطيعوا أن ينفذوا الأوامر الإيرانية أو حتى يرسموا دورا للراعى الرسمى القطرى لحساباتهم البنكية . وفرضت مصر بما لا يدع مجالا للشك دورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية ووضع الرئيس السيسي الخطوط الحمراء لإسرائيل داخل إسرائيل .
وعندما نسترجع الدور القطرى الراعى الرسمى للقضية الفلسطينية ولقادة حماس فى فترة رئاسة الرئيس أوباما . نجده لم يخطو خطوة واحدة فى صالح الشعب الفلسطيني وإنما كان غرفة مغلقة برعاية رؤوس ومرشدى الإخوان وقادة حماس للانصياع للأوامر الأمريكية الملزمة بالحفاظ على أمن إسرائيل وتلك حقيقة أثبتتها الأيام ويعلمها القاصى والدانى .
إنهم لم يحققوا السلام ولم يخطوا لطريقه ولو بخطوة واحده . كل ما كان يسعون إليه هو أمن إسرائيل وتحقيق المخطط الرامى لإحتلال سيناء وتوطين الفلسطينين بها . من خلال تصدير الإرهاب العالمى بكل عناصره وجماعاته إلى أرض سيناء . أبتداء من داعش ومرورا بأنصار المسجد الأقصى وغيرهم الكثير وبمساعدة خونة حماس الذين اتخذوا من الإنفاق دربا للوصول إلى أحلامهم . ولكن هيهات . فمصر فى رعاية رب كريم وبها خير أجناد الأرض وحباها الله بقيادة وطنية مخلصة بعد عقود من الخيانة والعمالة .
وتبقى مصر أبية شامخة تفرض نفسها على مسرح الأحداث العالمى لا يستطيع أحد أن يستبدل دورها أو أن يزعزع استقرارها .
حفظ الله مصر رئيسا وجيشا وشعبا