الإسراء والمعراج هي التكرمة والمنحة الإلهية لحبيبه صلى الله عليه وسلم.
قصتها تمت في أقل من ليلة. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العشاء و رجع قبل الفجر، إنها معجزة لا يمكن لأحد تخيلها! بدأت هذه الرحلة عندما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله ليخرج به من بيته في مكة المكرمة إلى الكعبة. عند الكعبة شق جبريل عليه السلام صدر الرسول عليه الصلاة والسلام وأخرج قلبه وغسله بماء زمزم وملأه إيماناً وحكمةً ثم رده!
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم البراق – وهي دابة – ومعه جبريل عليه الصلاة والسلام، ما هي إلا لحظات حتى وصل رسول الله عليه الصلاة والسلام مع جبريل إلى المسجد الأقصى.
فلما دخل رسول الله عليه الصلاة والسلام المسجد الأقصى مع جبريل عليه السلام وجد أمراً عظيماً. أحيا الله له جميع الأنبياء والمرسلين!
عدد الأنبياء 124 ألف نبيّ، أما عدد المرسلين 315، جاء ذلك في حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه.
فلما دخل رسول الله مع جبريل المسجد الأقصى أقيمت الصلاة، فقدّم جبريل رسول الله ليكون إماماً في الصلاة بأئمة الخلق.
أي مكانة ومنزلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون إماماً بأئمة الخلق عليهم الصلاة والسلام. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته بالأنبياء والمرسلين جيئ بالمعراج – وهو سلم – لا يعلم شكله وقدره إلا الله سبحانه
ركب رسول الله عليه الصلاة والسلام مع جبريل المعراج فإذا هي لحظات ووصل إلى السماء الدنيا فرأى فيها الشيء العجب!
رأي رسول الله عليه الصلاة والسلام في السماء الدنيا أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام! ورأى حال أكلة أموال اليتامى ظلماً وحال المغتابين و حال الزناة وحال أكلة الربا ثم صعد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السماء الثانية مع جبريل عليه السلام ورأى فيها: ابني يحيى بن زكريا، وعيسى بن مريم رضي الله عليهم. ثم عرج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء الثالثة مع جبريل عليه السلام ورأى فيها:
سيدنا يوسف عليه السلام وقال عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام: “أعطي شطر الحسن” ثم صعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى السماء الرابعة ورأى: إدريس عليه السلام
ومن ثم صعد إلى السماء الخامسة مع جبريل عليه السلام ورأى: هارون عليه السلام. ثم عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء السادسة مع جبريل ورأى فيها: سيدنا موسى عليه السلام
ثم صعد إلى السماء السابعة ورأى فيها: أبو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام حيث أوصاه بالسلام على أمته وأوصاه بوصية عظيمة.
قال ابراهيم عليه الصلاة والسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقرأ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء” وأن غراسها: “سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”
بعد ذلك دخل رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى الجنة ورأى فيها مشاهد كثيرة.
رأى رسول الله قصر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه و رأى جارية لزيد بن حارثة، ورأى نهر الكوثر. ورأى عليه الصاة والسلام نار جهنم يحطم بعضها بعضاً، ورأى خازن مالك النار عليه السلام.
ثم ذهب جبريل عليه السلام برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أطراف السماء السابعة وتوقف جبريل عليه السلام وقال له: “يامحمد تقدّم، فوالله لو تقدمت خطوة واحدة لاحترقت”
فتقدم رسول الله ووصل إلى موضع لم يصل إليه لا بشر ولا ملك!
هناك في هذا المكان الطاهر العظيم كلمّ الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وفرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس! منح الله هذه الأمة فرض الصلوات الخمس غفر لكل مسلم من الكبائر، يعني لا يخلد في النار. وأعطيت خواتيم سورة البقرة!