كتب /ايمن بحر اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب . يُنتظر أن يعلن الجيش البريطانى تقليص عدد جنوده بحوالى 10 آلاف جندى، كجزء من الإعتماد بشكل أكبر على الروبوتات والطائرات بدون طيار. ومن المرجح أن تشهد المراجعة الدفاعية خسارة بعض الدبابات والطائرات – لكنّ الحكومة قالت إنه سيكون هناك عدد أكبر من السفن والغواصات والبحارة. وسيخفض عدد الجنود فى الجيش البريطانى النظامى الى حوالى 72 الف جندى، بعد تخفيضه سابقاً فى السنوات الأخيرة. وسيدلى وزير الدفاع بن والاس، ببيان لشرح ذلك فى مجلس العموم فى وقت لآحق. وقال والاس لأندرو مار شو من بى بى سى وان إنه إتخذ قرارات فى سياق زيادة ميزانية الدفاع. وإعتبر حزب العمال أن عدد جنود الجيش يُخفض فى وقت تزداد فيه التهديدات التى تواجه المملكة المتحدة. وأظهرت أحدث الأرقام أنه كان هناك نحو 80 الف جندى فى الجيش النظامى للمملكة المتحدة فى يناير/ كانون الثانى 2021، ما شكل إنخفاضاً من نحو 86 الف جندى فى أكتوبر/ تشرين الأول 2015. ويمكن القيام بالتخفيض الأخير فى عدد الجنود بشكل طبيعى داخل الجيش، عبر عدم إستبدال من يترك الخدمة بمجندين جدد. وكجزء من إعادة الهيكلة العسكرية سيتم تحويل مشاة البحرية الملكية الى قوة كوماندوز جديدة فى المستقبل تتولى العديد من المهام التقليدية للقوات الخاصة – القوة الجوية الخاصة وقوة القوارب الخاصة. وستتلقى القوة أكثر من 200 مليون جنيه إسترلينى من الإستثمار المباشر خلال العقد المقبل لتنفيذ عمليات الأمن البحرى وإستباق وردع المخاطر الخارجية ومواجهة تهديدات الدولة. وبعد نشر ما يسمى بالمراجعة المتكاملة المنفصلة للسياسة الخارجية والدفاعية الأسبوع الماضى، قال الوزراء إنّ التغييرات الكبيرة ضرورية لإنشاء جيش أكثر مرونة. ورفعت الحكومة الحد الأقصى للرؤوس الحربية النووية البريطانية من 180 الى 260 كجزء من تلك المراجعة. تصف الحكومة هذه المراجعة بأنها أهم مراجعة دفاعية وإستثمار فى القوات المسلحة منذ نهاية الحرب الباردة. وستخصص أموال إضافية للقتال فى المجالات الجديدة كالفضاء والإنترنت والروبوتات والطائرات بدون طيار. وتقول وزارة الدفاع إن القوات ستكون مجهزة بشكل أفضل، لكن عدد جنودها سيكون أقل. وقد تثير التخفيضات في الجيش النظامى قلق حلفاء بريطانيا مثل الولايات المتحدة. وقال وزير الدفاع الأمريكى الأسبق ليون بانيتا، لبى بى سى: لو كان الأمر يعود إلىّ لكنت سأحتفظ بمستوى القوات نفسه فى بريطانيا. وفى الوقت نفسه، ستُبعث قوات لمواجهة التطرف الإسلامى والنفوذ الروسى والصينى فى إفريقيا. وسترسل البحرية الملكية أيضاً حاملة طائرات جديدة الى المنطقة بين المحيط الهندى والهادئ مع إستبدال الفرقاطات القديمة وإرسال مزيد من السفن الحربية. وقد يكون لدى سلاح الجو الملكى البريطانى عدد أقل من طائرات اف-35 ممّا كان مخططاً له فى الأصل مع مقاتلة جديدة – Project Tempest – التى طُوِّرت فى المملكة المتحدة، ما عزّز الوظائف فة البلاد. إلا أنّ كل ذلك يتوقف على تسليم وزارة الدفاع مخططاتها فى الوقت المحدد وفى حدود الميزانية – وهو أمر غالباً ما فشلت فى القيام به. وستضع ورقة القيادة الحكومية خططاً لقدرات جديدة مثل الحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار. كما سيتم توسيع القوة الإلكترونية الوطنية وسيكون هناك قيادة فضائية جديدة لتنسيق العمليات الفضائية العسكرية والتجارية للمملكة المتحدة. وقبل نشر ورقة القيادة فى وقت لاحق يوم الإثنين قال والاس: من ضرب إرهابيى داعش فى العراق وتعطيل شحنات المخدرات وردع العدوان الروسى فى دول البلطيق، وصلت قواتنا المسلحة بالفعل الى حيث لم يصل آخرون. وأضاف: خلال السنوات المقبلة، سنوسع نطاق هذه المشاركة العالمية بشكل أكبر. وقال: عبر بصمة واسعة عبر العالم سنعمل بإستمرار من أجل ردع خصومنا وطمأنة أصدقائنا والإندماج مع حلفائنا والإستعداد للقتال إذا لزم الأمر. وقال وزير دفاع حكومة الظل فى حزب العمال جون هيلى إنّ الوزراء أمضوا أسابيع وهم يحاولون إخفاء نياتهم الحقيقية وإنّ التهديدات التى تواجهها بريطانيا تتزايد، لكنّ الوزراء المحافظين يخفضون أعداد الجيش مرة أخرى. وحدد برنامج يعنى بتحديد الفائض عام 2011 تخفيض حوالى 11 الف وظيفة بشكل إجبارى فى وزارة الدفاع بما فى ذلك حوالى 5 آلاف وظيفة فى الجيش. فى نوفمبر/ تشرين الثانى 2019، ردّ رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون على أسئلة حول التخفيضات المحتملة فى أعداد القوات بالقول: “لن نخفض عدد جنود خدماتنا المسلحة بأى شكل. سنحافظ على حجم قواتنا المسلحة. وأضاف هيلى: المزيد من التخفيضات فى الجيش يمكن أن تحد بشكل خطير من قدرة قواتنا على الإنتشار فى الخارج ودعم الحلفاء والحفاظ على دفاعات وطنية قوية والقدرة على الصمود.