اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب عقد من الزمان للحرب السورية أسفر عن نزوح أكثر ثلاثمائة وسبعة وثمانون الف مواطن من بينهم عدد كبير من الأطفال. أدى ذلك الى تشريد أكثر من ستة ملآيين مواطن داخل البلاد فيما يعيش نحو خمسة ملآيين وستمائة الف شخص خارج البلاد بدول اللجوء. بينهم أكثر من مليون طفل ولدوا فى لجوء سياسى. إختفى الأمان والإستقرار وظل الضياع والتشرد والجوع مصير الكثر. بالإضافة الى العنصرية والنقص فى التعليم. الحرمان والمعاناة طابع هذا الواقع.
مع إقتراب الذكرى العاشرة لإندلاع الصراع فى سوريا (15 آذار/مارس) أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على مواصلة الأمم المتحدة سعيها للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2254. وقال إن القمع العنيف للإحتجاجات الشعبية السلمية فى سوريا وضع البلد على طريق حرب مروّعة.
وتابع فى مؤتمر صحفى (10 مارس/آذار 2021): لدى الأطراف فرصة لإظهار إستعدادها لإيجاد أرضية مشتركة والإقرار بحاجة جميع السوريين، الذين يمثلونهم الى تجاوز حالة الصراع الذى طال أمده.
ودعا الأمين العام الى بذل مزيد من الجهود من أجل إتاحة الوصول للمساعدات الإنسانية فى سوريا، مشدّداً على أنّ عمليات التسليم المكثّف عبر خطوط النزاع (داخل سوريا) وعبر الحدود ضرورية للوصول إلى جميع المحتاجين فى كل مكان. وأوضح غوتيريش أنّه لهذا السبب فإننى حثثت مجلس الأمن مراراً وتكراراً على تحقيق توافق فى الآراء بشأن هذه المسألة الحاسمة.
وحذر الأمين العام للمنظمة الدولية من أن سوريا لا تزال كابوساً حياً حيث يواجه حوالى 60 بالمائة من السوريين خطر الجوع ، مؤكداً أنه من المستحيل أن ندرك بشكل كامل حجم الدمار فى سوريا لكن شعبها عانى من بعض أسوأ الجرائم التى عرفها العالم هذا القرن. حجم الفظائع يصيب الضمير بالصدمة.
وكان مجلس الأمن قد أجاز أول مرة عملية مساعدات عبر الحدود الى سوريا فى 2014 من خلال أربع نقاط حدودية. وفى العام الماضى قلّص المجلس العدد الى نقطة واحدة من تركيا بسبب معارضة روسيا والصين تجديد النقاط الأربع جميعا.
وبحسب دول الغرب فإنّ معوقات بيروقراطية فرضتها دمشق تحول دون تسليم المساعدات الإنسانية عبر خطوط النزاع داخل سوريا وكذلك رفض النظام السورى وصول أى مساعدات الى جماعات مسلّحة فى محافظة إدلب.
ويريد الغربيون فى هذا الصدد الحفاظ على المعبر الوحيد المصرّح له أممياً عند الحدود مع تركيا. فى المقابل تريد روسيا أكبر حلفاء دمشق الإعتراف بسيادة سوريا على كامل أراضيها، وتعتبر أنّ المسألة تحوّلت الى قضية سياسية.
وتصرّ موسكو على أن تسليم المساعدات عبر خطوط التماس يسير بشكل جيد. وفى تمّوز/يوليو إستخدمت روسيا حق النقض فى مجلس الأمن لحصر نقاط العبور الخارجة عن سيطرة دمشق بممر واحد.