كان دائما يراودنى سؤال لم تستقر إجابته فى صدرى إلا من خلال الأحداث وتحليلها .
ما هى الزعامة ؟ ومقوماتها ؟وكيف يكون القائد أوالرئيس زعيما ؟ أن كانت الزعامة أن تكون قائد عسكري على قمة هرم المؤسسة العسكرية . فالرئيس مبارك كان على قمة المؤسسة العسكرية ولكنه كان رئيسا فحسب . ولم يرقى لدرجة الزعامة ولم يكن يمتلك مقوماتها . وحتى لو امتلكها فالزعامة من صفاتها الأمانة وصيانة العهد وتحمل المسئولية . ولم يكن مبارك كذلك .
أكتملت نظرتى للزعامة واستشعرتها بعلم اليقين عندما رأيت الرئيس // عبدالفتاح السيسي . وحللت تلك الشخصية ربما بمقاييسى المتواضعة تلك التى بداخلى . لكننى اطمئنيت لها .
هل هو قدر أن يكون الرئيس السيسي وهو أحد أفراد المجلس العسكري وليس أوحدهم أو ارفعهم رتبة . أن يصل لدرجة الرئاسة . لا . بل الزعامة . نعم فالرئيس السيسى استحق تلك الصفة .
الأجابة .. بالطبع لا … فلم يلعب القدر وحده ذلك الدور . فالرئيس السيسى كقائد عسكرى استطاع أن يتخذ قراره وبكل شجاعة ولم يفكر في عواقب ثورته بعقلية الطامح فى الرئاسة ولكنها عقلية القائد المسؤول فى لحظة مصيرية سيترتب عليها مصيره ومصير أسرته بالكامل ومصير معظم قادة الجيش . بل ومصير وطن بأكمله . لكنه أتخذ القرار ولم يلتفت سوى لمصلحة بلاده . وتلك هى الزعامة . الزعامة أن تتخذ قرار مصيرى حتى لو كان مجازفة بحياتك . بالظبط كما هو الحال في قرار حرب أكتوبر الذى اتخذه الزعيم // محمد انور السادات … اللحظات المصيرية لها رجال . فلا كل قادة الجيش يصلحوا ليكونوا زعماء ولا كل رئيسا زعيم . ولكن الزعامة تفرض نفسها . وللزعامة صفات أخرى لا يكفى مقال واحدا لسردها . وربما سنسردها الواحد تلو الآخر