اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب أدانت السعودية التدخل التركى العسكرى فى شمال سوريا فى إطار عملية نبع السلام قائلة إن المملكة تدين العدوان الذى يشنه الجيش التركى على مناطق شمال شرق سوريا فى تعدٍ سافر على وحدة وإستقلال وسيادة الأراضى السورية. أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية “تمثل إعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة محذرة فى بيان لها من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية. نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركى قائلة: هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً وإعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولى ويمثل تدخلاً صارخاً فى الشأن العربى. أعرب وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس لنظيره التركى مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التى تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والإتحاد الأوروبى من العواقب السلبية لهذا الهجوم والتى قد تصل الى تعاظم نفوذ تنظيم داعش فى سوريا مرة أخرى وذلك رغم تفهم المصالح الأمنية التركية أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه البالغ إزاء إستمرار الهجوم التركى، مضيفاً فى مؤتمر صحفى فى كوبنهاغن: فى الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أى حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا سوريا- قتلى فى قصف مشفى فى ريف حلب وإشتباكات عنيفة فى عين عيسى. شهدت ثلاث مناطق على الأقل فى سوريا توتراً دامياً جديداً إذ تعرض مشفى فى ريف حلب للقصف بينما دارت إشتباكات عنيفة قرب بلدة عين عيسى شمال سوريا، فى وقت تحدثت فيه عدة مصادر عن غارات تركية هى الأولى من نوعها منذ قرابة عامين. قُتل خمسة مدنيين يوم الأحد (21 مارس/آذار 2021) فى قصف مدفعى شنته قوات النظام السورى وطال مدخل مشفى فى مدينة الأتارب فى ريف حلب المغربى المحاذى لمحافظة إدلب، وفق المرصد السورى لحقوق الإنسان. غير أن مصدراً طبياً فى مشفى المغارة قال لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن 7 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 20 آخرين بينهم 7 من الكادر الطبى مضيفاً أن القوات الحكومية المتمركزة فى بلدة أورم الصغرى والفوج 46 قصفت بشكل مباشر بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة مشفى المغارة الذى يقع شمال مدينة الاتارب بريف الغربى وخرج المشفى عن الخدمة بالكامل وطال التدمير أغلب اجزاء المشفى إضافة الى السيارات والمعدات التابعة للمشفى. وقال مصدر فى الدفاع المدنى التابع للمعارضة إن فرق الإسعاف والدفاع المدنى تعرضت للقصف خلال عمليات إجلاء الجرحى ورفع الأنقاض وتم اخراج جثة طفل من تحت الأنقاض. وشاهد مراسل لفرانس برس أضراراً طالت مدخل المشفى وقد إخترقت قذيفة سقفه كما تكسر زجاج غرفة الإستعلامات وإنتشرت بقع دماء فى المكان. وتسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية لها. ويقطن فى تلك المنطقة نحو ثلاثة ملايين شخص غالبيتهم من النازحين. ويسرى منذ السادس من مارس/ آذار 2020، وقفاً لإطلاق النار فى إدلب ومحيطها أعلنته موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل وأعقب هجوماً واسعاً شنّته قوات النظام بدعم روسى على مدى ثلاثة اشهر، دفع بنحو مليون شخص الى النزوح من منازلهم وفق الأمم المتحدة. ولا يزال وقف اطلاق النار صامداً الى حد كبير رغم خروقات متكررة يتضمنها قصف جوى روسى. وفي اتجاه آخر تدور إشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديموقراطية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية من جهة والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة ثانية قرب بلدة عين عيسى الإستراتيجية فى شمال سوريا. وتنتشر قوات تركية وفصائل سورية موالية لها شمال بلدة عين عيسى فى ريف الرقة الشمالى منذ هجوم شنته ضد المقاتلين الأكراد فى تشرين الأول/أكتوبر 2019، وسيطرت خلاله على منطقة حدودية واسعة. وتدور بين الحين والآخر إشتباكات بين الطرفين شمال البلدة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية التى كانت تتخذ منها مقراً رئيسياً لها. ويتزامن التصعيد فى محيط عين عيسى مع إحتفال الأكراد الأحد بعيد النوروز، رأس السنة الكردية المصادف فى 21 آذار/مارس من كل سنة. وأورد المرصد السورى لحقوق الإنسان أن الإشتباكات إندلعت منذ الجمعة بعدما حاولت القوات التركية والفصائل الموالية لها التقدم فى قريتى المعلق وصيدا شمال غرب بلدة عين عيسى إثر إنتهاء قوات سوريا الديموقراطية من تفكيك الغام فى القريتين تمهيداً لعودة المدنيين. وكان المرصد أفاد ليل السبت/الأحد أن الطيران الحربى التركى شن غارة إستهدفت قرية صيدا هى الأولى فى تلك المنطقة منذ هجوم العام 2019. ونفت مصادر أمنية تركية شن الطيران التركى غارات فى المنطقة وإعتبرت أن الإرهابيين (…) يحاولون خلق تصور أن القوات العسكرية التركية شنت غارات لكن وزارة الدفاع التركية أعلنت أن قواتها ردت على وحدات حماية الشعب الكردية التى فتحت النيران عليها. وتصنف أنقرة وحدات حماية الشعب العمود الفقرى لقوات سوريا الديموقراطية، منظمة إرهابية وتعتبرها إمتداداً لحزب العمال الكردستانى بينما تعتبر واشنطن قوات سوريا الديموقراطية الشريك الرئيسى فى الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية الأمر الذي طالما أثار إنتقاد أنقرة. وأوضح مدير المرصد رامى عبد الرحمن أن قوات سوريا الديموقراطية تمكنت حتى اللحظة من منع أى تقدم للفصائل الموالية لأنقرة مشيراً الى تبادل للقصف بين الطرفين. وتتكرر بين الحين والآخر الإشتباكات بين الطرفين فى تلك المنطقة، برغم نشر النظام السورى قوات فيها بموجب إتفاق مع الأكراد كان الهدف منه وقف التقدم التركى إثر هجوم العام 2019. كما تتواجد فيها قوات روسية بموجب إتفاق تم التوصل اليه مع أنقرة. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 388 ألف شخص والحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى الى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.