كتب /ايمن بحر
في إحدى حدائق القاهرة لم تتمكن السيدة المصرية سعاد رمضان البالغة من العمر 62 عاما من حبس دموعها لعدم تمكنها من رؤية حفيديها بعد أن تخلفت طليقة ابنها عن الحضور لتجد الرئيس عبد الفتاح السيسي في وجهها بالصدفة أثناء جولة تفقدية فما كان منها سوى الاستنجاد به شخصيا لتعديل قانون (حق الرؤية) ضمن قانون الأحوال الشخصية.
وكان الرئيس المصري يجري جولة تفقدية للأعمال الإنشائية الخاصة بتطوير شبكة الطرق والمحاور بالقاهرة بعد ظهر الجمعة عندما ساق القدر سعاد رمضان إليه.
والغريب حسبما تقول رمضان أن السيسي قابلها ببساطة بالغة إذ أمر الحرس بالابتعاد عنها وتحدث معها عن القانون والمشكلة التي تواجهها خاصة أنها تعيش هذه المعاناة منذ عام 2016 عندما قرر ابنها وزوجته الانفصال بينما بقي موقف الجدة والطفلين رهن رغبة الزوجة في الرؤية.
وتضيف: مع عمري الذي تخطى الـ60 عاما لم أعرف رئيسا تسهل مقابلته مثل السيسي فحسن خلق الرجل كان واضحا في وقفته معي إذ كان يبتسم طوال الوقت وهدأ من روعي وتعبي بسبب خذلاني مرة جديدة في رؤية حفيدي اللذين تبلغ أعمارهما 9 و7 سنوات ليهدأ أوجاعي في النهاية.
واعتاد الرئيس المصري المرور على المشروعات المحورية كل يوم جمعة حيث يفاجأ المواطنون في كل مرة بتوقفه لهم والاستماع إلى مشكلاتهم مباشرة دون أي أزمة أمنية على الرغم من كل الترتيبات التي لطالما تبقى محيطة بالمسؤولين.
وتحدث السيسي مع رمضان لبضعة دقائق لم يمل فيها من الاستماع لسيدة ستينية تأتي وسط جولته لتسأله عن أمر شديد الخصوصية لحياتها فتقول :الراجل دا إنسان مشوفتش حد (لم أشاهد أحدا) في حياتي عمل اللي بيعمله.وفي مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي نقلا عن بيان أصدره المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي فقد التقت رمضان السيسي أثناء مروره لتفقد المكان واستمع لها وناقشها في بعض المطالب التي عرضتها عليه بشأن قانون الأحوال الشخصية.
وأضاف البيان: شرحت السيدة أنها بسبب القانون محرومة من رؤية أحفادها، فأجابها الرئيس واعدا بأن تعديلات قانون الأحوال الشخصية الجديدة ستكون لصالح الأم والأهل وقال: (حريصون على أن يخرج قانون الأحوال الشخصية بشكل متوازن ليوفر التوازن بين كل الاعتبار آت الأم والأهل.
ويمر التعديل الجديد لقانون الأحوال الشخصية بأزمة كل فترة حيث قدمت الحكومة المصرية مشروع قانون كاملا فيما تقدم المجلس القومي للمرأة بتعديلات على نفس القانون وسط حالة واسعة من الحوار المجتمعي الذي دفع مجلس النواب في النهاية لتأجيل إقرار القانون مرة أخرى.
وتنتشر حملات موسعة في مصر تطالب بتعديل قانون الأحوال الشخصية خاصة أن القانون الحالي الذي تعمل به البلاد لا يناسب العديد من الفئات الاجتماعية خاصة فيما يتعلق بحق الولاية للمرأة أو حق الرؤية للرجل والجدة ومن ثم يتواصل الحوار المجتمعي على أمل الوصول لأفضل صيغة قانونية.
لقاء الحاجة سعاد مع الرئيس السيسي أعاد الأمل في أن يتم التوصل لحل نهائي كما وعدها بأن يناسب القانون الجديد كافة الفئات.
وأعربت رمضان أن ترى حفيديها دون أي أزمة تذكر أو تحكم من طليقة ابنها وأن تتواصل جولات السيسي لتراه مرة أخرى في القريب العاجل