كتب // وائل عباس
لا شك أن فلسطين أرضا . وقضية . وشعبا . هى أمن قومى وعمقا استراتيجيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا من الدرجة الأولى … ووو ………. إلخ
وكانت مصر منذ عهد الملكية هى الاب الشرعى والراعى الرسمى لفلسطين . مرورا بالتحول إلى الجمهورية . بداية بالزعيم //جمال عبدالناصر … ووصولا إلى الرئيس // عبدالفتاح السيسى .
ولم يتخلى الأب يوما عن القضية فبذل مالا تستطيع أى دولة أن تبذله تجاه فلسطين وشعبها . مرورا بكل الحروب التى خاضها مع الكيان الإسرائيلي وما بذله من شهداء وتضحيات لا تستطيع أى دولة أن تبذلها . ناهيك عن الدعم الأقتصادى والدبلوماسى مرورا بأحتضان القضية وشعبها وأيواء لاجئيها .
أن الدور المصري لا يمكن أغفاله أو تبديله . يرسم ملامحه ويحدد أبعاده قوة مصر وجغرافيا أرضها . والقيادة السياسية التى على رأس الدولة المصرية .
ومن هنا تفرض مصر نفسها على ملعب احداث السياسة الدولية . فاستقرار هذه المنطقة الساخنة الأحداث . وبالأخص أمن الكيان الإسرائيلي وفرض وجوده وسط الدول العربية يمثل لكثير من الدول الكبرى وحكامها تكليفا مهما واشتراطا للوصول إلى سدة الحكم فيها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية .
ولكن بدأت أسهم الدور المصري في الإنخفاض منذ أن تولى مبارك الحكم في مصر وبدأ فى التنازل عن الدور المصري شيئا فشيئا . وساوم مبارك على هذا الدور لصالح عملية التوريث . فكانت ردة فعل الولايات المتحدة الأمريكية وقامت بأستبدال الدور المصري بدويلة صغيرة لا تمتلك اى مقومات ذات تأثير على النزاع القائم بين الشعب الفلسطيني والكيان الإسرائيلي . فاصطنعوا لها مقومات وجمعوا لها قادة تنظيم الإخوان فى مصر فحصلوا على الجنسيات القطرية ووجدوا فيها الملاذ والدعم حتى يستطيعوا التحكم في قادة حركات المقاومة كحماس وعلى رأسها خالد مشعل وإسماعيل هنية . الذين استغلوا فرصة المزاد فزايدوا وانتهزوا الفرص وسعوا للمصالح الشخصية والحسابات البنكية وتاجروا بالقضية لصالح أنفسهم . ودخل معهم على الخط قيادات حركة فتح . فهذا المزاد لا يجب أن ينفض وتضيع عليهم الفرص . فركبوا الأمواج وعاموا مع التيار . وأصبحت قضية فلسطين الوطن والشعب ما هى إلا مزايدة على يد قواده . من أكبر حركتين فلسطينيين يتحكمان فى زمام الأمور ويتمتعان بالشعبية والدعم من الشعب الفلسطيني .
ودخلت إيران على الخط وزايدت فى المزاد وربح البيع مع قادة فلسطين الأسيرة فعقدوا اللقاءات واتموا الصفقات مع الجمهورية الإيرانية وحزب الله الموالى لها . وأنتقلت ملفات القضية من تحت الأيادى المصرية في ظل ضعف مبارك وصراعات السلطة . إلى الدوحة في قطر بالمشاركة مع تركيا وإيران لصالح استقرار اسرائيل . وإرضاء للولايات المتحدة الأمريكية . وكيدا فى مصر .
فهل استطاعوا أن يملؤا الفراغ الذى تركته الدولة المصرية ؟ أو استطاعوا أن يخطوا ولو خطوة واحدة فى صالح الشعب الفلسطيني ؟ أو هل استطاعوا أن يحققوا السلام فى الشرق الأوسط ؟
كل هذه الأسئلة ستكون محور المقال القادم .
أنتظرونا