الولايات المتحدة ترسل تعزيزات عسكرية لتأمين عملية الإنسحاب. الوجود العسكرى للولايات المتحدة والناتو فى أفغانستان دام نحو 20 عاماً دفعت الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية إضافية الى أفغانستان لحماية القوات الأمريكية وقوات التحالف المنسحبة. وإستمر الوجود العسكرى للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى (الناتو) فى أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاماً. وحدد الرئيس الأمريكى جو بايدن 11 سبتمبر/ أيلول المقبل موعداً نهائياً للإنسحاب وذلك بالتزامن مع الذكرى العشرين للهجمات التى أشعلت الحرب. لكن الإنسحاب يأتى وسط تصاعد فى أعمال العنف. ورفعت قوات الأمن الأفغانية حالة التأهب لأقصى درجاتها تحسباً لهجمات إنتقامية. وحذرت حركة طالبان من أنها لم تعد ملزمة بإتفاق بشأن عدم إستهداف القوات الدولية. وبموجب إتفاق تم توقيعه العام الماضى بين المسلحين والرئيس الأمريكى آنذاك دونالد ترامب، كان من المقرر أن تغادر القوات الأجنبية بحلول الأول من مايو/ أيار مقابل أن توقف طالبان مهاجمة القوات الدولية. قال الجنرال مارك ميلى، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، إنه تم نشر ست قاذفات بعيدة المدى من طراز بى-52، و 12 مقاتلة من طراز إف-18 لحماية الوحدات المغادرة المكونة من 2500 جندى أمريكى و16 الف متعاقد مدنى. وأضاف ميلى أنه، وبينما كان متمردو طالبان يشنون ما بين 80 و120 هجوماً يومياً ضد أهداف حكومية أفغانية لم تكن هناك هجمات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف منذ بدء الإنسحاب فى 1 مايو/ أيار. وقال وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، للصحفيين بعد أقل من أسبوع من بدايته، يسير الإنسحاب وفقاً للخطة”. فى 11 سبتمبر/ أيلول من عام 2001، قتلت هجمات فى الولايات المتحدة ما يقرب من 3 آلاف شخص. وسرعان ما تم تحديد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة آنذاك، بإعتباره المسئول عن الهجمات. ورفضت حركة طالبان التى كانت تحكم أفغانستان وتحمى بن لادن، تسليمه. لذلك وبعد شهر من الهجمات، شنت الولايات المتحدة غارات جوية على أفغانستان. ومع إنضمام دول أخرى الى الحرب تمت الإطاحة بطالبان بسرعة من السلطة. لكن مسلحى الحركة لم يختفوا بل نما نفوذهم مجدداً. ومنذ ذلك الحين، أخفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها فى وقف إنهيار الحكومة الأفغانية وإنهاء الهجمات الدامية التى تشنها حركة طالبان. يتزامن إنسحاب القوات الأمريكية مع إندلاع إشتباكات عنيفة بين طالبان والقوات الحكومية فى ظل غياب إتفاق سلام بينهما. وأسفر تفجير سيارة مفخخة فى ولاية لوكر الأسبوع الماضى عن مقتل حوالى 30 شخصاً وإصابة 110 – معظمهم تلاميذ. وقال بايدن إن الانسحاب الأمريكي مبرر إذ ضمنت القوات الأمريكية الا تصبح أفغانستان مرة أخرى قاعدة للجهاديين الأجانب للتآمر ضد الغرب. ومن جهته قال الرئيس الأفغانى أشرف غنى إنّ القوات الحكومية قادرة تماماً على إبعاد المسلحين. لكن كثيرين لا يشاركون الرئيس هذا التفاؤل ويعتقدون أن الإنسحاب الأمريكى قد يعيد البلاد الى أيام عهد طالبان المظلمة.