دائما وابدا ابحث عن الرجال الطيبين واستمع اليهم وخذ من تجاربهم دروسا مستفادة اذ قلما تجد رجالا نصمهم بالطيبة والرأفة ولكن اذا وجدتهم لاتتركهم فهم البقية الباقية من ارث الصالحين .
وشخصية اليوم احد الذين يعرفون بالطيبة وحسن السيرة وصفاء السريرة ونقاء المنبت وجمال الشعور وهو احد الطيبين من رجال الزمن الجميل حين تجلس اليه وتحدثه تجد الحياء والصوت الخفيض والتواضع وعدم مقاطعة الحديث واقتران كل كلامه بحمد الله ومشيئة الله تكلم معه وكلك ثقة ان حديثك امانة لديه وسر لا يفشيه حين كنت في مرحلة الطلائع كان الاستاذ عبد الوهاب السنبسي احد الذين جلسوا الينا يعلموننا ويوجوهننا ويضعونا علي مشارف مستقبل قريب .
كنت احس منه -دون غيره-بعطف وابوة وحنان وكان هذا الشعور يزيد عندي كلما التقيته في اروقة قصر الثقافة او مركز الشباب في معسكر عمل او رحلة او حفلة او اجتماع لم يكن هذا الرأي من عندي بل هو رأي كل من تعامل مع هذا الشخص طيب القلب جميل الخلق مع تواضع الكبار ولد الاستاذ عبد الوهاب فهيم السمان السنبسي في ١٩٤٧/١٠/٢ بالوقف وهو ينتمي الي احد العائلات المشهورة هناك وهي (السنابسة)بدا حياته العملية موظفا بمركزشباب نجع حمادي وتدرج في وظائفه حتي اصبح مديرا لادارة الشباب والرياضة بنجع حمادي ورئيسا لقطاع الشمال ثم مديرا لادارة دشنا ثم عاد الي نجع حمادي مرة اخري ليختم حياته الوظيفية بها عاش الاستاذ عبد الوهاب احد عشر عاما بالمملكة العربية السعودية (٨٧-١٩٩٨) .
وتزيد معرفتنا بالراحل الكبير حين نعلم انه شديد الحرص علي صلة رحمه لايترك مناسبة طيبة لعائلته او اصدقائه او معارفه او اي شخصية عامة الا وكان اول الحاضرين كنت اراه وهذه شهادة مني لوجه الله من مرتادي المساجد مؤديا للصلاوات الخمس في جماعة وكان يحب قراءة القران الكريم ومن عشاق الشيخ الشعراوي مارس السياسة جل عمره لكنها لم تستطع ان تغير من اخلاقه ومبادئه التي عاش بها ومن اجلها .
له من الابناء :احمد عبد الوهاب ذلك الشاب المهذب حسن الخلق خريج الحقوق والذي يعمل مأمورا لجمارك الاقصر وحاليا مأمور جمارك بشركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي والابن الثاني علي خطي والده خلقا وتواضعا الاستاذ محمود عبد الوهاب المحاسب بشركة صيادلة مصر ومقرها الالمنيوم وله ايضا ابنتان (ايمان وشيماء) .
كان صديقا لمجموعة هائلة من رجال هذا البلد كلهم يمتازون بالاخلاق والادب وكلهم له الباع الكبير في مجال عمله : الدكتور محمد فؤاد شاكر واللواء حسين السنبسي والاستاذ عثمان محمد عثمان والاستاذ عبد الصبور حمدي والاستاذ شحاتة محمد عثمان والاستاذ فتحي القاضي والاستاذ عادل السنبسي اسس جمعية السنباسة وكان مقرها مسجد القنطرة رئيسا لمجلس الادارة .
اسس شركة لسياحة الحج والعمرة ثم غير نشاطها وعرفت انه كان يشجع الكرة محبا للنادي الاهلي ولكن دون تعصب فهذا ليس من سمات شخصه الخلوق واستمر طموحه في حياته فترك لاولاده خير ما يترك والد لابنائه ترك لهم مايسترهم في الدنيا ماديا وترك لهم ميراثا اخلاقيا وهو خير ما يترك للابناء وتوفي هذا الرجل الطيب المحترم الخلوق في يوم ٢٠١١/١/٩ وترك لنا جميل الذكري وثراثا من المحبة والي اللقاء