الكاتب الكبير عبدالجواد الأنصاري متابعة: ممدوح السنبسي
شاءت أقدار الله أن نعيش أياما في الجنة عندما نقضي ايام رمضان فإنما نتنقل بين جنة وجنة كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم الصوم جنة نعم هو جنة اي وقاية وهو أيضا جنة وارفة الظلال لمن عرف قدر رمضان فما اطيبها من ايام نعيشها في الجنة نقضي أيامه بين فنن وفنن بين زهرة وزهرة من طيب الي أطيب حقا للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة إذا لقى ربه وهو الفرح الذي ليس بعده حزن الفرح الدائم والسرور المستمر الذي ليس بعده كدر وكذلك إذا افطر المؤمن بعد مشقة وجهاد للنفس احس بسعادة غامرة لا تضاهيها سعادة فرح بتوفيق الله فرح بصفاء الروح وتخليها من الاكدار والشوائب التي علقت بها طوال العام فبالصوم تصفو الروح وتحلق في سموات الكمال وتهيأ لليلة الموعودة ليلة القدر صفت النفس فاستحقت العفو والصفح من رب كريم عظيم حليم فهو سبحانه القائل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به لأن الصوم ليس فيه رياء لأحد إنما هو مراقبة وإخلاص لله في السر والعلن فمن هنا اختصه الله من سائر الأعمال أن يجزي به جزاء خاصا وما ادراك ما عطاء الله لخاصته انه الكرم والجود في أعلى درجاته فالصوم عبادة خاصة فيها جهاد بكل الجوارح فأنت تستطيع أن تجعل صيامك في القمة
وتستطيع أن تقضي يومك بدون جزاء ولم تنل من صيامك الا الجوع والعطش لو انك خرقت قانون الصوم ولم تلتزم بالقواعد التي رسمها الله لك في مراقبتك له في نظرك وفي حديثك وفي سعيك وفي يدك وفي وقتك انها منحة عظيمة تأتي كل عام لتخلصك من ادران المعاصي وتبدأ عامك طاهرا فلربما لا تصوم رمضان آخر والأحداث بيننا من يضمن أن يصوم رمضان القادم فليفعل ما يحلو له ولكنها ايام معدودة قال الله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيانات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه واتوقف عند الايه فمن شهد وكلما قرأتها كأن هاتفا يقول لي احذر ربما لا تشهد رمضان فأقبل منحة الله اخي الحبيب مساكين أولئك الذين يضيعون جل أوقات رمضان في العبث وكأن العام كله كان فيه عابدا زاهدا حتى يضيع هذه المنحة الربانية ما أجهل أولئك الذين يضيعون أوقاتهم سدى ولم يعرفوا أو يقصدون أن يتناسوا من يذكرهم بعبادة ربهم وان صلى وجلس يقرأ بعض آيات قرآنية يشعر بثقل عظيم السبب ان المعاصي ملأت القلب فلم يتسع للطاعة فأصبح فرحا بالملذات التي تملأ صحيفة عمله فارا من كل عمل يقربه إلى ربه وقبل أن يبادرني احد باللوم اقول بعض الناس وليس الكل ونحن كذلك نتهم أنفسنا قبل الناس بالتقصير كن حذرا وكن فطنا لنفسك ولا تتبع النفس هواها واستمتع بجنات رمضان لتفرح في الدنيا والآخرة وتسعد سعادة لا تشقى بعدها أبدا كل عام وانتم بخير